متى نراجع مواقفنا الخاطئة؟!

لم تعد قيادات دولة الاحتلال تخفي أهدافها الاستراتيجية بمناورات لغوية وسياسية. قياداتهم تتكلم اليوم على المكشوف. هذا التحول من لغة المناورة إلى لغة الصراحة المكشوفة دون خوف من ردود الأفعال العربية والدولية جاءت فيما أحسب بعد اتفاقيات أبراهم مع مجموعة من الدول العربية، وتأييد دول عربية أخرى لهذا التطبيع. وربما هذا التحول جاء بسبب ضعف أداء السلطة، وغياب الخيارات البديلة أمامها، وربما هو نتيجة التنافس الحزبي الحاد بعد خروج الليكود من الحكم، وتولي بينيت وفريقه للحكم.
ومن زاوية أخرى يمكن القول بأن مجتمع دولة الاحتلال شهد مؤخرا أكبر عمليات تحول نحو اليمين واليمين المتطرف، ولم يعد لليسار والوسط تأثير كبير في الخارطة الحزبية الإسرائيلية، ولم يعد لليسار وزنا كبير في صندوق الانتخابات.
ومن شواهد هذا التحول التصريحات التالية:
– تقول شاكيد وزير الداخلية الإسرائيلية نعتزم مواصلة البناء الاستيطاني في الضفة الغربية في غضون أسبوع أو أسبوعين. ولا يجب أن يكون الاستيطان في الجولان على حساب الاستيطان في الضفة.
– إطلاق لوبي في الكنيست لتعزيز ودعم اتفاقيات إبراهم بحضور جاريد كوشنر مشتشار الرئيس ترامب، ومهندس اتفاق إبراهم وبحضور زوجته إيفانكا لقاء الكنيست.
– وزير خارجية أميركا السابق بمومبيو يقول إن السيادة الإسرائيلية على مستوطنات الضفة ومنطقة الجولان أمر لا جدال فيه.
– يقول بينيت علينا في السنوات القادمة جلب نصف مليون يهودي من أميركا وفرنسا وإسكانهم في (إسرائيل)، ونوه إلى أن (إسرائيل) دولة كل يهود العالم، وهم مواطنون في الدولة رغم إقامتهم خارجها.
– يقول بينيت لا يمكن إقامة دولة (فلسطينية إرهابية) في الضفة على بعد سبع دقائق من منزلي.
هذه التصريحات المكشوفة تنبع من رؤية استراتيجية يجتمع عليها الإسرائيليون وبالذات أطراف اليمين منهم. الأمر الذي يعني أننا فلسطينيا نسير في الطريق الخطأ عندما نعلن أن طريق المفاوضات ونبذ العنف هو طريقنا الوحيد للوصول إلى حقوقنا؟!
الطرف الإسرائيلي في عملية التفاوض يقول لنا وللعالم لا لدولة فلسطينية. لا لوقف الاستيطان. لا للمؤتمر الدولي. هذه اللاءات ليست مواقف شخصية أو فردية، بل هي عندهم لاءات حزبية وقومية، وفي هذه الحالة كيف يكون التفاوض طريقا وحيدا؟!
لقد ملّ الناصحون للسلطة من ضرورة مراجعة الموقف الفلسطينية، وأخذ كل التحولات المذكورة آنفا في الحسبان، وكل تأخير في مراجعة الموقف هو إضرار بمستقبل القضية الفلسطينية وخيانة للأمانة. المراجعة ضرورة وطنية لاعلاقة لها بالخلافات الفصائلية الفلسطينية.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أجبره الاحتلال على هدم منزله في العيسوية فجعل منه محرابا
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام أجبرت بلدية الاحتلال الإسرائيلي، المقدسي محمود عبد عليان على هدم منزله في حي المدارس بقرية العيسوية بالقدس المحتلة...

المظاهرات تعمّ المدن المغربية للمطالبة برفع الحصار عن غزة
الرباط – المركز الفلسطيني للإعلام طالب آلاف المغاربة، الجمعة، وللأسبوع الـ74 على التوالي برفع الحصار عن غزة وفتح كافة المعابر لدخول المساعدات...

حماس: الاحتلال يسعى لكسر إرادة شعبنا بكل السبل وسط غياب الضمير العالمي
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، عبد الرحمن شديد، الجمعة، إن قطاع غزة يواجه اليوم واحدة من أسوأ...

المقاومة تعلن تفجير جرافة وقنبلة برتل لآليات الاحتلال شرق غزة
الخليل- المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي " سرايا القدس" عن تفجير جرافة عسكرية إسرائيلية وقنبلة من مخلفات الاحتلال...

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...

ايرلندا تدعو “إسرائيل” لرفع الحصار عن غزة والسماح بدخول المساعدات
دبلن – المركز الفلسطيني للإعلام حذّرت ايرلندا من استمرار الكارثة الإنسانية في غزة، وأنه لم تدخل أي مساعدات إنسانية أو تجارية منذ أكثر من ثمانية...

رغم تضييقات الاحتلال.. عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
القدس- المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها سلطة...