حماس تدعو للاعتصام في المقبرة اليوسفية لمنع تجريفها

دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اليوم الاثنين، إلى الاعتصام داخل المقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك من الجهة الشرقية، لمنع قوات الاحتلال من مواصلة “جريمة” تجريفها.

وأكدت الحركة في تصريح صحفي الاثنين، أن “اعتداء الاحتلال الصهيوني على المقبرة اليوسفية، يمثل عدوانا على تاريخ شعبنا وأمتنا والإنسانية جمعاء”، محذرة حكومة الاحتلال من “مواصلة عدوانها على مدينة القدس وهويتها الحضارية”.

وشددت “حماس” على أن “محاولات التهويد للمدينة المقدسة؛ لن تقلب الحقائق التي تعيش داخل ملايين الفلسطينيين ومليارات المسلمين بأن القدس بكل تفاصيلها هي عربية إسلامية”.

وقالت: إن “جريمة الاحتلال النكراء بتجريف المقبرة اليوسفية في مدينة القدس، تعبر عن وجهه الحقيقي والقبيح الذي يؤكد سادية وعدوانية لا تحترم كرامة الأموات”، مؤكدة أن “هذه المحاولات ستكون عواقبها وخيمة على الاحتلال الذي اختبر شعبنا ومقاومته في حي الشيخ جراح وفشل”.

وأضافت الحركة أن “عملية التجريف وما صاحبها من خروج عظام الموتى ورفاتهم؛ هي دليل على أن هذا الاحتلال المسخ هو عار على التاريخ، وعدو للإنسانية جمعاء”.

ورأت “حماس” أن “محاولة الاحتلال وحكومته تهويد المدينة المقدسة وطمس هويتها الحضارية ستفشل”، مضيفة أن “مقبرة باب الأسباط (اليوسفية) تحمل في طياتها تاريخ أمة حافظت دائما على القدس، وقدمت من أجلها آلاف الشهداء”.

وأوضحت أن “عمر المقبرة اليوسفية الممتد منذ الأيوبيين الذين حرروا القدس ودحروا الغزاة؛ هو أكبر من أن تطمسه حكومة قطعان المستوطنين، فهذه المقبرة ما زالت تحمل نصبا تذكارية لشهداء أمتنا الذين دافعوا عن القدس عام 1967، وشهداء شعبنا في مجزرة الأقصى عام 1990”.

وتوجهت الحركة بـ”التحية لجماهير شعبنا المرابط في القدس؛ الذين هبوا للدفاع عن كرامة أمواتنا وشهدائنا في تلك المقبرة”، مؤكدة أن “أبناء شعبنا لن يسمحوا لهذا الاحتلال المجرم بأن يعتدي على حضارتنا وتاريخنا الممتد منذ مئات السنين”.

وكانت آليات إسرائيلية قد جرفت، أمس الأحد، أجزاء من المقبرة اليوسفية الملاصقة للمسجد الأقصى.

وقال رئيس لجنة رعاية المقابر الإسلامية بالأوقاف الإسلامية في القدس الحاج مصطفى أبو زهرة، في تصريح صحفي: إن “قوات الاحتلال جرفت قبرا من مقبرة الشهداء التابعة للمقبرة اليوسفية، حيث ظهرت عظام أحد الموتى، وقد قمنا بعد ذلك بإخراج الجرافة التي جرفت القبر، وترميمه وإعادته إلى ما كان عليه، وأجبرنا الجرافة وقوات الاحتلال على مغادرة المكان”.

وتأتي عمليات التجريف بعد أن استجابت المحاكم الإسرائيلية لطلب بلدية الاحتلال في القدس وما تعرف بـ”سلطة الطبيعة” باستئناف أعمال التجريف في المقبرة، ويشمل القرار كذلك السماح بتحويل قطعة الأرض إلى حديقة عامة.

وكانت قوات الاحتلال قد هدمت سور المقبرة والدرج في المدخل المؤدي إليها مطلع كانون الأول/ديسمبر 2020، وواصلت بعدها أعمال الحفر والتجريف في مقبرة الشهداء، والتي تضم رفات شهداء من الجيشين العراقي والأردني، لصالح “مسار الحديقة التوراتية”.