بدران: القضية الفلسطينية تدار منذ سنوات طويلة بقرار فردي

قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، حسام بدران، إن “الأزمة الحقيقية في الساحة الفلسطينية هي أن القرار سواء على الصعيد الوطني أو في العلاقة مع الاحتلال أو على المستوى الدولي يدار من شخص واحد”، في إشارة إلى رئيس السلطة محمود عباس.
وأضاف بدران، في ندوة نظمها مركز “رؤية للتنمية السياسية”، أن “القضية الفلسطينية منذ سنوات طويلة تدار بقرار فردي، حتى لم يعد لقرار جماعي في حزب، أحياناً الرئيس يعلنها في الأمم المتحدة دون أن يشاور أحدا، وأحياناً يطالب حماس بأوراق وحوارات ولبينا كل ما طلب منا، دون سبب حقيقي تم إلغاء الانتخابات، نحن أحرص الناس على القدس،وقد خضنا حرباً مؤخراً من أجل القدس”.
وتعليقاً على دعوة اللجنة المركزية لحركة فتح لحماس بالمشاركة في الانتخابات المحلية، عدّ أن “هذه الدعوة تأتي وكأننا ضيوف على الحالة الفلسطينية”.
وتابع: “نؤمن أن الانتخابات هي الطريق الأصوب لاختيار القيادات، ونمارس هذا الأمر على المستوى الداخلي، وينتخب قيادات الحركة كل 4 سنوات، مهما كانت الظروف، نبذل كل جهد حتى لا يتم تأجيل الانتخابات الداخلية ولو شهر واحد”.
وأكد بدران: أن “الانتخابات حق للشعب الفلسطيني وليس منة من أحد، حق الشعب أن يختار قياداته على كل المستويات، على مستوى القيادة الأولى قبل أن تذهب به إلى انتخابات هامشية”.
ووصف الحالة الفلسطينية بأنها، “أصابها حريق يكاد يذهب بالقضية من أساسها”، وقال: “بدلاً من التوجه إلى سيارات الإطفاء الحقيقية التي نمتلكها، البعض يطرح علينا أن نخمد الحرائق من خلال ملء كف اليد بالماء، الحريق سيلتهمنا إذا بقينا نتوجه إلى قضايا جزئية، والقرار بيدنا وليس بيد غيرنا”.
وعدّ أن “الشعب الفلسطيني لديه أزمة ثقة حقيقية وعميقة بالقيادة الفلسطينية”، وأشار إلى أن 35 قائمة كانت ترفض إلغاء الانتخابات، بعد أن طلبنا من الناس أن يسجلوا، وكان عدد المسجلين غير مسبوق، وكل ما جرى وفي النهاية ألغيت الانتخابات بجرة قلم، دون العودة للقوائم التي سجلت للانتخابات”.
وحول قرار الحكومة تنظيم انتخابات محلية خلال الأشهر المقبلة، قال: “الذهاب لانتخابات محلية لو أنها جاء ضمن توافق وطني، وأن هذه الخطوة الأولى، ثم تجري الانتخابات التشريعية، لكان لدينا فرصة للحوار، الحكومة هي لحركة فتح وتقرر وحدها كل الخطوات، في المراحل الأولى لا توجد أية مدينة كبرى، ونحن نعرف لماذا اختيرت هذه المناطق في المرحلة الأولى”.
وأضاف: “الواقع أن تراجعاً كبيراً جدًّا أصاب الحريات بالضفة، ولاحظناه في محطات عديدة جديدة، خلال الأسبوع الماضي اعتقل الأمن الوقائي والمخابرات كل قيادات الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح، ويلاحق الناس على الموقف والمنشور في “الفيسبوك”.
وأردف قائلاً: “صممنا في حماس أنه يجب أن يصدر مرسوم من الرئيس عباس بإطلاق الحريات، وعمليًّا ألغي المرسوم بعد إلغاء الانتخابات، كيف يذهب الناس للانتخابات دون حريات ودون وجود اتفاق، مراكز استطلاع أظهرت أن 80% من الشعب الفلسطيني يريد أن يترك الرئيس عباس منصبه، لماذا لا تثبت شرعيتك أولاً قبل أن تذهب لانتخابات جزئية محلية؟”.
وأوضح بدران أن موقف حماس من الانتخابات المحلية، أنها “تأتي في توقيت غير مناسب، الأولوية للدفاع عن المسجد الأقصى ومواجهة الاستيطان ومساندة الأسرى، وحصار غزة وآثار الحرب، هل نريد الذهاب بالناس إلى الانشغال بانتخابات جزئية غير متفق عليها بدلاً من الاهتمام بقضايا مصيرية”.
وعدَّ أن “الانتخابات جزء منها مرتبط بضغوط من الاتحاد الأوروبي بعد إلغاء انتخابات التشريعي، وكان منهم مواقف معلنة تتعلق بأنه لا يمكن استمرار الدعم لحكومات غير منتخبة”، وقال: “حتى لو تمت الانتخابات لن تعطي شرعية للسلطة لا على المستوى الوطني ولا الدولي، وهذا ذهاب بغير الاتجاه الصحيح وهو الوحدة الوطنية المبنية على أسس صحيحة”.
وفي سياق آخر، تطرق بدران إلى ما أسماها الحملة الإعلامية التي أطلقتها فتح مؤخراً تحت عنوان “الهجوم على حماس”، وقال: “أطلقوا حملة إعلامية دون مبرر للهجوم على حماس، عبر تلفزيون فلسطين الذي من المفروض أن يكون عنواناً للفلسطينيين، الصحف التابعة لهم كان كل جهدها في الهجوم على حماس، بينما خبر استشهاد الأسير حسين مسالمة نشر على الهامش”.
وأضاف: “الحملة كانت تحت مزاعم أن حماس هاجمت الرئيس، سألت كثير من الصحفيين غير المحسوبين على حماس، إن كانوا لاحظوا أي هجوم على الرئيس، وكلهم نفى ذلك، ولم تصدر الحركة أصلاً قراراً بالهجوم على الرئيس”.
وتعليقاً على قضية الكوفية التي أثارت الجدل في غزة مؤخراً، قال: “منع الكوفية لم يكن له أصل، واتصلت على كل الإخوة في غزة للتأكد وقالوا لي إن القضية ليس لها أصل، ولم يتم منع الكوفية، الكوفية رمز لكل الشعب الفلسطيني وليس لحركة فتح وحدها”.
وعدَّ بدران أن “المطلوب هو الذهاب نحو جوهر القضية، نريد عمل وطني مشترك يحدد الأولويات، إذا اتفقنا فلسطينيًّا أن الأولوية للانتخابات المحلية فلنذهب لها، لكن معظم الفصائل قالت لنا إن هذه بداية خاطئة ولا تقدم القضية شبراً للأمام، لنذهب لرأس الأمر؛ انتخابات المجلس الوطني والرئاسة والتشريعي”.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

البرلمان العربي يدعو لتأمين ممرات إنسانية عاجلة إلى غزة
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام وجه البرلمان العربي رسائل عاجلة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والمفوض السامي لحقوق الإنسان، والمديرة...

نتنياهو: سنضم 30% من الضفة الغربية
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام قال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب "ستكون قادرة على ضمّ 30%" من الضفة الغربية....

الجهاد: لن نطلق سراح أسرى الاحتلال ما لم تتوقف الحرب
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي، إن المقاومة الفلسطينية لن تطلق سراح الأسرى الإسرائيليين ما...

قيادي في حماس: مفاوضات متقدمة مباشرة بين الحركة والإدارة الأميركية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام كشف قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن مفاوضات متقدمة مباشرة تجري بين الحركة والإدارة الأميركية حول وقف إطلاق...

مركز حقوقي: فظائع سديه تيمان تستوجب محاكمة قادة الاحتلال كمجرمي حرب
بيروت- المركز الفلسطيني للإعلام أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى (مستقل) أن "ما كشفته صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن الانتهاكات الصادمة التي تُرتكب في...

الصحة بغزة: 19 شهيدا و 81 إصابة وصلوا المستشفيات خلال 24 ساعة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة وصول مستشفيات قطاع غزة 19 شهيدا، و 81 إصابة خلال 24 ساعة الماضية....

المقاومة توقع قوة إسرائيلية بكمين في حي الشجاعية
غزة- المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تنفيذ عملية مركبة في حي الشجاعية بمدينة غزة، أمس السبت، أسفرت...