استعداد بغزة لقطف الزيتون وسط مخاوف من تراجع الإنتاج

يستعد المزارعون الفلسطينيون في قطاع غزة لقطف محصول الزيتون، الذي حدّدته وزارة الزراعة في 12 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، وسط دعوات لتأخيره بهدف زيادة إنتاج زيت الزيتون، وذلك بعد توقعات بأن يكون هذا الموسم أقل إنتاجًا من السنوات الماضية.
ويعدّ موسم حصاد الزيتون جزءًا من التراث الفلسطيني؛ حيث يجتمع جميع أفراد العائلة كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء، من أجل جني ثماره، وهو ما يُعرف باسم “جدّ الزيتون”.
وعلى مدار الصراع بينها والفلسطينيين؛ حاربت سلطات الاحتلال شجرة الزيتون يوميًّا، من خلال تجريف آلاف الدونمات المزروعة بالزيتون، والتي قابلها الفلسطينيون بالإكثار من زراعتها؛ لكونها تعكس الوجود التاريخي لهم على أرض فلسطين.
وتدّعي الحركة الصهيونية منذ انطلاقها عام 1897، بأن فلسطين بلاد فارغة لم يوجد فيها سكان، كمبرر لجلب اليهود إليها للاستيطان في أرضها.
تراجع الإنتاج
وأكد الناطق باسم وزارة الزراعة الفلسطينية في غزة، أدهم البسيوني، أن موسم قطف الزيتون ستصحبه إجراءات مشددة، من ناحية الالتزام بالمعايير الفنية، والالتزام بالاشتراطات المتعلقة بالوقاية من وباء كورونا.
وقال لـ”قدس برس”: إن “هناك تراجعًا كبيرًا في نسبة إنتاج الزيتون لهذا العام، نتيجة التقلبات المناخية”، متوقعًا وصول نسبة الإنتاج إلى 35 في المئة فقط من مجمل الإنتاج السنوي.
وأوضح البسيوني أن المساحة الإنتاجية لأشجار الزيتون متزايدة هذا العام، مشيراً إلى وجود نحو 40 ألف دونم من المساحة الإجمالية المزروعة بأشجار الزيتون.
وبيّن أن القطاع حقق العام الماضي، ولأول مرة، اكتفاءً ذاتياً بنسبة 100 في المئة من إنتاج زيت الزيتون، حيث بلغت كميات زيت الزيتون 4200 طن، استخرجت من 26237 طناً من ثمار الزيتون، بمتوسط نسبة إنتاج الزيت من الثمار 16 في المئة.
وأضاف أن عدد المعاصر العاملة في قطاع غزة، والتي ستشغل هذا الموسم، تبلغ 35 معصرة، منها 27 تعمل بنظام أوتوماتيكي كامل، و8 تعمل بنظام نصف أوتوماتيكي.
وحذر البسيوني من التبكير في قطف ثمار الزيتون، مشيرا إلى أن ذلك “يتسبب في قلة الإنتاج وضعف الجودة”.
ودعا الناطق باسم وزارة الزراعة المواطنين في قطاع غزة، إلى عدم القلق من قلة الإنتاج هذا العام، مؤكدًا التزام وزارته بتوفير منتج زيت الزيتون في الأسواق وفق الحالة الاقتصادية الموجودة.
وقال البسيوني: “ما دام المنتج المحلي متوفراً ويغطي احتياجات السكان؛ فإن الأولوية تبقى له، وإذا عجز المنتج عن تغطية الأسواق؛ فسيكون هناك إجراءات لتوفيره؛ لعدم إحداث أي إرباك في عملية التسويق”.
وتابع: “أعلنت وزارة الزراعة أن العام 2021 عام جودة مدخلات الإنتاج والنهوض بقطاع الزيتون، وذلك بعد الاكتفاء الذاتي بنسبة 100 في المئة، والذي تم تحقيقه في العام الماضي، وكذلك التصدير للخارج”.
وأضاف البسيوني أن وزارة الزراعة تسعى “لتحقيق الاكتفاء الذاتي من جميع المنتجات الزراعية، على غرار الزيتون”.
أسباب قلة الإنتاج
من جهته؛ نبّه الخبير الزراعي ورئيس “مجلس زيت الزيتون الفلسطيني” فياض فياض، إلى أن تأخير موسم قطف ثمار الزيتون لشهر إضافي، سيضاعف الإنتاج بالمقارنة مع قطفه حاليًّا.
وقال فياض لـ”قدس برس”: إن “ثمار الزيتون لم تنضج بعد، وتبكير المزارعين بقطفها هذه الأيام سيؤدي إلى خسارة كبيرة في إنتاج المحصول، وسيُنتج أيضًا زيتًا قليل الجودة، وغير مكتمل العناصر والفيتامينات”.
ووصف الخبير الزراعي موسم الزيتون هذا العام بـ”شلتوني الإنتاج” أي قليل الإنتاجية، مشيرًا إلى أن السنة التي يكون الإنتاج فيها وفيرًا تسمى “سنة ماسية”.
وبيّن أن قلة الإنتاج في الموسم الحالي سببها الظروف الجوية، ولا علاقة لها بما يسميه الناس بـ”المعاومة” (سنة منتجة، وأخرى غير منتجة)؛ “فهذا الاعتقاد ليس له أي علاقة بالواقع”.
وأضاف فياض أن قطاع غزة “يصنّف من المناطق المتقدمة جداً على مستوى العالم في إنتاج زيت الزيتون، حيث تحاكي إنتاجية الدونم الواحد الأرقام العالمية”، مشيرا إلى أن هناك سبعة آلاف أسرة في القطاع تمتلك الزيتون.
ولفت إلى إدخال صنفين جديدين من أشجار الزيتون إلى غزة في 2018، وهما “بيكوال” و”أسكال”، مؤكداً أن هذين الصنفين يتميزان بأنهما “ينضجان ويقطفان مبكراً، ونسبة الزيوت فيهما عالية جداً”.
وفي المقابل؛ تفقد غزة سنوياً ما قيمته 50 مليون شيكل (15.5 مليون دولار) من زيت زيتون داخل الجفت (نواة الزيتون) بحسب فياض الذي أوضح أن “نسبة فاقد زيت الجفت المسموح فيها عالمياً تبلغ ستة في المئة، أما في فلسطين فهي تتجاوز 12 في المئة”.
وقال: إن “99 في المائة من زيت الزيتون عبارة عن مواد دهنية مهمة وضرورية لجسم الإنسان، والزيت الجيد يحتفظ بالمواد المفيدة لمدّة طويلة”، لافتاً إلى أن “زيت البكر هو من أفضل أنواع الزيوت”.
وحذر فياض من تعبئة زيت الزيتون في الجالون البلاستيك، الذي “بمجرد وضع الزيت فيه؛ تذوب بعض أجزائه، وتتفاعل مع الزيت لتكوِّن مادة مسرطنة”، مشددا على ضرورة أن يتم استبداله بجالونات من نوع “ستانلس ستيل”.
يذكر أن قوات الاحتلال جرفت مساحات واسعة من الأراضي الزراعية المثمرة بالزيتون في قطاع غزة مع بداية انتفاضة الأقصى عام 2000، إلا أن أهالي القطاع، بمساعدة وزارة الزراعة، أعادوا زراعة هذه الأراضي.
وشجعت الحكومة الفلسطينية في غزة، المواطنين على زراعة شجرة الزيتون في منازلهم، وفي الشوارع، وأطلقت مشروع “تخضير فلسطين” ضمن الخطة الإستراتيجية لوزارة الزراعة في استصلاح الأراضي الزراعية، والحد من تكاليف مستلزمات الإنتاج الزراعي، وتعزيز صمود المزارع الفلسطيني في أرضه.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي
المركز الفلسطيني للإعلام أمر قاض فدرالي أميركي، اليوم الأربعاء، أمرا بالإفراج عن محسن مهداوي، الطالب الفلسطيني الذي اعتُقل هذا الشهر أثناء حضوره...

حماس تدعو إلى مواصلة الحراك العالمي تضامناً مع غزة وضدّ العدوان الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى مواصلة الحراك الجماهيري العالمي،...

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...