الجمعة 28/يونيو/2024

الذكرى السنوية الـ 23 لاستشهاد القائد القسامي زهران زهران

الذكرى السنوية الـ 23 لاستشهاد القائد القسامي زهران زهران

توافق اليوم الذكرى السنوية الـ 23 لاستشهاد القائد القسامي زهران زهران، بعد تفجير عبوة ناسفة وضعها له عملاء الاحتلال أدت لاستشهاده على الفور.

سيرة الشهيد

ولد شهيدنا القائد القسامي زهران إبراهيم زهران، في منطقة “بدو” بالقدس المحتلة في الثالث والعشرين من أغسطس عام 1968م.

نما شهيدنا وترعرع في بيت مسلم أصيل، شديد الالتصاق بفلسطين والأقصى، مرابط على ثرى الأرض المقدّسة، فاتّجه إلى كتاب الله تعالى، فأتمّ حفظه عن ظهر قلب.

درس العلوم الإسلامية حتى حصل على شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية، وانطلق في حياته حاملاً القرآن في صدره، وعيناه لا تفارقهما صورة الأقصى المغتصب والأرض المسلوبة.

رحلة تضحية

 تلمّس شهيدنا الدرب المستقيم، وبحث عن الغاية منذ البداية، فكان له ما أراد، فالتحق بحركة حماس فور انطلاقتها في بداية الانتفاضة الأولى.

لم ينتظر شهيدنا طويلاً في صفوف حماس، فلقد أرادها بيعة على الدم، وصفقة مع الله، فسرعان ما التحق بصفوف المجاهدين في مرحلة مبكرة خلال الانتفاضة الأولى، فانضم إلى صفوف القسام منذ البداية في العام 1988م أي قبل انطلاق الكتائب فعليًّا بهذا الاسم المبارك.

اعتُقل شهيدنا على ُثر نشاطه الجهادي في بدايته، وقضى عامين في سجون الاحتلال حتى أفرج عنه عام 1990م، لكن السجن لم يكن النهاية بل البداية، فخرج من سجنه أقوى عزيمة، وأشد بأساً، وأكثر إصرارا على مواصلة الدرب، مثابراً داعياً إلى الله، ومنظّما للشباب في صفوف الحركة الإسلامية، ومعدًّا لمرحلة جديدة من الجهاد والمقاومة للأعداء.

ولكنّ الاحتلال لم يترك زهران يمارس واجبه الدعوي والجهادي، فقد أعادت قوات الاحتلال اعتقاله في عام 1991م إداريًّا ستة أشهر في سجن “بيتونيا”.

تعرف شهيدنا في سجنه على أسماء لامعة في الجهاد ومقارعة العدو، فقد التقى بالشهيد القائد محيي الدين الشريف، والشهيدين عماد وعادل عوض الله، والشهيد عبد المنعم أبو حميد، ومضى جميعهم إلى الله تعالى لاحقاً على طريق الجهاد ودرب الأحرار، كما تعرف شهيدنا في السجن على الشيخ حسن يوسف والشيخ جمال الطويل.

مطاردة وجهاد

استمر شهيدنا في عمله الجهادي بصمت وإخلاص، حتى بدأت هذه الحياة تتغير وتزداد مشقّة ومكابدة وتحديداً في العام 1992م؛ حيث بدأت المطاردة والملاحقة بعد تنفيذه عملية إطلاق نار على جيب عسكري كان يسير على طريق القدس – رام الله.

وهذه الملاحقة لم تثن شهيدنا عن خدمة إخوانه المجاهدين المطاردين، فقد كان له شرف إيواء القائد الكبير المهندس يحيى عياش، والاستشهادي القسامي رائد زكارنة منفذ عملية العفولة بتاريخ 6-4-1994م.

 
كما اختارته قيادة القسام أن يكون مع وحدة الشهيد “راغب عابدين” التي أقدمت على العملية البطولية التاريخية، عملية أسر الجندي الإسرائيلي “نخشون فاكسمان” والذي أسر في التاسع من أكتوبر عام 1994م في القدس، واحتجز في بلدة بير نبالا- قضاء القدس.

عاد شهيدنا بعد عملية أسر الجندي “فاكسمان” إلى السجن، لكن هذه المرة إلى سجون أجهزة السلطة، قضى أربع سنوات في سجونها حتى عام 1998م، ليخرج بعد ذلك ليس إلى السجن مرة أخرى بل إلى جوار الله تعالى شهيدا.

خاتمة الشهادة

في عام 1998م، وبعد اغتيال الشهيد محي الدين الشريف، وفي تاريخ 29-9 قام زهران ومعه الأسيران سليم أبو عيد وسلمان أبو عيد؛ بشراء أسلحة من شخص داخل الأرض المحتلة عام 1948م، وكان هذا الشخص مرتبطاً مع “الشاباك” الإسرائيلي.

وتم تسليمهم حقيبة سوداء ملغمة على أساس أن بداخلها سلاحًا، وبعد أخذهم الحقيبة والابتعاد عن الشخص؛ فجرت قوات الاحتلال الحقيبة داخل السيارة عن بعد، ما أدى إلى استشهاد زهران وإصابة سليم وسلمان بجروح بالغة، ونقلا إلى مستشفى رام الله، واعتقلا لاحقاً عام 2004، وحكم على كل منهما 3 مؤبدات في سجون الاحتلال.

على ذات الدرب

وبعد استشهاد القائد القسامي زهران زهران، لا تزال عائلته المجاهدة تقدم الدماء والأعمار رخيصة في سبيل الله، فقد لا حقت قوات الاحتلال عائلة الشهيد واعتقلت معظم أشقائه، فيما ارتقى أحمد زهران شقيق الشهيد زهران قبل أيام مقبلاً غير مدبر بعد مطاردة قوات الاحتلال، ليحيي بذلك ذكرى ارتقاء أخيه وبطولته وتضحية عائلته.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات