المطاردون الجدد بالضفة.. كابوس إسرائيل القادم

بقايا فراش وقليل طعام.. هو ما وجد في منزل المواطن محمد الزرعيني الذي كان منزله هدفًا لهجوم قوات الاحتلال الصهيوني على بلدة برقين غرب مدينة جنين شمال الضفة الغربية في اليوم الذي ارتقى فيه خمسة شهداء في جنين والقدس.
هاجم الاحتلال المنزل، ثم أجرى عمليات تمشيط واسعة في الجبال، بينما كانت الاشتباكات ضارية في المنطقة مع المقاومين الجدد، ولا يعلم حتى الآن مصير المطلوبين الذين بقيت حاجياتهم دون اتضاح تفاصيل ما جرى.
لم يكن ما جرى في برقين استثناءً؛ فالشهيد أحمد زهران من بلدة “بدّو” أحد شهداء القسام الثلاثة في هجوم بيت عنان قرب القدس، قضى شهره الأخير مطاردًا للاحتلال بعد أن امتشق بندقيته وقرر ألا يعود إلى السجن؛ حيث جن جنون ضابط مخابرات الاحتلال المسئول عن المنطقة.
تقول والدته لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “إن ضابط مخابرات الاحتلال كان مستفزًّا من أنه قرر أن يكون مطاردًا وهددها بأنه سيعيده جثة لها وسيقتله، واعتقل جميع أشقائه”.
ذعر المطاردة
يعرف الاحتلال جيدًا معنى عودة ظاهرة المطاردين في الضفة، والتي تعني في إحدى رسائلها تمردًا على الواقع الذي فرضته حالة التنسيق الأمني في السنوات الخمس عشرة الماضية، ومحاولة للانعتاق منها رغم صعوبة ذلك بسبب الضربات التي تلقتها حاضنة المقاومة في الضفة.
بدأت ظاهرة المطاردين بالعودة مجددا في الأشهر الأخيرة انطلاقًا من مخيم جنين، ولكنها بدأت تنتشر في مناطق أخرى، تشكل حالة المخيم معضلة أساسية في هذا الملف؛ حيث صدرت تهديدات كبيرة من الاحتلال حول ذلك.
يقول أحد المقاومين لمراسلنا إن الاحتلال يسير وفق سياسته التي يطلق عليها “جز العشب”؛ فهو يدخل قواته الخاصة بلباس مدني لاختطاف المطاردين في أي فرصة يتسنى له الاستفراد بأي منهم عند كازية أو في السوق أو في أي منطقة أخرى، وهكذا تمت الاعتقالات الأخيرة.
التنسيق الأمني
وبحسب مصدر مطلع لمراسلنا فإن ظاهرة المطاردين في المخيم لم تنج من حالة التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال، حيث إن الاحتلال وبترتيب مع السلطة منحها تسعين يوما لكي تعمل على فكفكة هذا الملف، ولم يربك ذلك سوى حادثة نفق جلبوع.
تسبب التنسيق الأمني في تكفيك حاضنة المقاومين، وأنهى هذه الظاهرة خلال السنوات الماضية، فمطاردو فتح خضعوا لتسويات أمنية بين السلطة والاحتلال وتم استيعابهم في المؤسسة الأمنية، فيما تم تصفية واعتقال من لديهم عمليات مباشرة ضد الاحتلال، بينما تم تصفية واعتقال مطاردي حماس والجهاد بقسوة.
يقول أحد المقاومين لمراسلنا بينما لا يلاحق الاحتلال والسلطة سلاح فتح ولا سلاح الفوضى؛ فإن امتلاك رصاصة لعنصر من حماس أو الجهاد يتطلب استنفارا أمنيًّا من أجل مصادرتها.
لا يبدو وفق متابعين ومطلعين على محاولات إعادة الضفة لسابق عهدها أن عقارب الساعة ستعود للوراء، حيث إن الجهود الشبابية باتت واضحة أنه لا رجعة مهما كانت المحاولات متواضعة في هذه المرحلة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

جيش الاحتلال يقصف مطار صنعاء الدولي ومصنعا للإسمنت ومحطة كهرباء مركزيّة
صنعاء - المركز الفلسطيني للإعلام شنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، اليوم الثلاثاء، هجوما استهدف من خلاله مطار صنعاء الدوليّ، ومصنعا للإسمنت في منطقة...

مستوطنون يحرقون مساحات زراعية واسعة في رام الله
رام الله - المركز الفلسطيني للإعلام أضرم مستوطنون، اليوم الثلاثاء، النار في أراضٍ زراعية، شمال شرق مدينة رام الله. وأفادت مصادر محلية، بأن عشرات...

حماس: ترامب يردد أكاذيب نتنياهو لتبرير التجويع الممنهج لغزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، أن تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي اتّهم فيها الحركة بالسيطرة على المساعدات الإنسانية في...

48 شهيدا و142 جريحا في غزة خلال 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفادت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، بأن مستشفيات القطاع استقبلت 48 شهيدا، و142 جريحا وذلك خلال 24 الساعة الماضية...

حماس: قرار الاحتلال توسيع الحرب تضحية صريحة بأسراه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة حماس، إن مصادقة المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابنيت" على خطط توسيع الاحتلال عمليته البرية في غزة، ...

الأونروا: 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، إن أكثر من 66 ألف طفل في قطاع غزة يعانون سوء تغذية خطيرا"،...

احتجاجات في جامعات أميركية تنديدا باعتقال داعمين لفلسطين
واشنطن - المركز الفلسطيني للإعلام شهدت جامعات كولومبيا وجورجتاون وتافتس وقفات احتجاجية منسقة، تنديدا باعتقال أكاديميين وطلاب دعموا القضية...