الأربعاء 06/نوفمبر/2024

قبل زفافهما بأيام.. الاحتلال يبدد أحلام دنيا مع خطيبها الشهيد

قبل زفافهما بأيام.. الاحتلال يبدد أحلام دنيا مع خطيبها الشهيد

لم تكن الفتاة “دنيا خلف” تعلم أنّ الهدايا و”الكيك” والبالونات الجميلة التي جهزتها لخطيبها أسامة صبح ليلة أمس، احتفاءً بعيد ميلاده الثاني والعشرين هو آخر عهدها به قبل أن يرتقي شهيداً في اشتباكٍ مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني صبيحة اليوم، على مشارف قريته برقين في جنين المحتلة.

أسامة ودنيا كانا يتجهزان لحفل زفافهما القريب بعد أن حدداه ليكون في التاسع والعشرين من أكتوبر القادم، إلا أنّ رصاصات الغدر الصهيوني لا تترك للفرح مساحةً في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني.

اللقـاء الأخير
الساعات الأخيرة التي قضتها دنيا ليلة أمس مع خطيبها أسامة كانت مليئة بالتوصيات والأحلام والتفاؤل وهما يرقبان احتفال زفافهما القريب. افترق أسامة عن خطيبته ليعود إلى بيته، ومع ساعات الفجر الأولى تلقت دنيا خبر استشهاد خطيبها في اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال وهو الذي لا يزال صدى صوته يتردد في آذانه ليكون الفراق الأخير.

ومع الدمعات التي لم تستطع حبسها أمام وسائل الإعلام تبددت كل الأحلام التي رسمتها دنيا مع خطيبها الشاب الذي كانت تعشق كل تفاصيله وتبحث عن سعادة أبدية معه، لكنه الاحتلال الذي يقتل الفرح في مهده، والأحلام قبل أن تولد.

وقبيل ارتقائه، كان أسامة يهاتف خطيبته التي تركها قبل سويعاتٍ قليلة وكان آخر حديثها له “أسامة دير بالك ما تطلع من الدار في (يوجد) جيش”، فكان التحذير الأخير من دنيا لخطيبها قبل اقتحام جيش الاحتلال بلدتهم برقين، حتى لبى نداء الجهاد والاستشهاد فارتقى شهيداً برصاصات اخترقت صدره، فصمت قلبه الذي ينبض بالحب لوطنه وأهله وخطيبته.

وشيّعت جماهير غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني في محافظة جنين، جثمان الشهيد أسامة ياسر صبح (22 عامًا)، إلى مثواه الأخير في بلدة برقين غرب جنين.

‏وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورا لخطيبة الشهيد أسامة صبح خلال وداعه اليوم، قبل شهر من زفافهما وهي تبكي متأثرةً.

أم العريس
لم تتمالك “أم أسامة” -أم الشهيد- نفسها وهي تتوشح بالسواد أمام أعين النساء والكاميرات اللاتي التففن حولها يرقبن كلماتها وحركاتها وسرحاتها، فلم يكن لها كلمة إلا الدموع التي ما هدأت منذ تلقيها نبأ فراق بكرها العريس.

لم تكن أم الشهيد العريس تدرك أن تجهيزات الفرح ستتبدد بهذه السهولة، وأن يتحول استقبال المهنئين إلى استقبال المواسين والمعزين، ومن الفرح والبهجة إلى الحزن والبكاء الذي توشح به منزلهم، فما هي إلا أشهر قليلة على دخول الفرح أول مرة بيتها بخطوبة أسامة، حتى استكثر الاحتلال عليهم الفرح، فتحول العريس إلى الشهيد، والفرح إلى حزن، والزفاف إلى جنازة.

وما أن وصل أسامة إلى حضن أمه للمرة الأخيرة محمولاً على أكتاف أحبابه وأصدقائه، حتى رشته أمه بالعطر والريحان، وانطلقت زغاريد النساء تزفه إلى مثواه الأخير، وليس إلى عروسه كما تمنى والده.

“أسامة” هو الشهيد الخامس الذي يرتقي اليوم في عدة اشتباكات متفرقة خاضها مقاومون مع قوات الاحتلال الصهيوني في مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، ليشكل يوم استشهاده لحظة فارقة في تاريخ الشعب الفلسطيني، ليعلن ثورة جديدة في وجه الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات