كيسان .. قرية فلسطينية يلتهمها الاستيطان

قرار تلو الآخر يصدره الاحتلال “الإسرائيلي” بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، لتكريس واقع جديد ضمن مخطط استيطاني سرطاني لا يتوقف.
أحدث القرارات “الإسرائيلية” جاء في 21 سبتمبر الجاري، عندما أصدرت سلطات الاحتلال قراراً بالاستيلاء على قرابة 49 ألف دونم، من أراضي قرية كيسان، شرق مدينة بيت لحم؛ بدعوى تحويلها إلى محمية طبيعية.
وفرضت سياسة الاحتلال التوسعية في السنوات الأخيرة نفسها في الضفة الغربية، بما حول المدن والتجمعات الفلسطينية إلى ما يشبه الأحياء والكانتونات المنعزلة المحاصرة بالكتل الاستيطانية العملاقة على حساب الوجود الفلسطيني.
وكيسان في بيت لحم نموذج لهذا الواقع التي ترسخ مع عجز السلطة الفلسطينية عن القيام بمسؤولياتها في حماية الأرض والجغرافيا الفلسطينية.
فعبر بوابة نصبها الاحتلال على مشارف القرية، يصل سكانها إليها بتصريح ممن اغتصب الأرض واحتلها، ولا يتوقف عن التهام المزيد من الأرض كل يوم.
سياسة توسعية
ووفق مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان في بيت لحم، حسن بريجية، فإن قرار الاحتلال بالاستيلاء على 48 ألف و700 دونم من أراضي قرية كيسان، بدعوى تحويلها إلى محمية طبيعية، امتداد لسياسة استيطانية توسعية قديمة.

فمنذ ما يزيد على عامين تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي تجريف الأراضي الواسعة لقرية كيسان -تبعد نحو 20 كم عن مدينة بيت لحم، وتمتد حتى ضفاف البحر الميت- لتسمين المستوطنات المقامة على هذه الأراضي وتهويدها.
وأشار بريجية إلى أن جزءاً كبيراً من هذه الأرضي سُلب فعلياً سابقاً، وشقت بها الطرق الاستيطانية، مبينًا أن هذا الكم الهائل من الدونمات المسلوبة يقع جنوب شرق قرية كيسان ومحيط قرية الرشايدة القريبة منها، حيث كانت تستخدم هذه الأراضي للزراعة ومراعي للمواشي.
وتضم المنطقة المستولى عليها معلم وادي الجحار التاريخي الذي يحتوي على كهوفٍ تاريخية، بالإضافة لغناه بالتنوع الصخري والحيوانات البرية.
وتقع قرية كيسان إلى الشرق من بيت لحم ويسكنها حوالي 900 نسمة، وتحدها مستوطنتان مقامتان على أرضها شرقًا هما معالي عاموس وآفي مناحيم، ونصف مساحة القرية الواقعة على كيلومتريْن مربعيْن استولى عليها الاحتلال لأغراض استيطانية.
ويؤكد بريجية أن قرار الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى استمرار التوسع الاستيطاني في المنطقة، وتحويل هذه المساحة الشاسعة من الأراضي إلى محميات طبيعية، ولاحقا يوسع المستوطنات فيها.
وأشار إلى أن قرار الاستيلاء يقضي بتحويل هذه المساحة الهائلة من الدونمات يأتي بهدف تسهيل الاستيلاء على أراضي المواطنين في قرية كيسان الفلسطينية، لمصلحة التوسع الاستيطاني في مستوطنة “آبي هناحل”، لكونه جزءاً من مخططات الاحتلال المستمرة للسيطرة على المزيد من الأراضي الفلسطينية.
القرية المنكوبة
ويؤكد حسين غزال -رئيس المجلس القروي- في تصريحات صحفية، أن الجرافات تعمل بغير رحمة في هذه الأراضي التي تعدها قوات الاحتلال أراضٍ عسكرية؛ حيث أعدمت الأشجار، وخربت التربة، إضافة إلى نصبها عشرات أعمدة الكهرباء، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل بوضوح على وجود مخطط استيطاني يخدم المستوطنتين اللتين تحاصران أراضي القرية، وبالتالي سوف يكون هناك نتائج لمخطط استيطاني جديد لا يبعد كثيرا عن تهجير أهالي القرية مستغلين العدد القليل للسكان، وبُعدها عن محيطها في بيت لحم.
وقال غزال: إن القرية الواقعة شرق مدينة بيت لحم، منكوبة، وسكانها يعانون الويلات أمام الهجمة الاستيطانية المتواصلة منذ عام 2000، والتي طالت البشر والحجر، فعدا عن الاستيلاء المستمر على الأرض، يجرّف الاحتلال مئات الدونمات على مدخل القرية الرئيس لإقامة مصانع على أراضيها، الأمر الذي سيعزلها نهائيا عن محيطها.
شق طرق استيطانية
وفي يوم صدور قرار الاستيلاء على هذا الكم الهائل من الأراضي، شرع مستوطنون في شق طريق استيطاني جديد في أراضي قرية كيسان، لربط مستوطنة آيبي هناحل المقامة عليها، بالمنطقة الاستيطانية الصناعية المقامة بين قريتي كيسان والمنية، شرق المدينة.
ويوضح أحمد غزال، نائب رئيس مجلس قروي كيسان، أن مستوطني آيبي هناحل شرعوا في شق طريق استيطاني جديد في أراضٍ جبلية تطل على واد الجحار شمال غرب القرية بطول يصل إلى كيلومترين وبعرض 4 أمتار.

وأوضح غزال أن الطريق الاستيطاني من شأنه ربط المستوطنة بالمنطقة الاستيطانية الصناعية المقامة على أراضي المواطنين غرب القرية بالقرب من قرية المنية.
وأشار غزال إلى أن المنطقة الصناعية تضم وحدات طاقة شمسية ومصانع تدوير النفايات، وأن الطريق الجديد سيؤدي إلى سلب مئات الدونمات القريبة منه.
كيف يعقل السكوت؟!
يؤكد الإعلامي عبد الله الحمارنة، أن سلب 49 ألف دونم من أراضي بلدة كيسان شرق مدينة بيت لحم أمر لا يجب أن يمر بسهولة؛ نظرًا لما تشكله هذه الأراضي من أهمية إستراتيجية للمدينة.
وتساءل عبر تعليق على صفحته على فيسبوك تابعه “المركز الفلسطيني للإعلام“: كيف يعقل السكوت الفلسطيني عن رقم كهذا؟!
وطالب الفلسطينيين في كل محافظات الوطن باستلهام تجربة جبل صبيح في عدم التسليم بقيام المستوطنين بأي إجراءات ضم (سلب ونهب).
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

أوروبيون لأجل القدس توثق 30 إصابة و55 حالة اعتقال في القدس خلال إبريل
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام وثقت مؤسسة “أوربيون لأجل القدس” ارتكاب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي 756 انتهاكا خلال شهر أبريل/ نيسان...

حماس تطالب المؤسسات القانونية الدولية بضمان حماية الصحفيين الفلسطينيين
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام طالبت حركة حماس المؤسسات الحقوقية والقانونية في العالم بتحمّل مسؤولياتها واستعادة دورها الحقيقي، وعدم الرضوخ لضغوط...

السجن 53 عاماً لأميركي طعن طفلاً فلسطينياً حتى الموت في جريمة كراهية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قضت محكمة أمريكية بسجن جوزيف تشوبا لمدة 53 عاماً، لإدانته بقتل الطفل الفلسطيني الأميركي وديع الفيومي (6 سنوات)،...

استشهاد رضيعة في غزة بسبب سوء التغذية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مصادر طبية عن استشهاد طفلة، اليوم السبت، بسبب سوء التغذية وعدم توفر الحليب والمكملات الغذائية جراء الحصار الذي...

جيش الاحتلال يعلن اعتراض صاروخ باليستي أطلق من اليمن
الناصرة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم السبت، أنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن، في الوقت الذي تكثف فيه الولايات...

الداخلية بغزة تتوعد العملاء والعابثين بالأمن “بيد من حديد مهما كلف الثمن”
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام توعدت وزارة الداخلية والأمن الوطني في غزة، عملاء الاحتلال الإسرائيلي ومن يهدد أمن المواطنين وممتلكاتهم بالضرب بيد من...

الإعلام الحكومي: صحفيو غزة يحيون اليوم العالمي لحركة الصحافة بالدماء والدموع
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن صحفيي القطاع يحيون اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق الثالث من مايو/...