الضفة الغربية… بيئة أنهكها التنسيق الأمني فضاقت بالمطاردين

لسنوات خلت كان المطارد يقضي بالمعدل عامين إلى خمسة أعوام فأكثر من أجل اعتقاله أو اغتياله، ولم تكن هذه الفترات تعد مستهجنة لكثير من المطاردين سواء خلال انتفاضة الأقصى أو ما قبلها أو خلال الانتفاضة الأولى.
تغيرت الأحوال كثيرا في السنوات الأخيرة، سيما العقد الأخير الذي شهد أقوى مراحل التنسيق الأمني وتفكيك حاضنة المقاومة في الضفة الغربية؛ حيث أصبح المطارد الذي يمكث شهرين يصنف ضمن أصحاب فترات المطاردة الطويلة.
بحسب مراقبين؛ فقد شكل اعتقال المحررين أيهم كممجي ومناضل انفيعات في جنين، والتي سبقها أيضا اعتقال رفاقهما الأربعة في أراضي 48 أزمة أحوال المطاردين للاحتلال في الضفة الغربية، والذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، حيث أصبح إيواء المطاردين أمرا في غاية التعقيد.
دخل الاحتلال بسلاسة إلى الحي الشرقي لجنين وهي منطقة مصنفة “أ” والذي يعني أنها تقع في قلب التواجد الأمني للسلطة الذي لا يدخلها إلا بإبلاغ مسبق للأمن الفلسطيني الذي يخلي عناصره تلقائيا من الشوارع، وهذا ما جرى في حالة اعتقال كممجي وانفيعات وغيره من الاقتحامات.
يشير مواطنون لمراسلنا إلى حالة من التناقض الشديد في المشاعر، حين تخرج عناصر الأمن من مقراتها فور انتهاء اقتحام قوات الاحتلال التي تكون قد أنجزت مهمتها في الاعتقال أو الاغتيال فيما يتجاوز الأمر لحالة تبادل المعلومات التي تتسبب بمعاناة أكبر للمطاردين.
لا يحتاج الأمر وفق المتابعين لكثير استدلال حول مأزق المطاردة في الضفة الغربية هذه الأيام، فالأسير منتصر الشلبي من بلدة ترمسعيا منفذ عملية زعترة قبل أشهر، ضاقت به الأرض أقل من أسبوع ليجد نفسه معتقلا بعد أن تسللت معلومة لأمن السلطة حول مكان اختبائه ليجد جيش الاحتلال يطوقه في مخبئه من كل جانب.
تكرر الأمر مع الشهيد أشرف نعالوة من شويكة بطولكرم، منفذ عملية بركان قبل عامين، والذي تعد فترة مطاردته طويلة نسبيا حيث مكث شهرين كاملين قبل الوصول إليه، علما أن هذه فترة لا تكاد تذكر في تاريخ المطاردين قبل ذلك، ويعزى السبب دائما للتنسيق الأمني الذي أفرغ وأنهك حاضنة المقاومة.
لم يختلف الأمر مع الشهيد أحمد جرار من واد برقين بجنين، الذي شكلت فترة مطاردته لثلاثة أسابيع فترة صعبة وقاسية، أظهرت حينها الصدمة مما آلت إليه هشاشة حاضنة المقاومة نتيجة سنوات التنسيق الأمني، في حين أن والده مكث لسنوات طويلة مطاردا يراوغ الاحتلال من مكان لآخر.
يعدُّ أسرى محررون ومقاومون لمراسلنا أن أزمة حاضنة المطاردين في الضفة الغربية لا يمكن أن تخرج من أزمتها طالما أن التنسيق الأمني متشابك بين السلطة والاحتلال بالوضعية الراهنة، بينما أبرزت حالة محرري نفق جلبوع المعاد اعتقالهم صدمة كبيرة في المجتمع باتت تطرح تساؤلا حول هذه الحالة التي يجب أن تنتهي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الداخلية بغزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية لتأمين الجبهة الداخلية
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام كشفت مصادر أمنية، اليوم الأحد، أن وزارة الداخلية في قطاع غزة تعيد تشكيل القوة التنفيذية على غرار القوة التي تأسست عام...

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون
المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....

الإعلام الحكومي يحذر: 3500 طفل بغزة على وشك الموت جوعًا
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام جدد المكتب الإعلامي الحكومي تحذيره من كارثة إنسانية وشيكة في قطاع غزة، بفعل استمرار جريمة إغلاق المعابر وتشديد الحصار...

عدوان أميركي واسع على محافظات صعدة والحديدة ومأرب اليمنية
المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات أميركية حربية، فجر اليوم الأحد، 26 غارة على اليمن استهدفت محافظات صعدة والحديدة ومأرب. وأفادت وسائل إعلام يمنية...

الاحتلال يقر بمقتل وإصابة جنود في رفح ويسعى لتوسيع عملياته في غزة
المركز الفلسطيني للإعلام أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بمقتل ضابط وجندي وإصابة أربعة آخرين من وحدة النخبة التابعة لسلاح الهندسة إثر تفجير نفق في رفح...

قطر ترفض تصريحات نتنياهو: تحريضية وغير مسؤولة
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام عبرت دولة قطر عن رفضها لاتهامات رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووصفت تصريحاته بأنها تحريضية وغير...

إصابات واعتقالات بمداهمات للاحتلال في الضفة
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامشنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الأحد- حملة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في عدة مناطق في الضفة الغربية....