الأحد 04/مايو/2025

الضفة الغربية… بيئة أنهكها التنسيق الأمني فضاقت بالمطاردين

الضفة الغربية… بيئة أنهكها التنسيق الأمني فضاقت بالمطاردين

لسنوات خلت كان المطارد يقضي بالمعدل عامين إلى خمسة أعوام فأكثر من أجل اعتقاله أو اغتياله، ولم تكن هذه الفترات تعد مستهجنة لكثير من المطاردين سواء خلال انتفاضة الأقصى أو ما قبلها أو خلال الانتفاضة الأولى.

تغيرت الأحوال كثيرا في السنوات الأخيرة، سيما العقد الأخير الذي شهد أقوى مراحل التنسيق الأمني وتفكيك حاضنة المقاومة في الضفة الغربية؛ حيث أصبح المطارد الذي يمكث شهرين يصنف ضمن أصحاب فترات المطاردة الطويلة.

بحسب مراقبين؛ فقد شكل اعتقال المحررين أيهم كممجي ومناضل انفيعات في جنين، والتي سبقها أيضا اعتقال رفاقهما الأربعة في أراضي 48 أزمة أحوال المطاردين للاحتلال في الضفة الغربية، والذين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، حيث أصبح إيواء المطاردين أمرا في غاية التعقيد.

دخل الاحتلال بسلاسة إلى الحي الشرقي لجنين وهي منطقة مصنفة “أ” والذي يعني أنها تقع في قلب التواجد الأمني للسلطة الذي لا يدخلها إلا بإبلاغ مسبق للأمن الفلسطيني الذي يخلي عناصره تلقائيا من الشوارع، وهذا ما جرى في حالة اعتقال كممجي وانفيعات وغيره من الاقتحامات.

يشير مواطنون لمراسلنا إلى حالة من التناقض الشديد في المشاعر، حين تخرج عناصر الأمن من مقراتها فور انتهاء اقتحام قوات الاحتلال التي تكون قد أنجزت مهمتها في الاعتقال أو الاغتيال فيما يتجاوز الأمر لحالة تبادل المعلومات التي تتسبب بمعاناة أكبر للمطاردين.

لا يحتاج الأمر وفق المتابعين لكثير استدلال حول مأزق المطاردة في الضفة الغربية هذه الأيام، فالأسير  منتصر الشلبي  من بلدة ترمسعيا منفذ عملية زعترة قبل أشهر، ضاقت به الأرض أقل من أسبوع ليجد نفسه معتقلا بعد أن تسللت معلومة لأمن السلطة حول مكان اختبائه ليجد جيش الاحتلال يطوقه في مخبئه من كل جانب.

تكرر الأمر مع الشهيد أشرف نعالوة من شويكة بطولكرم، منفذ عملية بركان قبل عامين، والذي تعد فترة مطاردته طويلة نسبيا حيث مكث شهرين كاملين قبل الوصول إليه، علما أن هذه فترة لا تكاد تذكر في تاريخ المطاردين قبل ذلك، ويعزى السبب دائما للتنسيق الأمني الذي أفرغ وأنهك  حاضنة المقاومة.

لم يختلف الأمر مع الشهيد أحمد جرار من واد برقين بجنين، الذي شكلت فترة مطاردته لثلاثة أسابيع فترة صعبة وقاسية، أظهرت حينها الصدمة مما آلت إليه هشاشة حاضنة المقاومة نتيجة سنوات التنسيق الأمني، في حين أن والده مكث لسنوات طويلة مطاردا يراوغ الاحتلال من مكان لآخر.

يعدُّ أسرى محررون ومقاومون لمراسلنا أن أزمة حاضنة المطاردين في الضفة الغربية لا يمكن أن تخرج من أزمتها طالما أن التنسيق الأمني متشابك بين السلطة والاحتلال بالوضعية الراهنة، بينما أبرزت حالة محرري نفق جلبوع المعاد اعتقالهم صدمة كبيرة في المجتمع باتت تطرح تساؤلا حول هذه الحالة التي يجب أن تنتهي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون

صاروخ يمني يستهدف مطار بن غوريون

المركز الفلسطيني للإعلام أصيب عدد من الإسرائيليين بجروح - اليوم الأحد- بعد سقوط صاروخ يمني على مطار بن غوريون وفشل منظومات الاحتلال في اعتراضه....