تمجيد واحتفاء شعبوي ببطولة محرري نفق الحرية

بعد 14 يومًا من كسر القيد وضرب منظومة الاحتلال الأمنية في مقتل، أثبت الأسرى الستة المحررون من سجن جلبوع والمعاد اعتقالهم، هشاشة كيان الاحتلال وضعفه أمام إرادة الأسرى وعزيمتهم التي لا تلين.  

ومع إعلان الاحتلال الإسرائيلي إعادة اعتقاله آخر الأسرى الستة الأسيرين أيهم كممجي ونضال انفيعات، بعد أيام الحرية المعدودة التي قضاها أسرى نفق الحرية، وتنسمهم عبق تراب فلسطين ونسمات هوائها الطلق، استذكرت عائلات الأسرى الستة والأهالي وعد المقاومة بتحريرهم.

وقال نضال شقيق بطل “نفق الحرية” مناضل انفيعات فور الإعلان عن اعتقال شقيقه: “مش مشكلة، قالها الملثم وخاااوة”، في إشارة منه إلى وعد كتائب القسام بأن يكون الأسرى الستة على رأس الأسرى المحررين في أي صفقة تبادل مع الاحتلال الإسرائيلي.

وعد “القسام”وأكد انفيعات في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“، أن المقاومة ستكون عند وعدها في الإفراج عن الأسرى الستة.  

وأضاف: “عملية نفق الحرية حدث بطولي ومشرف لكل عربي وفلسطيني ينتمي للقضية الفلسطينية”، مشدداً على أن يد العمالة التي أوصلت الاحتلال لشقيقه لها يومها.  

من جهته، أكد الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي، أن المقاومة الفلسطينية وعدت وعداً عبر لسان المتحدث باسم كتائب القسام بالإفراج عن الأسرى، وهذا الوعد لا يحتمل التأويل، وبانتظار التنفيذ.  

وقال الريماوي لمراسلنا: “كتائب القسام أخذت على عاتقها تحرير الأسرى، وعائلات الأسرى أخذت حديثهم بثقة متوقدة، والمقاومة قالت الكلمات الجازمة والرد سيكون من خلال الفعل”.  

وشدد على أن المقاومة وضعت ملف الأسرى على رأس أولوياتها وهو من أهم الملفات الفلسطينية، مؤكداً أن حدث “نفق الحرية” حرّك الملف الفلسطيني الأهم.  

وأضاف: “على السلطة الفلسطينية إعادة الاعتبار لهذا الملف، والانتصار له، وعلى الفصائل الفلسطينية أن تعمل على أن يبقى حيًّا في ذاكرة الناس حتى تحرير الأسرى من سجون الاحتلال”.  

تفاعل جماهيري

وتفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع وعد القسام؛ حيث غرد صبحي أبو الحصين بالقول: “القسام وعد، ووعد الحر دين ••• لا #صفقة_تبادل قادمة بدون الأبطال الستة”.   

وقال كريم جودة: “أن تمشي 40 كلم من بيسان إلى #جنين في طرق وعرة متخفيًا من أكثر من 50 ألف رجل أمن يملكون تقنيات متطورة للتعقب والمراقبة وتصل إلى مبتغاك وتختفي لـ 13 يومًا بعدما انتزعت حريتك بخطة عبقرية، هذا هو الانتصار، أتفهم شعور البعض دومًا بأنه يريد النهايات السعيدة، لكن لسنا في فيلم هوليود للأسف”. 

وقال سليمان ارحيم: “انتهت أعظم قصة هروب من الأسر في العالم.. أعظم قصة كسر قيد.. أعظم قصة حرية غصبًا عن السجان.. أعظم قصة حق وكرامة، ولكنها ليست الأخيرة ولن تكون النهاية”.  

وقالت آلاء أبو حسان: “صبرًا آل ياسر فإن فجركم قريب، وهذا ما وعد القسام”.

وكانت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” أكدت أن قرار قيادة القسام والمقاومة بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير هؤلاء الأبطال بإذن الله تعالى.  

وقال “أبو عبيدة” في كلمة متلفزة، السبت الماضي: “إننا في كتائب القسام نقول اليوم وبشكل واضح وليسمعه أسرانا وعائلاتهم وليسمعه العدو والصديق على حد سواء… إذا كان أبطال نفق الحرية في جلبوع قد حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض وأوصلوا رسالتهم لكل العالم، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض”.

نموذج ملهم

من جهته، أكد زاهر جبارين، عضو المكتب السياسي ومسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن اعتقال الأسيرين أيهم كممجي ومناضل انفيعات لن يغطي على حجم الانتصار الذي وضع العدو في حجمه الطبيعي.. ألعوبة يسخر منها الجميع.

وتوجه جبارين بالتحية لأبطال ملحمة نفق الحرية في سجن جلبوع، مشيرًا إلى أنهم قدموا نموذجًا ملهمًا لكل أحرار شعبنا، ورسموا باقتدار أسطورة الفلسطيني المقاوم، وأثبتوا أن الحقوق تنتزع انتزاعًا.  

وأكد أن اعتقال البطلين لن يؤثر على عزم الفلسطينيين وإصرارهم على تحرير الأسرى، وجعل هذا الملف ملفًا استراتيجيًّا يقف على صدارة نضالهم لتحرير الأسرى.  

وأشار إلى أن قيادة المقاومة تعمل من أجل إتمام صفقة تبادل مشرفة لأسرانا وشعبنا، يكون الأسرى الستة ضمن أبطالها.

وشدد جبارين على أن جنين ومخيمها ستبقى حصنًا متينًا، ومهدًا للثوار، وشوكة في حلق المحتلين، وأن شعبنا ومقاومتنا لن يبخلوا في تقديم التضحيات من أجل حرية الأسرى.