تفاصيل جديدة حول اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده

نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أمس السبت تقريرًا حول عملية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، مؤكدة أن العملية شملت استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.
 
وبحسب الصحيفة، فإن “إسرائيل” قررت اغتيال زاده منذ 14 عامًا، وخططت لتنفيذ الاغتيال عام 2009 في العاصمة الإيرانية طهران، لكن جهاز “الموساد” الإسرائيلي ألغى العملية في اللحظة الأخيرة لأن أجهزة الأمن الإيرانية كشفتها.
 
وكشفت الصحيفة، أن “الموساد” نفذ عملية الاغتيال باستخدام مدفع آلي رشاش مدعوم بتقنية الذكاء الاصطناعي يتم التحكم فيه بواسطة مُشغلين عن بعد أكثر من 1000 ميل.
 
وأوضحت أن المدفع الرشاش يحتوي على عيون متعددة الكاميرات، ويتم تشغيله عبر الأقمار الصناعية، ويستطيع إطلاق 600 رصاصة في الدقيقة الواحدة.
 
ويزن المدفع بجميع أجزائه المختلفة طنًا واحدًا، ومن أجل إدخاله إلى إيران تم تفكيكه إلى أكبر عدد ممكن من الأجزاء الصغيرة، وقد تم تهريبها واحدة تلو الأخرى، وأُعيد تجميع الأجزاء سرًّا في إيران.
 
وتم تركيب المدفع الرشاش على شاحنة صغيرة من طراز إيراني شائع يُسمى “زمياد”، وتم تفخيخها بالمتفجرات من أجل تدميرها بعد الانتهاء من عملية الاغتيال لإخفاء أي آثار قد تدل على المنفذين، وكان المدفع مموهًا في الشاحنة بين القماش المشمع ومواد البناء، وتم تثبيت عدد من الكاميرات على الشاحنة لتزويد المشغلين عن بعد بزوايا رؤية في كل اتجاه.
 
وكان العالم الإيراني محسن فخري زاده يقود سيارته برفقة زوجته خارج العاصمة طهران، وكان يرافقه فريق من الحراس المسلحين في سيارات أخرى، وفق الصحيفة.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن فرقة الاغتيال التي خططت للهجوم غادرت إيران بالفعل في الوقت الذي تم فيه تنشيط المدفع الآلي.
 
وبحسب ما ورد في التقرير، فقد استغرقت العملية بأكملها أقل من دقيقة، ولم يتم إطلاق سوى 15 رصاصة على الرغم من أن الدفع يستطيع إطلاق أكثر من 600 رصاصة في الدقيقة.
 
ولاحظ المحققون الإيرانيون أن زوجة العالم الإيراني لم تُصب بأذى على الرغم من أنها كانت تجلس بجانبه، وذلك بفضل برامج التعرف على الوجه التي استُخدمت في عملية الاغتيال.
 
ولفتت الصحيفة إلى أن نجاح العملية يعود إلى عدة أسباب، من بينها التخطيط والمراقبة واسعة النطاق من الموساد، بالإضافة إلى رفض فخري زاده اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية نفسه من الاغتيال.
 
وأضافت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الاستعدادات لعملية الاغتيال بدأت بسلسلة اجتماعات في أواخر عام 2019 وأوائل عام 2020 بحضور مسؤولين إسرائيليين بقيادة رئيس “الموساد” آنذاك يوسي كوهين، ومسؤولين أمريكيين بمن فيهم الرئيس السابق دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ورئيسة وكالة المخابرات المركزية جينا هاسبيل.

وقال مصدر أمريكي كان حاضرًا في أحد الاجتماعات: إن الأمريكيين الذين اطلعوا على خطة الاغتيال كانوا متحمسين لها.
 
وتابعت الصحيفة أن خطة اغتيال زاده نالت مزيدًا من التشجيع بعد اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني بغارة جوية في العراق في يناير/ كانون الثاني 2020، حيث لم ترد إيران بقسوة على اغتياله، بخلاف التوقعات الأمريكية والإسرائيلية، وبالتالي فهم مخططو اغتيال العالم النووي أنه إذا كان اغتيال أحد أكبر القادة العسكريين الإيرانيين قد تم دون رد فعل مضاد كبير، فمن المحتمل أن إيران لا تستطيع أو لا تريد الرد بحدة على اغتيال محسن فخري زاده.
 
وبحسب الصحيفة، فإن من بين الأسباب التي دفعت إلى تسريع تنفيذ اغتيال زاده هو توقع الإسرائيليين بأنه من المحتمل جدًّا خسارة ترامب في الانتخابات الرئاسية، وأنه في ظل إدارة جو بايدن الديمقراطية التي دعت إلى العودة للاتفاق النووي مع إيران لن تحصل إسرائيل على غطاء أمريكي بعد الاغتيال.
 
يُشار إلى أن إسرائيل حاولت اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده عام 2009، حيث كان فريق الاغتيال حينها ينتظر زاده في مكان ما في طهران، لكن الخطة أُلغيت عندما اشتبه “الموساد” بأن إيران علمت بها وأعدت لهم كمينًا.
 
ويعد محسن فخري زاده من كبار العلماء في برنامج إيران النووي، وقد ترأس “مشروع عماد” الذي يهدف بحسب إسرائيل والغرب إلى تطوير أسلحة نووية.
 
وزعم رئيس الحكومة الإسرائيلية السابق بنيامين نتنياهو في كلمة له عام 2018 خلال مؤتمر لكشف أرشيف إيران النووي السري، أن محسن فخري زاده لعب دورًا رئيسيًّا في برنامج إيران النووي ومحاولاتها لتطوير أسلحة نووية، وقال نتنياهو في ذلك الوقت: “تذكروا هذا الاسم جيدًا”.

المصدر: عكا