39 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا.. إرهاب إسرائيلي لا ينسى

قد يقول قائل إنّ الفلسطينيين يقلبون أوجاعهم باستذكار مآسيهم والحروب والجرائم التي ارتكبت بحقهم، لكن الأجداد يرددون دوماً مثلاً ينطبق عليهم يقول: “الأسى ما بينتسى”.
فرغم مرور 39 عاماً على مجزرة صبرا وشاتيلا، إلا أنها لا تزال راسخة بكل تفاصيلها بأذهان الكبار الذين سلموا الصورة لأطفالهم، ليؤكدوا لهم أنّ أجدادهم وآباءهم وأمهاتهم وإخوانهم ذبحوا على يد قوات الاحتلال الصهيوني وميليشيات لبنانية، في واحدة من أبشع المجازر التي شهدها التاريخ الفلسطيني.
تلك المجزرة التي أصابت الأطباء والصحفيين بالانهيار والجنون عندما عاينوا المجازر الصهيونية بحق مخيم اللاجئين شاتيلاً الأشد فقراً، والحي اللبناني صبرا، والتي وقعت بعد يومين فقط من اغتيال الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وبدت كأنها انتقام لمقتله، حيث كان زعيماً للمليشيات اليمينية المتعاونة مع “إسرائيل”، التي احتلّت جنوب لبنان سنة 1982.
أمر المجزرة
في ليل “الخميس الأسود” كما يصفه الفلسطينيون واللبنانيون، أمر رئيس الوزراء الإسرائيلي الراحل، “أرئيل شارون (كان وقتها وزيراً للدفاع)، بتطويق مخيم صبرا وشاتيلا؛ استعداداً لارتكاب واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الحديث.
ومع حلول ظلام يوم 16 سبتمبر 1982، بدأ جنود الاحتلال الإسرائيلي والمجموعات الانعزالية (مقاتلو حزب الكتائب اللبناني، وجيش لبنان الجنوبي)، التقدّم عبر الأزقّة الجنوبية الغربية للمخيم والمقابلة لمستشفى “عكا”، وانتشروا في جميع شوارعه، وسيطروا عليه بالكامل.
وعلى مدار ثلاثة أيام بلياليها ارتكبت المجموعات الانعزالية والجنود الإسرائيليون مذابح بشعة ضد أهالي المخيم العزل، يعجز اللسان عن وصفها، سوى أنها إحدى أفظع وأبشع المجازر التي ارتُكبت على مدار التاريخ الإنساني، بحسب وصف شاهد عيان عليها.
سمحت القوات الإسرائيلية بعد مجزرة صبرا وشاتيلا بدخول الأطباء ووسائل الإعلام التي صدمت بهول ما حصل، أمام المناظر البشعة للبطون المبقورة، والأعناق المذبوحة للجثث الملقاة في الشوارع.
ما بعد المجزرة
تضاربت الأرقام بشأن عدد ضحايا المجزرة البشعة، لكن تقديرات تتحدث عن أعداد تتفاوت ما بين 750 – 3500 رجل وامرأة وطفل، قتلوا خلال أقل من 48 ساعة في يومي 16 و17 سبتمبر 1982، من أصل عشرين ألف نسمة كانوا يسكنون صبرا وشاتيلا وقت حدوث المجزرة.
صدم العالم بما جرى، فحاولت الحكومة الإسرائيلية التماشي مع الضغوطات وشكلت لجنة تحقيق، وجهت الاتهام الشكلي إلى شارون بالمسؤولية عن المجزرة وتجاهل إمكانية حدوثها، وقد رفض الأخير هذه الاتهامات، واستقال من منصبه كوزير للدفاع (لكنه عاد بعد سنوات لتسلم منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي!).
وبخلاف الضحايا الذين عثر على جثثهم في مكان وقوع المجزرة، فإن هناك المئات من المفقودين، وآخرين عُثر على جثثهم في الطرقات الممتدة من بيروت إلى الجنوب الذي كانت تحتله “إسرائيل”، وقد اختطف الإسرائيليون عدة مئات من اللاجئين الفلسطينيين، ونقلوا في شاحنات إلى جهات مجهولة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

استشهاد الشاب عمر أبو ليل برصاص الاحتلال عقب محاصرة منزل في مخيم بلاطة
نابلس- المركز الفلسطيني للإعلاماستشهد الشاب عمر أبو ليل، صباح اليوم الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي عقب محاصرة منزل في مخيم بلاطة شرق مدينة...

الصليب الأحمر: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام
المركز الفلسطيني للإعلام حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أن الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار التام، جراء حرب الإبادة الجماعية التي...

الاحتلال يحاصر منزلا في مخيم بلاطة ويصعّد عدوانه شرق نابلس
الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامحاصرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، منزلا على مدخل مخيم بلاطة، وذلك في سياق تصعيد عدوانها في...

عدوان إسرائيلي يستهدف سفينة أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة
المركز الفلسطيني للإعلام قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة الليلة الماضية، إحدى سفن أسطول الحرية لكسر الحصار عن غزة، قرب مالطا، مما أدى إلى اندلاع حريق...

إسرائيل تقصف محيط القصر الرئاسي في دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي - الجمعة- عدوانًا على سوريا، واستهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، في تصعيد لسياسة...

استشهاد شاب برصاص الاحتلال في بيتا جنوب نابلس
نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد الشاب علاء شوكد أحمد اخضير، مساء اليوم الخميس، إثر إصابته برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحامها بلدة...

القسام يعلن عن كمين محكم لقوات الاحتلال في رفح
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الخميس، مسؤوليتها عن تنفيذ عملية مركبة ضد قوات الاحتلال الصهيوني في...