الأحد 04/مايو/2025

لماذا سخر الاحتلال قوته لعدم وصول أبطال جلبوع لجنين؟

لماذا سخر الاحتلال قوته لعدم وصول أبطال جلبوع لجنين؟

كان واضحا من اللحظة الأولى لعملية انتزاع الحرية من سجن جلبوع أن قوات الاحتلال فرضت طوقا مشددًا كان هدفه عدم وصول الأسرى الستة إلى مسقط رأسهم في منطقة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة.

يبدو الأمر اعتياديا في أية عملية ملاحقة لأسرى انتزعوا حريتهم من السجن ومصنفين خطرين، لكن الاحتلال الذي قسم المناطق المحتملة لوصولهم إلى مربعات أمنية مغلقة، وحاصرها ثم باشر التفتيش داخلها، سيما داخل أراضي الـ48، كان يعلم أن دخول المطاردين الستة إلى جنين سوف يعني أزمة من نوع مختلف.

تشير مصادر من الشبان المقاومين بجنين لمراسلنا إلى أنه، وفور وصول خبر انتزاع الأسرى الستة حريتهم من جلبوع، بدأت حالة الاستنفار الكبير في صفوف المقاومين والأهالي بشكل غير مسبوق، إذ لم تكن المعادلة مرتبطة بعدد محدود من الشبان المسلحين الذين بدأوا بالظهور في الأشهر الأخيرة التي أعقبت معركة سيف القدس في غزة، بل بما هو أكبر.

ويروي مقاوم لمراسلنا: كان لنا هدف أن يصلوا بأي طريقة ولو كانت علنية إلى المخيم، قد يبدو ذلك اعتباطيا للوهلة الأولى، ولكن كان مخططا أن يشكل طوفان بشري لحمايتهم فور وصولهم للمخيم، حيث وصل المخيم مسلحون متطوعون من بلدات جنين كافة خلال يومي المطاردة الأولين.

وبحسب المقاوم؛ فإنه من المعروف جدًّا أن الاحتلال سيحاصر المنطقة وسيطوقها، وبلادنا صغيرة، وهذا سيناريو معروف في أي مكان يمكن أن يمكث به المحررون، فالفرق بين الوصول إليهم بين موقع وآخر، هو فقط فرق زمني في إطار تكنولوجيا الاحتلال والجدران والحواجز وكثافة الملاحقات.

وأضاف: لكن المخطط له، كان أن يلتف حولهم عدد كبير من المسلحين من المخيم وخارجه، وعدد ضخم من الناس، وكانت الناس مهيأة لذلك تماما بسبب حالة التعاطف الكبيرة مع أبطال النفق، عندها ستجد قوات الاحتلال أنها أمام سيناريوهات صعبة من الاشتباكات من جهة، ولكن ذلك يعني أنها؛ إما أن تتوقف وتحاصر المنطقة، أو أنها سترتكب مجزرة للوصول إليهم.

واستدرك: كان المأمول الوصول لهذه الحالة من الحماية الشعبية التي يمكن خلالها توفير فرصة لأبطال النفق بالتفاوض على حالتهم أو أي شيء آخر لوجستي يمكن توفيره لهم مثل تسليحهم مثلا، وعندها يتحولون لمطاردين مسلحين بدل أن يكونوا ملاحقين عزل.

مصادر متعددة في صفوف المقاومين بجنين ومخيمها، أشارت لمراسلنا إلى أن هذا السيناريو كان معروفا لدى الاحتلال، لذلك كان هدفه منع أي تسلل للمنطقة بقوات معززة وكثيفة، لأنه كان السيناريو الأسوأ في حالة الوصول أو عدم الوصول لهم، ولكن جهات أخرى في السلطة كانت الأكثر ارتباكا من هذا السيناريو.

بحسب المصادر لمراسلنا فإن حدوث هذا السيناريو، كان يعني انهيار منظومة السلطة، لأن خياراتها ستكون صعبة، فإذا دخل الأسرى جنين واعتقلوا؛ فإن نقمة عالية ستنفجر في وجه السلطة التي تخفي سلاحها عند أي اقتحام للاحتلال، وإذا دخلوا المخيم وحدثت اشتباكات مسلحة وحوصروا؛ سيتكرر السؤال أين دور أمن السلطة التي تبعد مقراتها بضعة عشرات أمتار عن المخيم.

كما أن استحقاقات التنسيق الأمني ستفرض على السلطة متابعات أمنية لا يمكن للمجتمع المحلي أن يستوعبها في هكذا حالة، خاصة وأن العلاقة بين السلطة والمجتمع في أسوأ حالاتها منذ أحداث القدس الأخيرة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

حماس تشيد بالضربات المباركة من اليمن

المركز الفلسطيني للإعلام أشادت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالضربات المباركة التي تنفّذها “أنصار الله” والجيش اليمني في عمق الكيان الصهيوني....

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

أبو عبيدة: المجد لليمن صنو فلسطين

المركز الفلسطيني للإعلام وجه أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، التحية لليمن، مقدرًا مواصلتها حدي أعتى قوى الظلم ورفضها...