اعتقال أبطال نفق الحرية.. هل استعادت إسرائيل هيبتها؟

لم تتوقف مساعي المؤسسة الأمنية العسكرية الصهيونية عن تخفيف حدّة اللطمة الأمنية والاستخباراتية الكبرى التي تلقتها بعملية “الفرار الكبير” التي نفذها ستة أسرى فلسطينيين من سجن “جلبوع” الأكثر تحصيناً عبر نفق حفروه من داخل زنزانتهم.

ومنذ اللحظات الأولى للعملية لم تتوقف الترسانة الإعلامية الأمنية عن بث الدعاية والإشاعات التي من شأنها أن تقلل من قوة الضربة التي تلقاها الاحتلال تارة، والتي تؤثر في نفوس المحررين الباحثين عن الحرية بهدف اعتقالهم من جديد.

وأكد مراقبون مختصون في الشؤون الصهيونية، لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ إعادة الاحتلال اعتقال أربعة من أبطال عملية النفق لا يعني أبداً مسح صورة الهزيمة التي تلقتها رغم كل محاولاتها الأمنية والإعلامية بما رافق عملية إعادة أسرهم من إشاعات هدفت إلى تشتيت الشعب الفلسطيني.

إذكاء الفتنة
ويقول الأسير المحرر المختص في الشأن الصهيوني علاء الريماوي، أنّ الاحتلال يحاول دوماً إذكاء الفتنة بين أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والقدس والداخل المحتل، وقد حاول بشكل غير مسبوق اللعب على هذا الوتر خلال إعادة اعتقاله لأربعة من أبطال عملية نفق جلبوع.

ويضيف: “حاول الاحتلال تصوير المحررين الأبطال على أنّهم يعانون بشكل كبير عبر التشكيك بطلبهم للطعام والشراب والحماية، وأنّ هناك رفضًا لاحتضانهم، وهو بذلك يحاول أن يفرض منظومة القوة أنّه هو صاحب السيطرة”.

ويشير المحرر الفلسطيني أنّ عملية “الفرار” التي نفذها الأبطال تخطت كل الخطوط الأمنية والاستخبارية، وحققت نجاحاً رغم كل ما لحقها من إجراءات وملاحقات وشائعات، ويضيف: “ستبقى هذه العملية وصمة عار تلاحق المنظومة الأمنية والعسكرية والاستخبارية الصهيونية”.

ويوضح الريماوي، أنّ التفاعل الفلسطيني مع قضية الأسرى الأبطال الستة أعاد قضية الأسرى إلى الواجهة كثيرًا، وهو ما يمكن أن يحقق نجاحات على صعيد ملف الأسرى والتضامن الواسع مع قضيتهم رغم كل المعيقات والعقبات التي تلتف حول القضية الفلسطينية عمومًا.

وأكّد القيادي في حركة حماس فازع صوافطة أن اعتقال قوات الاحتلال أربعةً من أبطال جلبوع لا يلغي حجم الزلزال الأمني الذي هزّ المنظومة الأمنية الصهيونية بكل مكوناتها سواء مصلحة السجون أو المخابرات أو غيرها.

وأوضح صوافطة، في تصريح صحفي، أن اعتقال الأبطال جولة من جولات المقاومة مع المحتل، ومن المتوقع دائما أن يكون هناك صعود وهبوط في المعركة.

وأشار إلى أن ما فعله هؤلاء الأبطال هو اختراق كبير وانتصار عظيم سيحفظه لهم التاريخ في صحائف من نور، لافتا أنه اختراق هزّ للمنظومة الأمنية الصهيونية وأصابها بالشلل.

استعادة الهيبة
ويصف المختص في الشأن الصهيوني محمد دراغمة، ما جرى منذ اللحظات الأولى لاعتقال أربعة من أسرى عملية النفق، أنّ الاحتلال حاول عبر الروايات والصور والإشاعات المختلفة إلى استعادة شيء من هيبته الأمنية والمخابراتية المهزوزة، على اعتبار ما جرى من إعادة اعتقالهم أنّه صورة للنصر.

لكن في الحقيقة ما جرى -يقول دراغمة- هو اعتقال أشخاص عزل لا يملكون سلاحاً ولا أي أدوات أخرى أمام جنود مدججين بالسلاح وترسانة عسكرية وأمنية واستخبارية كبيرة ظلت تلاحقهم على مدار ستة أيام من الفرار، وهو ما يعني أنّ هدف المؤسسة الأمنية الصهيونية لم يتحقق بتحقيق صورة نصر.

ويشير المختص في الشأن الصهيوني، أنّ إعادة اعتقال المحررين كان متوقعاً نظراً لظروف عديدة، وقال: “عملية الفرار شكلت نصراً لهم، ولذلك يسعى الاحتلال إلى استعادة شيء من هيبة مؤسسته الأمنية عبر بث صور، وكأنه ألحق الهزيمة بهؤلاء الأبطال”.

ونشر موقع صحيفة “معاريف” العبرية تقريرًا مطولًا يتحدث فيه عن الفشل الكبير الذي منيت به “إسرائيل” عقب كسر 6 أسرى فلسطينيين قيدهم من سجن “جلبوع” شديد التحصين، وسلط الموقع الضوء على ميزانية مصلحة السجون الإسرائيلية التي حدث بها ما وصفه بـ”خلل هروب الأسرى الفلسطينيين الستة من جلبوع واختراقهم تحصيناته”، وفق تعبيره.

وقال: إنّ الميزانية السنوية تبلغ حوالي 4 مليار شيكل، في حين يصل عدد الأفراد العاملين إلى حوالي 8600 رجل وامرأة.

 القسام ووعدٌ التحرير
من جهتها تعهدت كتائب الشهيد عز الدين القسام، في كلمة مصورة للناطق باسمها أبو عبيدة، بعدم إتمام أي صفقة تبادل قادمة إلا بتحرير أسرى نفق الحرية.

وقال “أبو عبيدة”: إن إعادة اعتقال أبطال نفق الحرية لا يحجب حقيقة عملهم المشرف، ولن يخفي حجم الخزي والعار الذي لحق بالمؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

ووعد بتحرير الأسرى من فوق الأرض، وقال: “إذا كان أبطال نفق الحرية قد حرروا أنفسهم هذه المرة من تحت الأرض، فإننا نعدهم ونعد أسرانا الأحرار بأنهم سيتحررون قريباً بإذن الله من فوق الأرض”.