الخميس 01/مايو/2025

تشتيت التنظيم .. خطة صهيونية تصعيدية تعيد حياة الأسرى للوراء

تشتيت التنظيم .. خطة صهيونية تصعيدية تعيد حياة الأسرى للوراء

بخطوات خطيرة غير مسبوقة يسعى الاحتلال إلى إعادة الحركة الأسيرة في سجونه إلى الوراء عشرات السنوات عقب عملية الفرار الكبير الذي نفذه ستة أسرى من سجن جلبوع الصهيوني، محاولاً بذلك تحقيق أكبر عملية قمع وردع ضد الأسرى عامة وأسرى حركة الجهاد الإسلامي خاصة.

بين حل التنظيم وتشتيته

“حل التنظيم” هو قرار متقدم كان يتخذه الأسرى كأحد أبرز الخطوات التصعيدية المتقدمة ضد إدارات السجون الصهيونية بسبب إجراءاتها القمعية والتعسفية بحقهم.

ويعرف مفهوم “حل التنظيم” في سجون الاحتلال بأنه إعلان للاستنفار؛ يعني أن يحل كل تنظيم “فصيل” في السجون نفسه، وإعلان عدم مسؤوليته أو تعامله مع إدارة السجن، وعليه، كل أسير سيكون ممثلاً لنفسه، وعلى إدارة السجون أن تتعامل مع كل منهم على حدة، وهو ما يصعب معه على إدارة السجن السيطرة على الأسرى كافة.

أما ما يفعله الاحتلال، هو تشتيته لأسرى التنظيمات وخاصة أسرى الجهاد الإسلامي بتوزيعهم على غرف من التنظيمات الأخرى، وهو ما يعطل على التنظيم التواصل في خطوات تصعيدية أو إجراءات تخص التنظيم داخل السجن، ما قد يلقي بتأثيرات على الحركة الأسيرة عامة.

إفلاس حقيقي

يقول القيادي في حركة الجهاد الإسلامي والأسير المحرر خضر عدنان، إنّ خطوات إدارات السجون الصهيونية بحق الأسرى هي دليل إفلاس حقيقية، في محاولة منه لترميم صورة الجندي والضابط والأمن الصهيوني، أمام الهزيمة المجلجلة التي حققها المحررون الأبطال الستة بتمكنهم من انتزاع حريتهم بقوة.

ويشير عدنان في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أنّه منذ عقود، هناك أجسام كاملة لكل تنظيم داخل السجون الصهيونية تسعى إلى ترتيب أوراقها، وتنقسم إلى عدة أقسام ومرجعيات، وكانت إدارة السجون تسمح لها بالتنقل والتشاور والاجتماع، وإن محاولة تفتيت التنظيم داخل السجون وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، يعني “إعادة الأسرى عشرات السنوات للوراء، وهو ما يعده الأسرى تصعيدًا خطيرًا بحاجة إلى التصدي، داخليًّا وخارجيًّا”.

وعلم مراسلنا من جهات مطلعة من داخل السجون الصهيونية، أنّ الاحتلال جمع أسرى الجهاد الإسلامي في سجن النقب، ووزعهم على غرف وأقسام أسرى التنظيمات الأخرى بهدف تشتيتهم ومنع اجتماعهم، وهو ما يعني تشتيت التنظيم وتفريق أعضائه بين أقسام السجون، الأمر الذي زاد من وتيرة التصعيد وحرق الأسرى لغرفهم في سجن النقب.

ودعا القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان، إلى الوقوف بجانب الأسرى في معركتهم ضد إدارة السجون الصهيونية، مطالباً بتحرك جماهيري ودبلوماسي ورسمي واسع لنصرة الأسرى والدفاع عن قضاياهم.

خطوط حمراء

ويشير الأسير المحرر عصمت منصور، إلى أنّ الأسرى ممكن أن يمتصوا بعض الإجراءات العقابية مؤقتًا، خاصة تلك التي تتعلق بشروط الحياة، لأنهم يدركون أن بالإمكان استرجاعها بمزيد من النضال، وأن الإنجاز الذي تحقق بفرار الأبطال الستة، يستحق التضحية.

لكنه أوضح في تعليقه على ما يجري في السجون الصهيونية بصفحته على فيسبوك، أنّ هناك خطوطا حمراء لا يمكن تمريرها بأي ثمن، وأهمها محاولة إعادتهم إلى الوراء من خلال المس بأحد الأعمدة الفقرية وأسس الحركة الأسيرة عبر ضرب بنية التنظيمات.

ويضيف المحرر منصور: “إدارة السجون تحاول أن تستغل اللحظة، لضرب أحد ركائز الحركة الأسيرة، وهي القضاء على بنية وتنظيم الجهاد داخل السجون عبر تشتيتهم وتوزيعهم على بقية الغرف”، مبيناً أنّ هذه المحاولة ستقود إلى حرب حقيقية داخل السجون بدأت تظهر بوادرها.

معركة مستمرة

ويصف الأسير المحرر والمحلل السياسي محمود مرداوي، أنّ الأمور في السجون ذاهبة باتجاه التصعيد بسبب ما تقوم به إدارة السجون من توزيع أسرى الجهاد على غرف التنظيمات الأخرى، وهو ما جعل الأسرى يقفون وقفة جسد واحد في مواجهة هذه العملية القمعية.

ويوضح مرداوي في حديثه لمراسلنا أنّ الأسرى لديهم خطوات متقدمة لمواجهة إجراءات الاحتلال، أبرزها الإضراب الشامل المفتوح عن الطعام والذي من المقرر عن أن ينطلق في 15 سبتمبر/ أيلول الجاري.

ويحذر الأسير المحرر، الحكومة الصهيونية من الاستمرار في تدخلاتها في شؤون الحركة الأسيرة، لافتاً إلى أنّ المعركة المستمرة ضد الأسرى تقودها أركان الحكومة التي قد تؤدي إلى انفجار الأمور.

ويضيف مرداوي: “عنوان المعركة الآن يقع في قلب الإجماع الوطني الفلسطيني، وعنوان المرحلة سيكون له ما بعده، وهو قابل للتطوير وباستخدام وسائل أكثر تأثيرا”، مبيناً أنّ الجميع يؤكد أنّ هذه الحكاية -فرار الأبطال الستة- لن تقف عند الفصل الأول، وأن له تداعيات ستكون إيجابية لصالح الشعب وقضيته وحماية أرضه ومقدساته، وحق الشعب بالعودة كتتويج لهذه التضحيات الجسيمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات