الخميس 01/مايو/2025

محاكمة صحفية تواجه فرق التحقيق بفرار الأسرى الستة

محاكمة صحفية تواجه فرق التحقيق بفرار الأسرى الستة

أثار نجاح ستة أسرى فلسطينيين، أمس الاثنين (7-9)، بالفرار من سجن “جلبوع” الإسرائيلي الذي يعد من أكثر السجون الإسرائيلية تحصينًا، عددًا من الأسئلة الصعبة لدى الاحتلال، وفق صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية.

وقالت الصحيفة، الصادرة اليوم الثلاثاء (7-9)، إن مصلحة السجون الإسرائيلية (إدارة معتقلات الاحتلال) بدأت على الفور تحقيقًا داخليًّا في القضية، وفي نفس الوقت شرعت الشرطة الإسرائيلية ومختلف الأجهزة الأمنية أيضًا في تحقيق مستقل؛ من أجل الوصول إلى جذور عملية الهروب والإخفاقات التي ساعدت الأسرى الستة، المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، على الهروب “مجانًا” على حد تعبيرها.

وقال مسؤول كبير في مصلحة السجون الإسرائيلية، إن المؤسسة كانت تستعد لاحتمال تعرض جنود تابعين لها للاعتداء، أو قيام الأسرى باحتجاجات داخل السجون، واتخاذ إجراءات إزاء هذا الاحتمال حال وقوعه.

وأضاف المسؤول أنه “حتى قبل الهروب؛ كانت هناك زيادة في التحذيرات من تصرفات غير معتادة للأسرى، مثل تنفيذ احتجاجات أو الاعتداء على حراس السجن وإصابتهم بجراح”، مشيرًا إلى أن “التحذيرات من وقوع مثل هذه الأعمال تصاعدت في الآونة الأخيرة، لدرجة أنها كانت يومية”.

وأوضح أنه “في المستقبل القريب؛ سيتم إجلاء الأسرى المسجونين في جلبوع”، مشيرًا إلى أنه “تم إخلاء الجناح الثاني من السجن (الذي حدثت فيه عملية هروب الأسرى)، بينما لم يتم إخلاء باقي الأجنحة الأخرى”.

ولفتت الصحيفة إلى أن قضية فرار الأسرى الفلسطينيين، تثير مزيدًا من الشكوك حول الإخفاقات التي مكنتهم من الهروب.

وأضافت، أن “من بين الأسئلة التي تطرح نفسها حول عملية الهروب؛ لماذا احتجز هؤلاء الأسرى -وهم من جنين- في سجن قريب من المدينة، وليس في سجون بعيدة بوسط البلاد”.

وأشارت إلى، أن “المسؤولين الإسرائيليين يبررون ذلك بأن هذا السجن يعد الأكثر أمانًا في إسرائيل، وتم تشييده على طراز السجون الأمنية في الولايات المتحدة وأوروبا؛ حيث يمتلك الحراس سيطرة شبه كاملة على السجناء”.

وقالت: إن “السؤال الآخر الذي يطرح نفسه؛ هو ما إذا كان الأسرى قد تلقوا مساعدة داخلية من حراس السجن، الأمر الذي نفاه مسؤول كبير في مصلحة السجون”.

وادعى المسؤول، وفقًا للصحيفة، أن الستة على الأرجح تمتعوا بكثير من المساعدة من خارج السجن، مضيفًا أن هذا “الهروب ليس هروبًا عفويًّا، ولكنه يتطلب التخطيط لأسابيع وحتى لشهور”.

وأضاف: “حتى لو تم بالفعل استبعاد احتمال قيام موظفي مصلحة السجون بمساعدة السجناء الهاربين؛ فمن الواضح أنهم فشلوا في العديد من النقاط، وبالتالي سمحوا بالفرار”.

ووفقا للصحيفة؛ فإن إحدى القضايا الرئيسية في التحقيق هي برج الحراسة، الذي يقع فوق مخرج النفق مباشرة، حيث ثار شك أثناء التحقيق في أن حارس البرج كان نائمًا أثناء فرار الأسرى، إلا أن المسؤول أوضح أن “برج الحراسة ربما لم يكن مأهولًا على الإطلاق”، مضيفًا: “لا يتم تشغيل جميع أبراج الحراسة كل ليلة”.

وتواصل الصحيفة طرح أسئلتها التي تقول إنها حيرت فرق التحقيق، قائلة: “كيف تمكن الستة من حفر النفق خارج السجن دون أن يعلم أحد بذلك، حتى إنهم أحدثوا فتحة الخروج بالقرب من جدران السجن دون أن يفهم أحد ما يجري”.

واعترف المسؤول الإسرائيلي للصحيفة بوجود “مشكلة كبيرة في الجانب الاستخباراتي، إذ كيف يحدث الوضع الذي يتم فيه حفر نفق لأسابيع أو شهور أو حتى سنوات، ولا يصل إلى أي فرد استخباراتي”، لافتا إلى وجود “تحذيرات استخبارية سابقة من أن ثلاثة من الأسرى الهاربين قد يفرون”.

وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنه “لا تزال هناك بعض الأسئلة الأخرى تحت الغلاف، من بينها: لماذا مرت ساعتان من اللحظة التي أصبح فيها الهروب معروفًا (حوالي الساعة الثانية صباحًا) حتى تم إحصاء السجناء؟ ولماذا لا يتم تأمين المنطقة الواقعة بين السجن والحدود مع مناطق السلطة الفلسطينية بشكل منتظم من قوات معززة؟ ولماذا اختار موظفو السجن إيواء ثلاثة أسرى في نفس الزنزانة، مع أن لديهم احتمالية عالية للهروب، مما سهل عليهم التنسيق للعملية؟”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات