الجمعة 21/يونيو/2024

الطفل أبو الكباش.. التنكيل بتهمة رعي الأغنام بالأغوار

الطفل أبو الكباش.. التنكيل بتهمة رعي الأغنام بالأغوار

لم يكن ذنب الطفل عبد ربه رفيق أبو الكباش (13 عامًا) حين نكل به جنود الاحتلال الصهيوني قبل أيام سوى أنه يرعى الأغنام في سفوح عين شبلي في الأغوار الشمالية.

خرج أبو الكباش كالمعتاد بقطيع أغنام أسرته إلى السفوح الجبلية القريبة من عين شبلي؛ حيث المراعي الطبيعية التي اعتاد والده وأهالي منطقته الرعي فيها، ليجد نفسه أمام مجموعة من المستوطنين يطلبون من جنود الاحتلال التنكيل به لأنه اقترب من حرم بؤرة استيطانية جديدة أنشأت في المنطقة.

يقول أبو الكباش -والذي يرقد على سرير المستشفى جراء إصابته- إن المستوطنين في البؤرة الاستيطانية الجديدة القريبة من مستوطنة الحمرا أوعزوا للجنود بالاعتداء عليه، فلاحقه الجنود حتى اقترب منه أحدهم، وعرقله برجله، ثم جاء الجنود وسحلوه على الأرض واعتقلوه قرب منزله.

وأضاف لـ “المركز الفلسطيني للإعلام” أنه في تلك اللحظات تعرض للإغماء وهو يسحل أمام المستوطنين، فتركه الجنود؛ حيث نقل بعدها إلى عيادة بلدة النصارية المجاورة، وبعد الإسعاف الأولي نقل إلى المستشفى التركي في طوباس.

يشير أبو الكباش -الذي فارق أغنامه مغشيًّا عليه قرب تلك البؤرة الاستيطانية- إلى أن مستوطنًا يدعى موسى هو المشرف على البؤرة ووظيفته هي التنكيل بنا والعمل على فرض أمر واقع بالسيطرة على المنطقة.

يعدُّ المستوطن موسى رمز الشر والتوتر في المنطقة الواقعة بين عين شبلي وبؤرة الحمرا الاستيطانية، فهو مستوطن متطرف يمتلك قطيعًا من الماشية ويفرض سيطرته على المنطقة، ويلاحق الفتية والأطفال والرعاة، ويوجد نماذج كثيرة لموسى في مناطق مختلفة بالأغوار.

نموذج معاناة

الباحث الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة، عدَّ أن ما جرى مع الطفل عبد ربه يمثل نموذجًا لمعاناة رعاة الماشية في الأغوار في رحلة بحثهم عن الماء والكلأ، فالبدو في نظر المستوطنين هم عامل الصمود الأول في حماية الأرض في الأغوار.

ويضيف لمراسلنا: “أشكال مختلفة من التنكيل والمخاطر يتعرضون لها، ليس أولها الألغام الأرضية، وليس انتهاءً بالضرب والسحل ومصادرة الماشية وفرض غرامات عليها، وضرر مخلفات المستوطنات والمعسكرات، ما ألحق أضرارًا جسيمة بالثروة الحيوانية في الأغوار”.

يشير دراغمة إلى أن المستوطنين في البؤر الاستيطانية يتعاملون بمنتهى العلو والصلف، فمثلاً يعدُّون أن أي مكان تصل إليه أبقارهم ومواشيهم هو لهم، ويمنع الاقتراب منه، ليس ذلك فقط، بل إنه إضافة لإقامة المستوطنات والبؤر الاستيطانية، فإن هناك ما يسمى حرم ومجال المستوطنة أو ،وهي مساحات شاسعة من السفوح الجبلية والأراضي يمنع الاقتراب منها.

وبحسب تقرير لمؤسسة بيتسيليم الحقوقية، فإن “مضارب التجمّعات غير موصولة بشبكات الكهرباء والماء، ومعدّل استهلاك الماء اليوميّ للفرد الواحد لا يتعدّى 20 لترًا – وهي كميّة أقلّ بكثير من الحدّ الأدنى الموصى به من منظّمة الصحّة العالميّة: 100 لتر يوميًّا للفرد الواحد. كذلك لا توجد في مضارب التجمّعات مؤسّسات تعليميّة”.

ويبين التقرير أن مضارب التجمّعات مطوّقة بالمستوطنات والبؤر الاستيطانيّة، إضافة إلى ذلك أعلن جيش الاحتلال أراضي التجمّعات ومساحات شاسعة جنوبه وشماله وغربه “مناطق إطلاق نار”. وهناك مساحات أخرى في المنطقة صُنّفت كمساحات بلديّة وألحقت بمسطّحات نفوذ المستوطنات المجاورة. تستخدم سلطات الاحتلال حسب التقرير هذه التصنيفات لكي تغلق تمامًا طرق وصول سكّان التجمّعات إلى الأراضي المحيطة بها، والتي يرعى فيها السكّان قطعان مواشيهم منذ سنين طويلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

مسؤولة أممية: ما رأيته في غزة يفوق الوصف

جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الممثلة الخاصة لمكتب هيئة الأمم المتحدة للمرأة في فلسطين، ماريس غيموند، الجمعة، إن 9 أشهر من الحرب الإسرائيلية...