قائمة العزم الهندسية.. كرت أحمر بوجه سياسات السلطة

يستذكر النشطاء بعد فوز قائمة العزم (حماس والشعبية) كيف سحلت أجهزة السلطة الأمنية الدكتورة نادية حبش في شوارع رام الله، واعتقلتها وكان معها ابنتها وابنها دون أي احترام لمكانتها العلمية، وكل ذنبها كما عشرات النشطاء أنها طالبت بمحاكمة قتلة الشهيد نزار بنات.

قالت حبش حينها كلمتها المشهورة “أنا بخير… ولكن الوطن ليس بخير”.. كانت تلك بداية التفكير في العمل من أجل التغيير وفق تعبيرها.. والخطوة الأولى نقابة المهندسين بائتلاف يضمّ كل من يعدّ أن الوطن ليس بخير.

لقد مثل فوز الدكتورة نادية حبش بمنصب نقيب المهندسين في فلسطين ضربة قوية لسياسات السلطة الأمنية وتوجهاتها بإحكام السيطرة على مفاصل الحياة كافة في الضفة الغربية، سيما سياسة القمع وكبت الحريات والتي تلت اغتيال الناشط نزار بنات.

قبل انتخابات نقابة المهندسين بأيام غردت الدكتور نادية حبش: “لن ترعبونا، ولن تسكتونا، وسنتصدي للقمع والفساد والاستسلام أمام العدو. تحيا فلسطين”.

وبعد إعلان فوزها قالت: “هذا انتصار للنهج الثوري المقاوم، وانتصار لدم الشهيد نزار بنات..”.

تدلل هذه الكلمات على معاني هذه الانتخابات على وجه التحديد، فالمسألة نقابية سياسية اجتماعية بامتياز، حيث يقول أحد المهندسين الذي رفض ذكر اسمه: “يعدّ مجلس نقابة المهندسين السابق هو الأسوأ على الإطلاق بتاريخ نقابة المهندسين منذ إنشائها، وأكثر مجلس تهيمن حركة فتح على قراراته، حيث نخره الفساد، وضُربت داخله أعراف النقابة، وكان يتم تحريك أعضائه كالدمى من المكاتب الحركية لفتح”.

وعلق الإعلامي والباحث ماجد العاروري على نتائج الانتخابات: “إن نجاح المهندسة نادية حبش بمنصب نقيب المهندسين رسالة سياسية اجتماعية مهنية أن التغيير قادم، ونقابات اليوم ستكون غير نقابات الماضي، وعليها دور كبير في تحقيق عملية البناء الوطني الديمقراطي وليس فقط في الدفاع عن مصالحها، فالنقابات هي خط الدفاع الأول عن الحريات بعد السطوة التي تعرضت لها منذ نشوء السلطة وإفراغها من مضمونها الديمقراطي وعلى النساء أن تدرك قوتها بعد اليوم”.

في حين عدّ القيادي في حركة حماس المهندس وصفي قبها لمراسلنا أن النتائج ذات دلالات سياسية واضحة، وهي رسالة بأن الشعب وفي مقدمته النقابات المهنية لن ترضخ لسياسات الأمر الواقع في تكميم الأفواه ومصادرة الحريات.

ودعا لأن يكون ذلك مقدمة لتجديد المطالبة بعقد الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني، وعدّ الانتخابات هي المدخل الحقيقي لتفكيك الأزمات في المرحلة المقبلة.

من جانبه قال الناشط المهندس فهد شاهين: “إن فلسطين تهديكم حدثا تاريخيا، فالمهندس نادية حبش.. الدكتورة الجامعية.. بنت فلسطين اليسارية المسيحية.. نقيبا للمهندسين… بدعم وأصوات أبناء الحركة الإسلامية بالتحالف مع قوى اليسار الفلسطينية. ..أنا فرح جدا… وفخور جدا، بالصوت الإسلامي الواعي في تأسيس هذا التحالف.. مشاركة وائتلافا وتصويتا..”.

وبجانب الدكتورة حبش فاز في هيئة النقابة أمين الصندوق البروفيسور رياض عبد الكريم وهو أحد القيادات الإسلامية البارزة في قطاع المهندسين، والمحاضر الجامعي في جامعة النجاح. والذي أكد لمراسلنا أن المهمة الأساسية بالنسبة لهم هي إعادة الاعتبار للعمل النقابي في فلسطين، فالنقابات هي الأساس لضمان الحريات، ويجب إنهاء التغول الحاصل عليها.

وأشار عبد الكريم إلى أن قائمة العزم مثلت حالة سرت في قطاع المهندسين لإعادة تصويب البوصلة في العمل النقابي الحر، لذلك شهدت هذا الالتفاف حولها من قطاعات المهندسين.