الجمعة 27/سبتمبر/2024

حرّاس الجبل.. جذوة مقاومة متوقدة حتى زوال الاستيطان

حرّاس الجبل.. جذوة مقاومة متوقدة حتى زوال الاستيطان

يواصل أهالي بيتا وحرّاس الجبل منذ حوالي 4 أشهر فعاليات الإرباك الليلي بمشاهد وأصوات أضحت علامة فارقة وشارة نصر لأهالي القرية في معركتهم لاسترداد جبل صبيح، الذي أقام عليه الاحتلال بؤرة استيطانية قبل شهور.

هذه المواجهة ليست الأولى في تاريخ بيتا، فقد سبق وأن دحر أهلها محاولات الاحتلال بالاستيلاء على الجبل أربع مرات سابقة، لتكون هي البلدة الوحيدة في شمال الضفة الغربية الخالية من المستوطنات.

مواجهة متكاملة
خلال أربعة أشهر أشعلت “وحدة الكوشوك” في بيتا ما يقارب من 80 ألف إطار مطاطي، غطى دخانها بؤرة الشر على قمة الجبل، وحمل أبطال وحدة المشاعل على مدار أيام المواجهة 20 ألف مشعل، وأزعج 3 آلاف ليزر لصوص الجبل المتمركزين في ثكناتهم العسكرية وأبراجهم المحصنة، ليصبح “الإرباك الليلي” أحد الطقوس اليومية التي تؤرق الاحتلال.

وتسطّر بيتا على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع، نموذجًا يحتذى به، فكل أطيافها ورجالها ونسائها وأطفالها منخرطون بالدفاع عن الجبل، كل بطريقته وبقدرته.

في حين توقد بيوت “بيتا” النار لإحضار النسوة الطعام لحراس الجبل، وفي مكان آخر يتجمع الشبان بأسلحتهم “مقلاع ومشاعل وليزر وإطارات مطاطية” وغيرها، ويتوزعون في وحداتهم الخاصة “وحدة الكوشوك، ووحدة المشاعل والليزر”، ويتقاسمون الأدوار استعدادًا للمواجهة.

مقاومة متوقدة
ومن جانبه، أكد عبد الغني دويكات -والد الشهيد إسلام دويكات- أنه وبعد 4 أشهر لا يمكن أن تتوقف بيتا عن مواجهة الاستيطان، بعد أن قدمت 7 شهداء و3500 جريج جلّهم إصابات مطاط وبالرصاص الحي.

وشدد دويكات على أن بيتا ستكمل مشوارها حتى زوال آخر كرفان في جبل صبيح، وكما محا أهل بيتا حلم الاستيطان عن جبل العرمة سنمحوه عن جبيل صبيح.

ولفت دويكات إلى أن مواجهة الاستيطان يمثل بالنسبة لأهل بيتا إستراتيجية خاصةً وللضفة الغربية عامةً.

كما استنكر الصمت الرسمي حول قضية جبل صبيح، مبينا أن المسؤولين الرسميين أهملوا زيارة جبل صبيح وتقديم مجرد دعم معنوي لهم.

وأشار دويكات إلى أن مقاومة الاستيطان لا تتعلق بجبل صبيح التي يريد الاستيطان السيطرة عليه؛ بل عن إنهاء صفقة القرن التي تسعى لقسم الضفة الغربية لقسمين شمالي وجنوبي، وإزالة البوابة التي يضعها الاحتلال على حاجز زعترة حتى يتحكم في رقاب الناس.

وأردف: “نحن نواجه فتيان التلال بحراس الجبال، وحتما سيكون النصر والغلبة لنا، لذلك نحن بحاجة لنشر هذه الفكرة في كل القرى للوقوف على مسؤولياتنا ومواجهة الاستيطان”.

وتابع: “لو لم يتبق في بيتا إلا الولدان والنساء لن تتوقف بيتا عن المواجهة، ومهما حاول الاحتلال أن يثخن فينا الجراح ويعتقل منا ستبقى جذوة المقاومة متقدة في بيتا حتى زوال الاستيطان”.

وختم دويكات حديثه بتوجيه رسالة لأهالي بيتا مطالبا إياهم بالوفاء لدماء الشهداء؛ لأنها أمانة في رقابنا، مشددا على أنه في حال تم التخلي عن تلك الدماء اليوم ستزهق دماء أخرى، ولن يتوقف الاستيطان بسبب المستوطنين المجرمين الذين لا عهد لهم ولا ذمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات