الثلاثاء 06/مايو/2025

رسائل انتقام بالدم ومقاومة جيل جديد تتفجر بجنين

رسائل انتقام بالدم ومقاومة جيل جديد تتفجر بجنين

كتلة من خطوط النار باتت تتوشح بها جنين ومخيمها شمال الضفة الغربية مع كل اقتحام لقوات الاحتلال، معارك حقيقية يخوضها شبان، رسالتهم أن يعيدوا البوصلة إلى الصراع مع الاحتلال.

لم تكن مجزرة فجر الاثنين (16-8-2021) والتي ارتقى خلالها ثلاثة شهداء سوى رسالة دموية بأن الاحتلال ينفذ تهديداته بالانتقام عقب تنامي ظاهرة المقاومين الجدد في جنين، حيث نشرت وسائل إعلام الاحتلال تهديدات بالتصعيد في الأيام الأخيرة.

وكان الشهيد ضياء الصباريني ارتقى قبل أيام في اشتباك مماثل في جنين؛ لتتحول جنين إلى لوحة من قوافل الشهداء المتلاحقة في الأسابيع الأخيرة وجميعهم شبان في مقتبل العمر ينهمرون كالمطر على جيش الاحتلال في كل عملية اقتحام.

يدخل جيش الاحتلال لجنين متسللا بعشرات الجنود على شكل فرق مشاة، لكن شبان الفجر يترصدون له إذ باتوا لا ينامون ليلا خوفًا من أن يفوتهم مشهد لقاء الاحتلال، فبمجرد دخول آليات الاحتلال تتوالى الاتصالات بين الشبان ليتجمع في دقائق مئات الشبان يخوضون الاشتباكات بأشكال مختلفة.

يحمل شبان عشرينيون أسلحة خفيفة بين بنادق مصنعة محليًّا وأكواع محلية الصنع، ويشتبكون مع الجنود من مسافة صفر، وبشراسة قل نظيرها، غير آبهين بالمخاطر، وهو ما عبَّر عنه شهيد فجر الاثنين نور جرار في تغريدة له قبل أيام: “تمني الشهادة ليس يأسا من الحياة بل شوقا لرياح الجنة”.

وكانت وسائل إعلام الاحتلال أشارت في الأيام الأخيرة إلى أنَّ جيش الاحتلال يُحَضِّرُ لعملية عسكرية بجنين على خلفية تنامي الاشتباكات المسلحة مع مقاومين، فيما وصفت المواجهة المسلحة التي اندلعت قبل ثلاثة أسابيع بجنين بأنها كانت أشبه بساحة حرب غير متوقعة من حيث كثافتها.

تنامت ظاهرة الاشتباكات المسلحة مجددا في جنين ومخيمها منذ عملية سيف القدس الأخيرة في الحرب على غزة، حيث بادر شبان إلى استخدام السلاح في المواجهات، وتطورت بعد ذلك بانضمام ومشاركة أوسع من شبان آخرين يتصرفون عفويًّا وارتجاليًّا، معبرين عن سخطهم على الواقع بالانفجار في وجه الاحتلال.

يقول شبان مقاومون في جنين لمراسلنا: إنَّ السلاح يجب أن يوجه لوجه الاحتلال، لذلك هم يعيدون البوصلة المنحرفة إلى مسارها، لأن الاحتلال يجب ألا يشعر بالأمان وهو يستبيح بيوتنا، فواجبنا أن نربكه ما أمكن لنا ذلك.

يستذكر الشبان في أحاديثهم تاريخ جنين ومخيمها في المقاومة، وأن هذه هي الوضعية الطبيعية لشعب تحت الاحتلال، وأنهم يسعون لإشعال الأرض تحت الاحتلال والمستوطنين، لأن المقاومة هي الطريق الوحيدة لدحر الاحتلال الذي بات يشعر بالأمان الزائد في الضفة الغربية.

وعلى الرغم من أن الشبان المقاومين في جنين يتعرضون في الأشهر الثلاث الأخيرة لاعتقالات شرسة، وقتل أدى لاستشهاد ستة منهم، واستدعاءات واسعة من أمن السلطة، إلا أن ظاهرتهم تتنامى بدل أن تتقلص، ما يشير إلى أن الضفة مقبلة على انفجار كبير مع الاحتلال.

يؤكد المقاومون الجدد لمراسلنا أن حواجز الخوف لم تعد موجودة، وهم يفضلون المواجهة على السكوت بالرغم من ضعف الإمكانات.

بينما يشير مراقبون إلى أن الشبان الذين يتصرفون ارتجاليًّا يعبئون فراغا تسببت به ضعف الحالة الوطنية والقوى السياسية التي تسبب به التنسيق الأمني، والحالة التي فرضتها السلطة في الفترات الماضية من خلال العلاقة المشبوهة مع الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...