الثلاثاء 06/مايو/2025

الهدم في سهل يعبد يمهد لمخطط استيطاني ويكبد المواطنين خسائر كبيرة

الهدم في سهل يعبد يمهد لمخطط استيطاني ويكبد المواطنين خسائر كبيرة

تنفذ سلطات الاحتلال مخططا جديدا، في سهل بلدة يعبد جنوب غرب جنين، بهدف تضييق الخناق على الأهالي وأصحاب الأراضي الزراعية الواقعة على الطريق المؤدي لمستوطنة ”مابو دوثان “، وإحكام السيطرة والرقابة على امتداد المنطقة المتاخمة للحاجز العسكري الذي يفصل بين جنين ويعبد وقراها الممتدة حتى بوابة برطعة الشرقية، كمقدمة للاستيلاء عليها وصولاً لسرقتها.

بداية المخطط

ويفيد رئيس بلدية يعبد الدكتور سامر أبو بكر، أن المخطط بدأ من خلال تشديد الاحتلال الحراسة على حاجز دوثان العسكري المقام على أراضي المواطنين، ونصب المزيد من الأسلاك والحجارة الإسمنتية، وتقييد حركة المواطنين، وفي المرحلة الثانية، أغلقت قوات الاحتلال مساحات من الأراضي المجاورة للمعسكر بالأسلاك الشائكة؛ ما منع أصحابها من دخولها والاستفادة منها، عدا عن اعتراضهم وطردهم والتضييق عليهم باستمرار.

وأضاف: ”بعد ذلك، اقتلع الاحتلال أشجار الزيتون التي يتجاوز عمرها الـ200 عاماً من الأراضي الواقعة على جانبي الشارع الرئيس من مدخل يعبد والمؤدي إلى معسكر وحاجز مابو دوثان على امتداد مساحة كيلومتريْن، بدعوى الإجراءات الأمنية لتبقى المنطقة مكشوفة على جنود الحاجز“، وفق القدس.

الهجمة الجديدة

فجر 9-8-2021 شنّت قوات الاحتلال هجمة جديدة، شملت هدم منشآت وبرك مياه، تقع في سهل يعبد، ويعدها الاحتلال مناطق “ج” خاضعة لسيطرته، ما كبد أصحابها خسائر فادحة، وبلغت بالنسبة للمواطن محمد خالد عطاطرة (44 عاما) من بلدة يعبد، أكثر من 500 ألف شيكل.

يقول عطاطرة: ”وسط الظروف الاقتصادية الصعبة، قررت استثمار قطعة أرض أملكها في مدخل يعبد وتمتد في السهل، شيدت طابقا واحدا بمساحة 450 دونماً، وافتتحت فيه مغسلة سيارات ومطعم وسوبر ماركت وفرن خبز عربي، البناية التي أملكها وأشقائي، ونعيل أسرة كبيرة وأصبحنا نعتمد على هذه المحلات في حياتنا“.

إخطارٌ فهدم

يوضح عطاطرة أن سلطات الاحتلال، سلمته وإخوانه قبل شهر تقريباً، إخطار هدم للمحلات التجارية، بدعوى أنها غير مرخصة ومقامة في مناطق “ج“، ويضيف ”سارعنا لتقديم اعتراض والاحتجاج على هذا القرار التعسفي والظالم والذي يستهدف مصدر معيشتنا، فلا يوجد لنا مصدر دخل آخر، وكلفنا البناء مبالغ مالية باهظة، فوجئنا في الساعة الخامسة من 9-8، بقوات الاحتلال تحاصر المنطقة دون سابق إنذار، وهدمت الجرافات الإسرائيلية، العمارة والمحلات تمامًا“.

خسائر فادحة

ويقول عطاطرة: ”مزاعم أن البناية تقع في منطقة “ج“، كاذبة، فهي تقع في سهل يعبد، وهدفهم تدمير حياتنا لتوفير الأمن والأمان للمستوطنين، وعلينا أن ندفع الثمن. خسرنا ما قيمته نصف مليون شيكل، ولا يوجد من يعوضنا عن هذه الجريمة، وتوجهنا بشكوى للمحافظة والارتباط الفلسطيني ضد هذه الممارسات التعسفية لتدمير رزقنا ومعيشتنا، ونطالب الحكومة الفلسطينية بالوقوف لجانبنا ودعمنا لإعادة بناء ما دمره الاحتلال لفرض مخططاته وسياساته التي تطاردنا في كل مكان، ولن نتخلى عن أرضنا مهما كان الثمن“.

صور أخرى

أما المواطن عمر عبد الكريم راغب الشيخ زيد (60 عاما)، من بلدة يعبد، فقد بلغت خسارته 350 ألف شيكل بعد هدم محلاته التجارية قبل أن يفرح بافتتاحها، رغم امتلاكه أوراقًا ثبوتية بملكيتها، ويقول: ”اشتريت قطعة أرض مساحتها 800 متر، لإقامة مبنى تجاري، للعمل فيه وتأجير بعض المحلات، وأنجزت في المرحلة الأولى بناء على مساحة 200 متر بالكامل، وجهزته للافتتاح، وأقمت فيه ملحمة خاصة بي ومجهزة بكل شيء“، و في 6-8-2021، تلقيت إخطاراً بهدم المبنى بعد تجهيزه، وبينما كنت أقدم أوراقي اللازمة للاعتراض، فوجئت بعد 3 أيام فقط، بمحاصرة الاحتلال وجرافاته للمبنى وتدميره”.

التدمير والركام

خلال مدة محدودة، تمكن المواطن عمر من إخراج بعض محتويات الملحمة، لكن قبل أن يتمكن من إنقاذ الأجهزة والمعدات، تحركت الجرافات، وهدمت الملحمة وكانت خسارته 70 ألف شيكل، ويقول ”لم يكتف الاحتلال بذلك، فقد أكمل جريمته، بهدم جميع المحلات، وخلال دقائق، فإن المبنى الذي جهزته تحول لركام بالكامل. لمن أتوجه؟، ومن سيعوضني عن هذه الكارثة الكبيرة؟!“، ويكمل ”أرضنا ملك لنا، وتبعد عن المستوطنة 700 متر وأكثر، لكنهم يزعمون، أن البناء في هذه المنطقة ممنوع، فأي قانون يجيز لهذا الاحتلال هذه الإجراءات تعسفية، بهدم المحلات ومصدر رزقنا؟!!“.

وطالب السلطة بالوقوف لجانب المتضررين وإعادة ما دمره الاحتلال.

سهل عرابة

وباستغراب وغضب، يتساءل المواطن عبد الفتاح الشاعر(66 عاما)، من بلدة عرابة ”إذا كانت عملية الهدم في سهل عرابة لوقوع المنشآت قرب مستوطنة وحاجز، فما سبب الهدم والتخريب في الأراضي البعيدة عن الموقع ولا يوجد لها فيها أي وجود للاحتلال؟”، ويضيف: ”في حوالي الساعة السادسة من صبيحة 8-8، تلقيت اتصالا من أقاربي، أن جيش الاحتلال مع جرافاته في مزرعتي، فقد قصوا الأقفال وفتحوا بوابات المزرعة دون إبلاغي، فدمرت الجرافة محصولي من العنب الذي اجتهدت وعائلتي منذ 6 سنوات من أجل الحصول على منتوج ناجح منه“.

ويكمل ”بعدها خربوا الشبك الحامي للمزرعة، وخلعوا خزان المياه الذي انتهيت من تجهيزه قبل أيام فقط ودمّروه بالكامل، علماً أن تكلفته 37 ألف شيكل“، ويتابع ”يرتفع الخزان عن الأرض 5 أمتار وتعمدوا إسقاطه على معرشات العنب التي خسرتها، دمروا 12 دالية مع المواسير وجميع التجهيزات وشبكة الري التي كلفتني 13 ألف شيكل“.

ويضيف ”بعد سنوات من العمل كمقاول في في السعودية، قررت العودة إلى بلدتي عرابة، وتوجهت للعمل في مجال الزراعة، لحبّي للأرض وزراعتها، وضعت رأس مال كبيرًا حتى وصلت لتحقيق أهدافي، في شراء أرض مساحتها 6 دونمات في سهل عرابة، وتأسيس مزرعة للعنب أصبحت المصدر الرئيس للعيش بكرامة، وأعمل فيها طوال العام بمساعدة أفراد عائلتي“.

ولحاجة المزرعة للمياه، بنى الشاعر خزانا سعته 250 كوبا لري المزروعات، وكذلك غرفة مساحتها 5×5 سقفها من الزينكو، ولكن الاحتلال كما يفيد، أخطره بهدمها، بدعوى إقامتها في منطقة “ج“، ويقول: ”الأرض أملكها بموجب أوراق ثبوتية، وتقع في سهل عرابة، وعملت على تطويرها وزراعتها، وقدمت الاعتراض على إخطار الاحتلال الذي لم يمهلنا“.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...