الخميس 08/مايو/2025

المقاتل ضياء الصباريني…شهيدًا ملتحقًا برفيقه العموري

المقاتل ضياء الصباريني…شهيدًا ملتحقًا برفيقه العموري

“كان مصرًّا على الشهادة يتمناها في كل يوم، محبًّا لوطنه رافضًا للواقع المرير الذي نعايشه، رحل وقلبي راض عنه”.. بهذه الكلمات عبَّرت والدة الشهيد ضياء صمادعة الصباريني عن فراق ابنها الشهيد الذي ارتقى متأثرا بجراحه التي أصيب بها إثر اشتباك مسلح مع الاحتلال بجنين شمال الضفة الغربية قبل أسبوعين.

تحاول والدته لملمة جراحها والتعالي عليها معددة مناقب الشهيد الذي كبر أمام عينيها وربّته إلى أن اختطفته رصاصات الاحتلال، لكنها في حديثها لمراسلنا تعدّ ذلك في سبيل الوطن وهي تودعه وكلمات الرضا تتكرر على لسانها.

ينحدر الشهيد الصباريني من مخيم جنين في حين تعود أصول عائلته إلى بلدة صبارين المهجرة في الأراضي المحتلة عام 1948، حيث النشأة في أجواء المقاومة وحبّ الوطن مصبوغة بالالتزام والتدين ما جعل منه مثالا للشاب الخلوق الملتزم وطنيًّا.

يمثل الصباريني جيل الشباب العشريني في جنين ومخيمها ممن باتوا يمثلون حالة وطنية لافتة تقارع الاحتلال في كل اقتحاماته لجنين، فيخرجون بسلاحهم الناري لمقارعة الاحتلال ويربكون اقتحاماته.

يقول بهاء شقيق الشهيد ضياء: “لقد طلبها فنالها. كان توّاقا للشهادة، وكان يطلب من الله بصدق أن يعطيه إياها، وفعلا لقد نالها بصدقه وجهاده”.

وعمد ضياء إلى توزيع الحلوى للمواطنين عقب تلقيه نبأ استشهاد شقيقه معللا ذلك بأن الله منح ضياء ما تمنى، ومؤكدا أن الشهادة وسام شرف للعائلة.

ويعدّ ضياء لمراسلنا أن الاحتلال حين أطلق النار على شقيقه خلال مواجهات جنين في (3-8-2021) كان يتعمد الانتقام منه ومن رفاقه فأطلق رصاصاته الحاقدة بقصد القتل.

وكان ضياء التواق للشهادة دائما يكثر من طلبه للشهادة منذ استشهاد صديقه المقاوم جميل العموري في (10-6-2021) الذي اغتالته قوات الاحتلال في كمين شمال جنين، فكان ضياء تواقا للالتحاق برفيقه العموري، وقد كانا معا يخوضان ضمن شبان المدينة والمخيم مواجهات الكرّ والفرّ مع الاحتلال سيما بعد العدوان الأخير على غزة، حيث شكلت معركة “سيف القدس” محفزا لإطلاق حالة جديدة من المقاومة بجنين.

كان ضياء -بحسب رفاقه- كثير الانتقاد للبنادق المنحرفة التي تعمل على إيذاء الناس في حين لا يُسمع لها صوت أمام اقتحامات الاحتلال، لذلك عبر ورفاقه عن رسالتهم بأنهم يريدون أن يعيدوا لجنين مجدها، وأن يعيدوا البوصلة لحالتها الصحيحة في مقارعة الاحتلال، فشكلوا الظاهرة التي باتت تشير صحف الاحتلال لها بأنها ظاهرة مقلقة من الاشتباكات المسلحة مع الاحتلال لدى كل اقتحام لجنين.

لم يكن ضياء يعرف النوم ليلا خوفا من أن تفوته مقارعة الاحتلال في أي اقتحام مباغت، وكانت هذه حالته وحالة رفاقه ممن استشهد بعضهم وأسر بعضهم مؤخرا، يخرج في جوف الليل متى ما تلقى الاتصال بأن جنودًا للاحتلال اقتحموا موقعا بجنين.

ودّعت جنين شهيدها الصباريني وقبلها العموري في موكب مهيب هتف للمقاومة، وأكّد حق العودة، ووجّه رسالة للاحتلال بأنَّ البندقية يحملها جيل بعد جيل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات