الثلاثاء 06/مايو/2025

معارك عنيفة بأفغانستان وبدء اجتماع للترويكا في الدوحة

معارك عنيفة بأفغانستان وبدء اجتماع للترويكا في الدوحة

كثفت حركة طالبان من هجماتها في محاور عدة، وهددت بالإطاحة بالحكومة واقتحام العاصمة إذا لم يتم التوصل لحل سياسي، وتركزت أبرز هجمات الحركة في الساعات الأخيرة على مزار شريف، وبالتوازي مع ذلك انطلق في العاصمة القطرية الدوحة اجتماع الترويكا الدولية حول أفغانستان لبحث آخر تطورات الملف الأفغاني.

ونقل مراسل الجزيرة في أفغانستان عن حاكم ولاية بلخ قوله: إن معارك عنيفة ما تزال تدور بين القوات الأفغانية ومسلحي طالبان على مشارف مدينة مزار شريف.

وأضاف حاكم ولاية بلخ أن قائدا جديدا للقوات الحكومية وتعزيزات عسكرية وصلت المدينة مساء أمس.

من جانبه، أعلن المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد أن مقاتلي الحركة سيطروا على عدة مواقع في محيط مزار شريف وكذلك في ولاية ننغرهار. كما قال إنهم أوقعوا قتلى وجرحى في القوات الحكومية، ودمروا آليات، واستحوذوا على أسلحة.

وقال مصدر حكومي: إن الهند أجلت دبلوماسييها من القنصلية الهندية في مدينة مزار شريف بعد تدهور الوضع الأمني هناك.

كما نقل مراسل الجزيرة عن مصدر أمني قوله: إن اشتباكات تدور على تخوم مدينة بل خمري مركز ولاية بغلان في أفغانستان.

وكانت وزارة الدفاع الأفغانية قد قالت: إن 150 من مسلحي طالبان قتلوا في غارات جوية نفّذتها القوات الأفغانية في ولاية بلخ شمالي البلاد، في حين نفت طالبان مقتل مسلحيها، وقالت: إن القوات الأفغانية قصفت مناطق سكنية.

كما أفاد مصدر بوزارة الدفاع الأفغانية أن القوات الجوية شنّت غارة أدّت إلى مقتل 47 من مسلحي حركة طالبان في ولاية قندهار جنوبي أفغانستان.

وأشار المصدر أيضا إلى إصابة 25 من مقاتلي الحركة بجروح، لافتا إلى أن عمليات برية جرت في المنطقة أمس الاثنين.

كما أكدت وزارة الدفاع الأفغانية مقتل 12 من عناصر طالبان في غارة جوية نفذتها القوات الحكومية بولاية كابيسا شمال أفغانستان.

ونقل موقع بلومبيرغ عن المتحدث باسم حركة طالبان قوله: إن الحركة ستقتحم المدن الأفغانية بما فيها كابل للإطاحة بالحكومة إذا فشلت المفاوضات.

وأضاف المتحدث باسم الحركة أنها تتوقع أن تكون هناك تسوية سياسية قبل أن تصبح الحرب أكثر فتكًا.

ونقل الموقع عن المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية أن الرئيس أشرف غني، قرر تسليح السكان المحليين لقتال طالبان.

وأكد المتحدث باسم الرئاسة أن الحكومة الأفغانية ما زالت منفتحة على المفاوضات، متهما طالبان بالنكوص عنها.

ويتغير الوضع في شمال أفغانستان بسرعة، فبعد استيلاء طالبان على مدينة قندوز الكبيرة الواقعة في شمال شرق البلاد، وكذلك على مدينتي ساري بول وطالقان -الأحد- في غضون ساعات قليلة، ضمت طالبان -الاثنين- إلى قائمتها مدينة أيبك البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، والتي سقطت من دون مقاومة.

وباتت طالبان تسيطر على 6 من عواصم الولايات الأفغانية البالغ عددها 34 بعدما استولت -السبت- على شبرغان معقل زعيم الحرب عبد الرشيد دوستم على مسافة حوالي 50 كيلومترا شمال ساري بول والجمعة على زرنج عاصمة ولاية نيمروز البعيدة في جنوب غرب البلاد عند الحدود مع إيران.

وتسيطر حركة طالبان التي تتقدم بسرعة الآن على 5 من عواصم الولايات التسع في الشمال فيما القتال مستمر في العواصم الأربع الأخرى.

ويبدو من خلال مهاجمة الحركة لمزار الشريف كبرى مدن شمال أفغانستان وعاصمة ولاية بلخ أنها لا تفكر في إبطاء الوتيرة المحمومة لتقدمها في الشمال.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية مرويس ستانيكزاي في رسالة إلى وسائل الإعلام: إن “العدو (طالبان) يتحرك الآن باتجاه مزار شريف، لكن لحسن الحظ أحزمة الأمان (حول المدينة) قوية وتم صد العدو”.

وتعهد محمد عطا نور، الحاكم السابق لولاية بلخ والرجل القوي في مزار شريف والشمال، بالمقاومة “حتى آخر قطرة دم”. وكتب على تويتر “أفضّل أن أموت بكرامة على أن أموت في حالة من اليأس”.

ومزار شريف مدينة تاريخية ومفترق طرق تجاري، وهي من الدعائم التي استندت إليها الحكومة للسيطرة على شمال البلاد، وسيشكل سقوطها ضربة قاسية جدا للسلطات.

وإزاء هذه التطورات المتسارعة، قال مراسل الجزيرة في أفغانستان، يونس آيت ياسين: إن الرئيس الأفغاني التقى مؤخرا مع عبد الرشيد دوستم، وسط حديث وأنباء نقلتها بلومبيرغ أن الرئيس يفكر في خلق انتفاضات شعبية وتسليح المدنيين باعتبارهم حائط الصد الأخير أمام تقدم طالبان، بعد انسحاب القوات الأميركية.

مدينتا فراه وبل خمري
وفي السياق ذاته، قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد: إن مسلحي الحركة اقتحموا مدينة فراه غربي أفغانستان، وشنوا هجوما على مقر المخابرات فيها، ولكن حاكم ولاية فراه قال: إن القوات الأفغانية تصدت لهجوم طالبان، وإن الاشتباكات تدور بين الطرفين قرب مقر المخابرات بالولاية.

كما أفاد مراسل الجزيرة -نقلا عن مصدر أمني- أن اشتباكات تقع على تخوم مدينة بل خمري مركز ولاية بغلان في شمال أفغانستان.

اجتماع الترويكا حول أفغانستان في الدوحة
سياسيا، انطلق اليوم الثلاثاء، في العاصمة القطرية الدوحة اجتماع الترويكا الدولية حول أفغانستان لبحث آخر تطورات الملف الأفغاني في ظل التحولات الأخيرة المتسارعة على الأرض، وسط هجمات وتقدم لافت لحركة طالبان في محاور عدة في أفغانستان.

ونقل مراسل الجزيرة عن عضو في وفد طالبان إلى محادثات سلام أفغانستان أن وفد الحركة سيجتمع للحسم في مسألة المشاركة من عدمها في اجتماع الترويكا الدولي، في حين قالت مصادر حكومية أفغانية للجزيرة سابقا: إن رئيس لجنة المصالحة الأفغانية عبد الله عبد الله سيشارك في الاجتماع اليوم.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأميركية: إن المبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد توجه إلى العاصمة القطرية الدوحة للضغط على حركة طالبان لوقف عملياتها العسكرية وللتفاوض من أجل تسوية سياسية.

وأضافت الخارجية، في بيان، أنه وخلال عدة جولات من اللقاءات على مدى 3 أيام سيقوم ممثلون عن دول في المنطقة وعن منظمات دولية بالضغط من أجل خفض العنف ووقف إطلاق النار والالتزام بعدم الاعتراف بحكومة تصل للسلطة بالقوة.

وكان مراسل الجزيرة في أفغانستان نقل عن مصدر قريب من المفاوضات الأفغانية أن دولة قطر ستعقد اجتماعات من 10 إلى 12 من الشهر الجاري لمجموعة من الدول، منها روسيا والولايات المتحدة، بهدف حشد الدعم والتوافق الإقليمي والدولي لتحقيق السلام والاستقرار في أفغانستان.

وفي وقت سابق، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون): إن الأفغان هم المسؤولون عن الدفاع عن بلدهم، في حين تواصل حركة طالبان تقدمها في شمالي أفغانستان، وتتوعد باقتحام العاصمة كابل.

وجاءت التصريحات الأميركية على لسان المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي الذي قال: إن حركة طالبان حققت تقدما على الأرض، مضيفا أن واشنطن ستواصل دعمها للقوات الأفغانية من خلال الغارات الجوية، وقال: إن القوات الأفغانية تتمتع بالقدرات العسكرية لإحداث فارق على الأرض.

وكان الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب قرر سحب القوات الدولية من أفغانستان. وأرجأ خلفه جو بايدن الموعد النهائي للانسحاب لبضعة أشهر، إلا أن القوات الأميركية والأجنبية ستغادر بحلول نهاية أغسطس/آب الجاري.

وخلال الأسابيع الأخيرة، أوضحت إدارة بايدن أن واشنطن ستحافظ على “دعمها” الحكومة في كابل، خصوصا فيما يتعلق بالتدريب العسكري، لكن بالنسبة إلى بقية الأمور، على الأفغان أن يقرروا مصيرهم.

لقاء أفغاني إيراني وتصريحات روسية
وفي تطور متصل، التقى وزير الخارجية الأفغاني حنيف أتمر، المبعوث الإيراني الخاص لأفغانستان إبراهيم طاهريان، لبحث آخر التطورات الأمنية في البلاد.

وقالت وزارة الخارجية الأفغانية، في بيان: إن أتمر، أشاد بنتائج الاجتماع الأخير لمجلس الأمن الدولي وعدها مهمة لإنهاء العنف وإيجاد حل سياسي في أفغانستان.

ورحب أتمر بما سماه الدور البَنّاء للدول الإقليمية والدولية ولا سيما إيران في وقف هجمات طالبان وإقناع الحركة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

كما بحث الجانبان اجتماع الدوحة المرتقب اليوم بشأن أفغانستان، وسبل تعزيز التعاون الإقليمي لمعالجة الوضع الأمني في البلاد.

من جهته، عبّر طاهريان عن قلقه من الوضع الأمني في أفغانستان، وأكد استعداد طهران لتعاون شامل مع كابل.

ومن ناحية أخرى، قال المبعوث الروسي الخاص إلى أفغانستان زامير كابولوف -في تصريحات صحفية-: إن توقعات بلاده جيدة بخصوص لقاء الترويكا بشأن أفغانستان المنعقد في الدوحة اليوم الثلاثاء، وهو اجتماع يضم دول الترويكا الأربع روسيا والولايات المتحدة والصين وباكستان.

وفي الوقت نفسه، أكد المسؤول الروسي أنه لا ينبغي توقع “أي تقدم ملموس في المفاوضات بين الأفغان” حتى الخريف.

المدنيّون في عين العاصفة
وفَرّ آلاف الأفغان من شمال البلاد ووصل كثر منهم إلى كابل -الاثنين- بعد رحلة لـ10 ساعات في السيارات عبروا فيها العديد من حواجز طالبان.

وأعلن الصليب الأحمر الدولي أن مئات الآلاف من المدنيين في خطر مع اشتداد القتال في مدن أفغانية عدة مثل قندوز وقندهار ومحيطها.

وأكد الصليب الأحمر أن أكثر من 4 آلاف جريح عولجوا في مرافق صحية تتبع المنظمة، منذ بداية الشهر الجاري، وهو ما عده مؤشرا على ارتفاع وتيرة العنف.

وقال رئيس بعثة الصليب الأحمر في أفغانستان: إن الطواقم الطبية والمرضى يتعرضون لخطر جسيم، مشيرا إلى تضرر المستشفيات والبنية التحتية للكهرباء والمياه.

ودعا الصليب الأحمر إلى وقف فوري للقتال، وحماية المدنيين، والسماح للمنظمات الإنسانية بإجلاء الجرحى وتقديم المساعدات.

كما أفادت اليونيسف -الاثنين- بمقتل 20 طفلا على الأقل وإصابة 130 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة في ولاية قندهار وحدها.

من جهتها، حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان من استمرار العنف في أفغانستان، وقالت: إن الانتهاكات قد تصل إلى جرائم حرب.

ودعت المفوضية -الثلاثاء- الأطراف المتنازعة إلى وقف القتال في أفغانستان، وطالبت طالبان بإنهاء العمليات العسكرية في المدن.

وقالت ميشيل باشليه في بيان: “على أطراف النزاع وقف القتال لمنع المزيد من إراقة الدماء، وعلى طالبان أن توقف العمليات العسكرية في المدن. وإذا لم تعد جميع الأطراف إلى طاولة الحوار وتتوصل إلى تسوية سلمية، فإن الوضع المتردي أصلا للعديد من الأفغان سيزداد سوءا”.

المصدر: الجزيرة + وكالات

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

20 شهيدا وعشرات الجرحى بمجزرة مروعة وسط غزة

غزة – المركز الفلسطيني للإعلام ارتكبت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الثلاثاء، مجزرة مروعة بحق النازحين، عقب قصف الطيران الحربي لمدرسة تُؤوي...

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

الاحتلال يُمدد اعتقال 58 أسيرا إداريا

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أفادت هيئة شؤون الأسرى والمحررين وجمعية "نادي الأسير الفلسطيني"، بأن سلطات الاحتلال الإسرائيلي أصدرت 58 أمر...