الإثنين 08/يوليو/2024

محمد الصمادي.. تفوق رغم الإعاقة البصرية

محمد الصمادي.. تفوق رغم الإعاقة البصرية

يعيش الطالب الكفيف محمد الصمادي، من بلدة قباطية جنوب جنين شمال الضفة الغربية، أجواء فرح استثنائية لتفوقه في الثانوية العامة ببصيرته التي غطت على إعاقته البصرية التي لم تقف عائقا أمام تحقيق الطموح والتحدي.

يؤكد الصمادي لمراسلنا أن الإعاقة لا تلغي الطاقة، وأنه قرر تجاوز كل التحديات التي تقف عائقا أمام أن يعيش حياة طبيعية كما الآخرين بمساعدة والدته التي نذرت حياتها له حتى وصل إلى هذه النتيجة.

حصل الصمادي على (96%) في الفرع الأدبي في الثانوية العامة بعد رحلة تعليم كانت كالحفر في الصخر؛ نظرًا للتحديات التي تواجه الأشخاص ذوي الإعاقة في إعمال حقهم في التعليم.

يشير الصمادي إلى أن الأمر لم يكن سهلا؛ إذ احتاج إلى كتب موائمة بلغة بريل لم يكن توفرها سلسا دائما وفي الوقت المناسب، عدا عن تأثيرات جائحة كرونا والتي لم تراعِ توفير الظروف الملائمة للأشخاص ذوي الإعاقة خاصة في إجراءات التعليم الالكتروني وغيره ما جعله بحاجة أكثر فأكثر للاعتماد على نفسه.

يستذكر الصمادي كيف كان يقدم امتحانات الثانوية العامة؛ حيث إنه وحسب النظام يتم توفير معلم يكتب الإجابات بعد طرحها عليه شفهيا، وهذا كان يحتاج منه جهدا كبيرا في توصيل الإجابة الشافية والتأكد من المعلم حول وصول أفكاره له، ولكنّ المعلمين كانوا في القاعة متعاونين معه، والكل قدم له الدعم النفسي الكافي؛ ما منحه التشجيع لإكمال مسيرته.

تغمر الفرحة والدة محمد التي رعته كفيفا منذ ولادته، وسعت لتعليمه كل شيء، فهو شخص موهوب وصوته جميل، وكان يقرأ القرآن في الحفلات والمناسبات العامة ويشارك في الغناء، وله حضور جميل صقل شخصيته، في حين بادرت والدته دومًا لكي يكون مندمجا مع المجتمع المحلي منذ صغره حتى لا يشعر بأي عوائق مجتمعية.

تطالب والدة محمد في حديثها لمراسلنا أن يكون لمحمد وللأشخاص ذوي الإعاقة ممن نجحوا وتفوقوا في الثانوية العامة منح دراسية تساعدهم على إكمال دراستهم الجامعية للتخفيف من تبعات نفقات التعليم الجامعي الباهظة، وكحق لهذه الفئة على المؤسسات والمجتمع.

وتؤكد والدته أن حق الأشخاص ذوي الإعاقة في التعليم ما يزال منقوصا، ويحتاج إلى تطوير سواء في المراحل الأساسية أو الجامعية، في حين يعاني أهالي الأشخاص ذوي الإعاقة معاناة شديدة حتى يصل أبناؤهم إلى هذه المراحل.

يقول محمد: إن الإعاقة لا تلغي الطاقة، وإن الأشخاص ذوي الإعاقة يمتلكون إرادة عالية لتحقيق النجاح، ولكنهم يحتاجون من المجتمع أن يفتح لهم نوافذ الفرص والأمل حتى يشاركوا في بنائه ويحصّلوا حقوقهم كما الآخرين.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابتان برصاص الاحتلال في قصرة جنوب نابلس

إصابتان برصاص الاحتلال في قصرة جنوب نابلس

نابلس – المركز الفلسطيني للإعلام أصيب مواطنان مساء يوم الاثنين، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال مواجهات اندلعت في قرية قصرة جنوب نابلس. وأفاد...