بعد 20 عاما من الانقطاع.. ربا الغلبان تحقق حلمها الدفين بالتفوق

الوصول للحلم ليس سهلاً ولكنه ليس مستحيلاً أيضاً، يتطلب الكثير من الأمل والسعي، فمن بين ثنايا العزيمة والإصرار حققت حلمها الدفين الذي كان يلاحقها في محطات حياتها، لتثبت للجميع أنه لا بد أن تطارد حلمك حتى ولو كان مستحيلاً.

المتفوقة ربا الغلبان أم خليل (41 عاماً)، استطاعت أن تتفوق في امتحانات الثانوية العامة بمعدل 97.4% في الفرع الشرعي، لتحقق حلماً طالما كان يصاحبها طيلة سنوات زواجها.

فبرفقة نجلها محمد، استطاعت أم خليل التي تعيل ثمانية أطفال من إكمال دراستها بعد انقطاع دام أكثر من 20 عاماً، متحديةً كل الصعاب والألم الذي واجهها كأم ومربية وطالبة.

بدأت أم خليل رحلتها مع الدراسة بعد دخول نجلها محمد مرحلة الثانوية العامة هذا العام، حيث عزمت على إكمال مسيرتها التعليمية برفقة نجلها لتساعده وتشجعه على الدراسة.

تقول الغلبان لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “كنت متفوقة في المدرسة طيلة سنوات حياتي، لكن زواجي في سن الخامسة عشر منعني من إكمال مشواري التعليمي، وعكفت على تربية أطفالي وتعليمهم ليحصلوا على أعلى الدرجات”.

لم تكن تتصور أم خليل يوماً أن تكمل تعليمها وأن تعود لمقاعد الدراسة؛ إلا أن الإصرار والعزيمة والحلم الذي كان دفيناً في داخلها جعلها تواصل مسيرة العلم وتتفوق في دراستها لتحصد أعلى الدرجات.

فرغم ضيق المعيشة وضنك الحياة وتعبها، إلا أنها وبمساعدة زوجها وبعض من رفيقاتها تغلبت على الصعاب ودخلت الثانوية العامة، لتدخل في معترك الصراع مع الواقع الصعب والتحدي على تحقيق الحلم.

مرت الساعات والأيام والأشهر والمتفوقة أم خليل تدرس برفقة نجلها محمد الذي حصل على معدل 53.7%، حامدةً الله عز وجل على هذا الفضل والكرم وهذه النتيجة.

وحول استقبالها لنتيجتها تقول أم خليل: “كنت أصلي الضحى وإذ بنجلي يبلغني النتيجة، فسجدت سجود الشكر لله عز وجل على هذا الكرم وهذا الإنجاز الذي تحقق بعد جهد وعناء كبيرين”.

وتلفت الأربعينية أم خليل أنها كانت تداوم في المدرسة، وتحضر وتقدم الامتحانات، مشيرة إلى أنها كانت تتوقع هذه النتيجة بفضل العزيمة والإصرار الذي كان يرافقها طيلة فترة الدراسة.

وأضافت: “زوجي كان السند الأول والأخير لي، فهو من وقف بجانبي واستطعت الوصول لهذا الحلم بفضل الله عز وجل وبفضل وقفته معي، بالإضافة إلى أخوات صالحات كنَّ بجانبي طيلة هذا المشوار”.

وأشارت إلى أن فكرة الدراسة جاءت بعد دخول نجلها في الثانوية العامة من أجل تشجيعه ومساندته والوقوف بجانبه، لافتة إلى أنها واجهت صعوبات كبيرة حتى وصلت لهذا التفوق.

وذكرت أنها حتى هذه اللحظة، لم تحدد ما إذا كانت ستكمل الجامعة أم ستتوقف إلى هذا الحد، لافتة إلى أنها تترك هذا الأمر إلى تقدير الله عز وجل، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي عانتها.