من وسط القطاع.. متفوقات رغم العدوان والحصار

قفزت أحلام طلاب الثانوية العامة في قطاع غزة عن الحصار والعدوان وجائحة كورونا محققين تميزاً من قلب المعاناة وأزمات القطاع الممتدة.

حصلت مديرية التربية والتعليم وسط القطاع على خمسة أوائل على مستوى محافظات الوطن، توزعوا على مدرسة مريم ابنة عمران في مخيم المغازي، ومدرسة المنفلوطي في مدينة دير البلح، ومدرسة صبرا وشاتيلا في مدينة الزهراء.

وأرجع المتفوقون تميزهم إلى حالة من الإصرار والتحدي في مقاومة واقع غزة المحاصرة التي غابت عن أجندة العالم، ولم تغب معها أحلامهم في رفع اسمها عالياً في كل المحافل.

طبيبة المستقبل
في مخيم المغازي وسط القطاع حصلت الطالبتان “رهف مهدي وسجود النعامي” من مدرسة مريم ابنة عمران الثانوية على ترتيب الأول مكرر على محافظات الوطن.

تقول رهف الحاصلة على الترتيب الأول بمعدل 99.7% في الفرع العلمي: إن العام الدراسي لم يخلُ من صعوبات أهمها عدوان غزة وحصارها وأزمة الكهرباء التي شكلت حالةً من الضغط النفسي على طلاب الثانوية العامة.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أنوي دراسة الطب البشري. تعبت واجتهدت تحت رعاية واهتمام أبي وأمي ومتابعة معلماتي وناظرة المدرسة الذين شكلوا جدار الدعم المعنوي لي حتى تميزت”.

لا يقطع حديث رهف سوى سلامات المهنئين من الأقارب والجيران الذين بدؤوا في التوافد لمنزل والدها لتقديم التهنئة بتفوق ابنته البكر التي رفعت رأس والديها عالياً، كما يقول أقاربها في حجرة الضيافة.

وتؤكد والدة رهف أن الأم لها دور كبير في رعاية طالب الثانوية العامة، داعيةً الأمهات للاهتمام دون توتر في متابعة أحوال الطالب اليومية.

وكما توقّع السيد بسام مهدي؛ فإن ابنته التي شاهدها تصل الليل بالنهار حصلت على الترتيب الأول في الثانوية العامة، وقد أخفى عنها حالةً من التوتر أصابته طوال العام.

يقول الأب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “أستطيع القول إنني فقط ارتحت الآن بعد ظهور النتيجة. سأفي بوعدي وأرعى دراستها للطب حتى تكون طبية العائلة وطبيبة المستقبل”.

لا مستحيل
ويتجمع عدد من أقارب السيد خالد النعامي أمام منزله لاستقبال المهنئين بعد حصول ابنته سجود على الترتيب الأول في الثانوية العامة بنسبة 99.7% الفرع الأدبي من مدرسة مريم ابنة عمران.

توجه سجود نصيحة خبيرة للطالبات المقبلات على الثانوية العامة في السنة المقبلة، مشيرةً إلى أن الطالب لا بد أن يتعامل مع تجربة الثانوية العامة كسنة عادية دون توتر.

وتتابع: “رسالتي هي لا مستحيل مع الاجتهاد، رغم أزمات كورونا والحصار والحرب والكهرباء تجاوزت العام بالاجتهاد. أشكر مدرستي صبرا وشاتيلا ومعلماتها وناظرتها”.

ويصف والد سجود لحظة إعلان النتيجة بلحظة فرح كبيرة جمعته بالأقارب والأصدقاء كافة، وتسللت لمخيمه بأسره الذي عرف بتفوق ابنته.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذه آخر بناتي وقد تفوقت.. ختامه مسك، أدعو كل الآباء لدعم أبنائهم وترك الحرية لهم حتى ينجزوا ما تطلعوا إليه في الدراسة”.

إعلامية واعدة
وأمام البناية التي يقطنها السيد وسام جودة يثبّت عدد من الفنيين شارة البث المباشر من عربة تابعة لإحدى قنوات التلفزة بغزة في مشهد دلّ كل سائل عن موقع شقته السكنية التي أضحت حديث سكان مدينة الزهراء.

تقول آمنة التي تتوسط والديها، والتي حصلت على 99.7% الأولى على محافظات الوطن في الفرع الأدبي: إن تقسيم الدراسة بين التعليم الوجاهي والإلكتروني كان موضع تحدٍّ لها حاولت التكيف معه طوال العام.

وتضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “طموحي دراسة الإعلام الإلكتروني؛ فأنا أحب التصوير والكتابة الصحفية، والداي سبب تميزي فقد شجعاني طوال العام ودعماني بعد شعوري بالضغط النفسي عقب عدوان غزة في مايو الماضي”.

ومن نافذة الثقة بقدرة ابنته على التفوق اقتصر دور وسام جودة على التشجيع والدعم المعنوي لها طوال عام مضى، وأثمر برفع اسم والديها عالياً في فضاء النجاح.

ويضيف لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “بعد التوكل على الله أثمرت حالة الدعم المعنوية مني ومن والدتها لها؛ فهي مجتهدة ومثابرة. على كل أب أن يهتم بابنته ويوفر لها الأجواء المناسبة كي تدرس بهدوء”.

وتستطيع والدة آمنة الآن أن تكشف عن تجربتها مع ابنتها البكر التي تولت ملازمتها طوال العام واعتمدت كما يفيد أهالي جميع المتفوقين بتذليل العقبات وسحب فتيل التوتر والقلق من أجواء المنزل.