تسريبات التعيينات.. غليان بالشارع لتعيينات عظام الرقبة

لا يكاد المجتمع الفلسطيني يغلق ملف فساد مرتبط بالحكومة أو أحد أجسام السلطة حتى يُفتح ملفّ آخر في الوقت الذي أصبح الحديث فيه عن الإصلاح ضربا من الخيال في ذاكرة المواطن الذي بات مصدوما من تزاحم ملفات الفساد.

وفي الوقت الذي أعلن فيه المجلس الثوري لحركة فتح في دورته الأخيرة عن قرارات إصلاحية منها تغيير أكثر من 30 سفير وعدد من المحافظين، ومسؤولي الأجهزة الأمنية صدم الشارع الفلسطيني بتسريبات تشير إلى أن من سيعيّن مكانهم هم من “عظام الرقبة”.

وقارن كثير من النشطاء بين مشهدين في الوقت ذاته؛ مشهد الطفل الشهيد محمد العلامي من بيت أمر الذي ارتقى خلال المواجهات وشهداء حراك بيتا، عادّين أنه قرر أخذ ترقية من نوع مختلف عن الترقية التي منحت للسفراء والمسؤولين الجدد، متسائلين: الوطن لمن؟!

وبحسب ما رشح من تعيينات على سبيل المثال؛ ترقية ابنة عضو مركزية فتح جمال محسين لرتبة سفير، وابن روحي فتوح إلى رتبة سفير ويعين قنصلا عامًّا في اسطنبول، وابنة عضو اللجنة التنفيذية محمود أبو إسماعيل مستشارًا دبلوماسيًّا في دبي، والدكتور كمال الشخرة الناطق باسم وزارة الصحة سفيرا في أوكرانيا، وابنة انتصار أبو عمارة مديرة مكتب أبو مازن بدرجة سفير، وتعيينات أخرى على المستوى ذاته.

وأمام حالة من الغليان خلال الأيام الماضية على خلفية الصدمة خرج عضو المجلس الثوري لحركة فتح أحمد كميل “أبو العوض” عن صمته، وأعلن عن تجميد عضويته في المجلس الثوري؛ احتجاجا على ذلك ليكون الصوت الرسمي الأول الذي يرفض هذه القرارات ويؤكدها في الموقف ذاته من خلال موقفه الاحتجاجي.

وقال كميل، في تصريح صحفي: “لن أكون شاهد زور أمام الشعب الفلسطيني. إن الترقيات التي نشرت والتغييرات لا تنسجم مع القرارات التي اتخذت خلال اجتماعات المجلس الثوري”.

وأما القيادي في فتح محمد الصباغ فقال: “إن هذه الصرخة الغيورة للأخ كميل هي صوت كل الغيورين على فتح ومشروعها الوطني، ونتمنى أن تجد هذه الصرخة صداها لدى إخوتنا في قيادة الحركة فيما يتداول من تدوير وتعيينات جديدة لوزراء وسفراء ومحافظين ومدراء أجهزة أمنية يضع أبناء الفتح في موقف لا يحسدون عليه”.

واستهجنت الإعلامية نائلة خليل التعيينات قائلة: “لا تتفاجؤوا حين تجدون أبناء وبنات أعضاء مركزية فتح وتنفيذية المنظمة وزوجات كبار المسؤولين أصبحوا سفراء”.