الأحد 04/مايو/2025

مختص تقني: مواقع التواصل زادت شراستها في محاربة المحتوى الفلسطيني

مختص تقني: مواقع التواصل زادت شراستها في محاربة المحتوى الفلسطيني

أكد مختص تقني وخبير في تكنولوجيا المعلومات، أن شبكات التواصل الاجتماعي زادت شراستها في محاربة المحتوى الفلسطيني، بادعاء الانتهاك ومخالفة المعايير.  

وقال المختص سمير النفار، إن محاربة المحتوى الفلسطيني يزداد سوءًا عاماً بعد عام، مشيراً إلى أنه في عام 2020 رصد المركز الشبابي الإعلامي أكثر من 1120 انتهاكاً، فيما بلغت 900 انتهاك في النصف الأول من عام 2021.  

وأضاف النفار في حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام“: “العام الماضي لم يكن أحسن حالاً من العام السابق، وهذه الانتهاكات ازدادت في فترة العدوان على غزة، وفي فترة مسيرات الأعلام وما تبعها من أحداث في المسجد الأقصى المبارك، وازدادت وتيرة الانتهاكات من منصات التواصل الاجتماعي”.  

وتابع: “تطورت هذه الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني ازدادت شراستها، وشملت تقييد وصول الصفحات النشطاء والوكالات ووسائل الإعلام الكبيرة، وتقييد بعض الميزات التقنية لبعض النشطاء والصفحات وصولاً لحذف بعض الصفحات، مثل وكالة شهاب التي يبلغ جمهورها 7.5 مليون متابع، وتم التضييق على شبكة قدس الإخبارية بإضعاف الوصول؛ مما اضطر وقف النشر في صفحتهم الرئيسية، وحذف تطبيقات تقنية منها (بال فلتر)”.  

هجمة مبرمجة  

وقال النفار، والذي يعمل في المركز الشبابي الإعلامي: “لم تأتِ هذه الهجمة من فراغ، وهي جاءت بطلبات من الاحتلال الإسرائيلي، حيث بلغت طلبات الاحتلال لشبكات التواصل الاجتماعي العام الماضي 1200 طلب إسرائيلي، تجاوبت الشبكات الاجتماعية مع أكثر من 81% منها”.  

وأضاف: “فيسبوك تتجاوب مع طلبات الاحتلال، وهو حذف غير مبرر، وهو تساوق وتماهٍ، وهناك تواصل دائم بين فيسبوك والاحتلال، ويوجد مكتب إقليمي، وهناك جلسات معلنة بين فيسبوك والاحتلال لتدارس كيفية تقييد المحتوى الفلسطيني بدعوى أنه إرهابي ومعادٍ للسامية”.  

وتابع: “الشعب الفلسطيني ووسائل إعلامه ونشطائه يقومون بدورهم الطبيعي والتعبير عن حقوقهم المشروعة، ومن حقه أن يقاوم وفقاً للشرائع الدولية”.  

حظر تطبيق بال فلتر  
وحول تطبيق فلتر، المنتج والمطور فلسطينيًّا، أوضح النفار، أن التطبيق انطلق من فكرة مساعدة النشطاء ووسائل الإعلام على تجاوز مشكلة الحظر على منصات التواصل الاجتماعي، من خلال العمل على فلترة النص المنشور.  

وقال: “التطبيق أنتج للهواتف الذكية، وإضافة لمتصفحات قوقل كروم وفيرفوكس، لتجاوز حذف المحتوى الفلسطيني، وتعمل من خلال وضع المستخدم النص، والأداة تعمل على تحديد الكلمات التي تعد مخالفة لمعايير النشر في منصات التواصل الاجتماعي”.  

وأوضح أنه يوجد في أسفل الأداة أيقونة لعمل الفلترة واستبدال هذه الكلمات بتشفير مباشر، لتصبح موائمة للنشر على مواقع التواصل الاجتماعي بإضافة بعض الرموز وأحرف من لغات أخرى على أن تكون مفهومة للجمهور وغير مكشوفة للذكاء الاصطناعي في منصات التواصل الاجتماعي، للعمل على تقليل إمكانية حظر هذا المنشور.  

وأفاد المختص التقني، أن التغذية الراجعة للأداة أكدت بأنها تعمل بكفاءة عالية جدًّا، واستطاعت تجاوز الحظر.  

وقال: “من أمثلة الكلمات التي كانت متاحة سابقاً: “حد السيف، ثم بعد عملية المقاومة في القطاع أصبحت محظورة”.  

تطورات حظر التطبيق  
وكشف النفار، آخر المستجدات التي طرأت على حظر التطبيق، بأن التطبيق ازداد رواجه خلال فترة مسيرة الأعلام والعدوان الأخير على غزة، ولمع التطبيق لمعانا كبيرا.  

وقال: “لاحظنا ازدياد مضطرد في أعداد التطبيق، وبلغت أكثر من 3 آلاف مستخدم نشط في نفس اللحظة، وازدادت عمليات التنزيل على متجر التطبيقات، وأصبحت أكثر من 3 آلاف، والتقييم 5 نجوم، والتعليقات المراجعة كانت ممتازة إلى حد كبير”.  

وأوضح أن شركة قوقل عندما لمع نجم التطبيق حظرته من متجري قوقل بلاي، وقوقل كروم، وعندما راجعنا المبرمجين والمطورين للأداة، وصلنا أمس الرد النهائي للشركة برفض وجود هذه الأداة على متاجرها لأسباب غير معلومة.  

وذكر أن الفريق البرمجي للتطبيق، يعمل على تجاوز هذا الحذف، مشيراً إلى أن فرق التصيد قد أبلغت بالفعل على هذا التطبيق كونها تساعد نشطاء فلسطين في النشر على هذه المنصات، فيما أوعزت فرق تقنية إسرائيلية لقوقل لحظر هذا التطبيق بعد تقديم بلاغات ضده.  

وأكد النفار، أن الفريق البرمجي سيحاول إعادة نشر التطبيق بصورة جديدة لتعم الفائدة للجميع.  

الصوت الفلسطيني هو الأقوى  
وأكد النفار، أن الصوت الفلسطيني والرسالة ستبقى هي الأقوى في مواجهة الاحتلال، ومعاونيه، ومن الشركات التي تتعاون مع الاحتلال.  

وقالأ: “شعبنا يخرج كالعنقاء والجمر من تحت الرماد، ولا ترهبه أي أدوات للبطش، ونحن لا نبالغ أن هذه المحاولات هدفها اجتثاث الرواية الفلسطينية من المواقع كافة”.  

وأضاف: “هذه الأحداث تزيد العناد للشعب الفلسطيني، ولا يمكن أن يسكت عن حقه، وأعتقد أن هذه المحاولات لن تثني الصوت الفلسطيني ليصمت، والصوت الفلسطيني سيبقى ينغص مطوري ومالكي منصات التواصل الاجتماعي”.  

ودعا الخبير التقني، النشطاء ووسائل الإعلام، إلى موائمة محتواها الصحفي مع معايير النشر مع المحافظة على ثوابت القضية الفلسطينية، قائلاً: “لن تموت القضية الفلسطينية ما دمنا قادرين على طرق جدران الخزان”.  

وقال: “القضية الفلسطينية ليست ترند وينتهي، بل نعمل لأجل قضية نؤمن بها، ولن نتوقف عن الدفاع عن القضية والعمل من أجل حقنا الخالص، وما يجري، هذا كله من أجل التضييق على الرأي والحقوق وتقرير المصير للشعوب، ومنصات التواصل تحاول إنهاء الصوت الفلسطيني”.  

دعوات لكسر الصمت  
وتوجه النفار بدعوة ورسالة للجهات المختصة كافة، وفي مقدمتها السلطة الفلسطينية، إلى كسر موجة المحاربة للمحتوى الفلسطيني، وعلى ضرورة أن تمارس دورها في الجلوس مع هذه المنصات وكسر حدة هذه الموجة.  

وأكد على عدم التراجع عن بث المحتوى الفلسطيني، واصفاً ذلك بالجريمة.  

وقال: “كلنا نرفض غياب الصوت الفلسطيني، وهذه جريمة، ويجب أن نحارب بكل ما أوتينا من قوة حتى تبقى الرسالة الفلسطينية والصوت الفلسطيني غير مغيَّبةٍ مهما حاولوا”. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات