بيتا.. أيقونة للمقاومة الشعبية تنتفض ضد بؤرة أفيتار الاستيطانية

تحولت بلدة بيتا جنوب نابلس إلى أيقونة للمقاومة الشعبية في فلسطين، فاتحدت مع روح انتفاضة القدس نهاراً وأنشطة غزة للإرباك ليلاً، لتعزز بثوارها وأبطالها وحدة الشعب الفلسطيني خلف خيار المقاومة بكل أنواعها.

 فبعد إقامة البؤرة الاستيطانية على جبل صبيح بمساندة قوات الاحتلال، انتفض أهالي بيتا دفاعاً عن أرضهم ومستقبلهم ومصيرهم باعتماد خيار المقاومة الشعبية على مدار الساعة.

 وأكد الشيخ عبد الغني دويكات، والد الشهيد إسلام، أن المقاومة الشعبية لم تهدأ منذ اليوم الأول لوضع البؤرة الاستيطانية المعروفة باسم أفيتار في جبل صبيح، لافتا الى أنها تتطور أكثر بسبب إصرار الاحتلال والمستوطنون على المكوث في هذه البؤرة.

وأضاف دويكات أن الاحتلال يحاول إبعاد الشباب عن البؤرة، ويفشل في كل مرة، موضحا أن الثوار تمكنوا من الوصول للبؤرة، وأنزلوا علم الاحتلال دون خوف أو تراجع، ما يعني إصرارهم على إزالة البؤرة ليس فقط بمستوطنيها بل بمبانيها وكرفاناتها.

الخيار الوحيد
وأكد دويكات أن المواطنين لن يسمحوا بسيطرة الاحتلال على هذه البؤرة؛ لأنه لا خيار بديل عن المواجهة والمقاومة حتى تطهير الجبل من الاستيطان.

 ووجه دويكات رسالة لأهالي بيتا بضرورة السير على العهد لدماء الشهداء، موحدين بكل شرائح المجتمع فصائليا وعائليا في مواجهة الاحتلال، مؤكدا أن أحد أهم أسباب نجاح تجربة المقاومة في بيتا، هو تذويب الفصائلية والعائلية، فبات الجميع يشارك في التصدي لقوات الاحتلال.

ويعزو دويكات هذا الإصرار بسبب ما يراه من عمليات تخريب المستوطنين لأراضي المواطنين، لافتا إلى أن المستوطنين اعتدوا على مصنع للحجر في حوارة، وحرقوا لوحات كهربائية بتكلفة 950 ألف شيكل، وبالتالي لن يسمح الشباب بسيطرة المستوطنين على أكثر المناطق الممتلئة بمصانع الحجر والطوب والتي تعد مصدر رزق لهم. 

وعدّ أن وجود المستوطنين في هذه المناطق يشكل خطراً كبيراً على مستقبل بيتا، فمنذ 3-4 أشهر لم يصل المزارعون إلى أراضيهم.

وبيّن دويكات أن غالبية الشهداء الذين ارتقوا على جبل صبيح ليسوا أصحاب أرض في بيتا بل متطوعين، ومن شرائح المجتمع كافة من أساتذة جامعات وأطباء وذوي الاحتياجات الخاصة والمرضى وعمال، كلهم يشاركون في الدفاع عن الجبل.

ودعا لتعميم النفس الوطني الذي يتمتع به أهالي بيتا على باقي قرى ومدن الضفة المهددة بالاستيطان.

وطالب دويكات الجهات الرسمية، بضرورة أن تأخذ الأمر على محمل الجد، لأن بيتا أفرزت مقاومة فريدة من نوعها، مناشدا كل مؤسسات السلطة الرسمية والحقوقية بضرورة الوقوف على مطالب أهالي بيتا ومساندتهم.

كما طالب بتوفير مشفى للطوارئ، قائلا: “الجريح الذي يخرج من بيتا إلى مشفى رفيديا يستغرق الوقت الكثير الذي من الممكن أن يؤثر على وضعه الصحي، خاصة في ظل أزمة حوارة ونابلس، وهذا المشفى لن يخدم بلدة بيتا وحدها؛ بل حوالي 25 بلدة في محيط جنوب وشرق نابلس”.

نموذج ناجح
بدوره، وجّه القيادي في حركة حماس فازع صوافطة التحية لأهل بيتا وكل مناطق المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأكد صوافطة أن نموذج بيتا يمثل النموذج الناجح في المقاومة الشعبية الذي أثبت حضوره ويجب تعميمه، موضحا أن المقاومة قادرة على وقف مخططات الاحتلال الرامية لتهويد الأرض والاستيلاء عليها.

وقال: “نشعر بكل فخر بهذه الإرادة الفلسطينية الحاضرة في بيتا وجبل صبيح، وبالروح الوطنية العالية في مواجهة الاحتلال التي بدأت تنتقل من بيتا إلى مناطق أخرى”.

ولفت صوافطة إلى أن الضفة الغربية تتعرض لهجمة استيطانية كبيرة من الاحتلال، وتغوّل واضح من المستوطنين، مشددا على أن هذا التغول لا يمكن كبح جماحه إلا من خلال المقاومة بكل أشكالها. 

وأضاف أن المقاومة الشعبية بأدواتها البسيطة، والأساليب المختلفة من الإرباك الليلي، والإرادة الحقيقة في المواجهة التي ينتهجها أهالي بيتا، قادرة على وقف التمدد الاستيطاني في بلدات وقرى الضفة وإفشال مخططات الاحتلال.

وحذر من أن الاحتلال يصر على استهداف الأرض والسيطرة على المواقع الاستراتيجية لخلق حالة من التواصل بين المستوطنات وتوسيعها، لافتا أنه ليس أمام الفلسطينيين سوى خيار المقاومة لوقف التمدد الاستيطاني في مناطق الضفة.