الجمعة 09/مايو/2025

سيف القدس وصناعة الوعي الوطني

إياد القرا

المعركة التي حاول الاحتلال الانتصار فيها دومًا هي تغيير الوعي الفلسطيني والعربي والدولي، بأن كيان الاحتلال يمثل جسمًا طبيعيًّا في المنطقة ويمكن التعايش معه.

وساعدهم في ذلك الأنظمة العربية ومنظمة التحرير، بل تعاونت معه في ذلك تحت عناوين عدة، إضافة إلى صناعة وعي في أذهان الشعوب والأجيال العربية بأن جيش الاحتلال لا يقهر.

“سيف القدس” قلبت الموازين وأحدثت الصدمة المطلوبة، والتحول الفعلي نحو إعادة إحياء الروح الوطنية لدى تلك الأجيال التي نشأت في ظل المفاهيم الخاطئة، بل إن هذه الأجيال قادت هذا التحول، وأرسلت قواعد جديدة، بأن هذا الجيل قادر على صناعة النصر، بل التجهيز والإعداد له.

الجيل الحالي هو من خطط الهجمات على مدن الاحتلال وجهزها ونفذها، وأدخله في حالة غير مسبوقة من الخوف والقلق، بل السؤال المرعب لهم، هو سؤال أين الأمان؟ وشعورهم بالقلق على المستقبل.

الجيل الذي أراد البعض أن يحاصره ويغيبه، قاد هذا التحول الذي عبرت عنه أم إياد زوجة منتصر شلبي، منفذ عملية زعترة البطولية، بدعمها للمقاومة، على الرغم من هدم منزلها واعتقال زوجها، وهو الدافع ذاته الذي خرج من أجله طلاب جامعة بيرزيت لنصرة عائلة شلبي، وقد اعتقلهم الاحتلال.

هذا الجيل هو من قاد التصدي للاحتلال في الشيخ جراح، وجيل منى الكرد الذي أحدث التحول في دعم القضية الفلسطينية وفضح ممارسات الاحتلال.

صناعة الوعي الذي تقوده الأجيال يشمل أكبر خطر على الاحتلال، وفشل مشاريع الاندماج في المنطقة، وأن المطبعين والمهرولين للاحتلال لم ينالوا خيرًا من ذلك، بل هم فئة منبوذة مكروهة في مجتمعاتها، وهو ما شاهده الجيل في ارتماء نظام الإمارات في حضن الاحتلال.

صناعة الوعي تكتمل بوعي الأجيال ومحو ما علق بها من مفاهيم خاطئة، ونجاحنا في صناعة الوعي بالقضايا الوطنية والدفاع عنها، هو أخطر ما يواجه كيان الاحتلال، بل يهدد وجوده، ويدرك الاحتلال خطر ذلك.

فلسطين أون لاين

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

شهيدان باستهداف الاحتلال في نابلس

نابلس - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد مقاومان بعد خوضه اشتباكاً مسلحاً - مساء الجمعة- مع قوات الاحتلال الصهيوني التي حاصرته في منزل بمنطقة عين...