حماس: عدم إفراج الاحتلال عن جرار يؤكد عنصريته

قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع: إن رفض الاحتلال الإفراج عن عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية خالدة جرار لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على ابنتها والمشاركة في تشييعها تأكيد لعنصرية الاحتلال وتجرده من المعايير الإنسانية في التعامل مع الأسرى.

ودعا القانوع، في تصريح صحفي، المؤسسات الحقوقية والإنسانية إلى ممارسة مزيد من الضغط على الاحتلال لإنهاء اعتقال الأسيرات في سجون الاحتلال، وتحديداً الأسيرة المناضلة خالدة جرار التي صادر أبسط حقوقها الإنسانية في وداع وتشييع ابنتها.

وشُيّع جثمان الشابة سهى جرار، عصر الثلاثاء، إلى مقبرة رام الله الجديدة، بعد أداء صلاة الجنازة عليها في مسجد العين بمدينة البيرة، بمشاركة رسمية وشعبية، وقيادات من مختلف الفصائل الفلسطينية، دون أن  تتمكن والدتها الأسيرة خالدة جرار من وداعها وتقبيل جبينها.

وشاركت جماهير غفيرة في تشييع جثمان “سهى”، ابنة عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الأسيرة النائب خالدة جرار، بعد رفض سلطات الاحتلال الإسرائيلي طلبا بالإفراج عنها، لتتمكن من إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان ابنتها.

كما رفض الاحتلال مقترحًا بإدخال جثمان الشابة “سهى” إلى سجن الدامون، حيث ترسف والدتها الأسيرة خالدة جرار؛ ليحول الاحتلال دون تقبيل الأم ابنتها المتوفاة، قبلةَ الوداع.

وبثّ تلفزيون فلسطين، مراسم جنازة الراحلة “سهى” استثنائيًّا؛ حتى تتمكن الأسيرة جرار من متابعتها.

شامخة وصابرة رغم الوجع والاشتياق

وأعربت “جرار”، في كلمة ألقتها شقيقتها سلام نيابة عنها، عن “عميق حزنها وألمها على رحيل ابنتها، ولعجزها عن المشاركة في الجنازة، وتقبيل جبين سهى بسبب اعتقالها في سجون الاحتلال الإسرائيلي”.

وقالت جرار، في الكلمة التي نقلت إلى خارج السجن عبر محاميها: “أنا موجوعة لأني مشتاقة لضم سهى، ومن قوة هذا الوجع عانقت سماء الوطن، من خلال نافذة زنزانتي في قلعة الدامون في حيفا، أنا أم شامخة وصابرة رغم القيد والسجان، ولكني أيضاً موجوعة من الاشتياق. لا يحصل كل هذا إلا في فلسطين، فقد أردت أن أودع ابنتي بقبلة على جبينها وأقول لها: أحبك بحجم حبي لفلسطين. ولكن اعذريني يا ابنتي لأنني لم أكن في عرسك هذا”.

وأكدت جرار أنها “ستبقى قوية بقوة جبال فلسطين رغم ألم الفراق، وأن إكليل الورود الذي أرسلته ليوضع على ضريح ابنتها سهى، سيشكل قبلة تطبعها على جبين الراحلة رغماً عن سجاني الدامون”.

والراحلة “سهى”، ناشطة في مجال مقاطعة الاحتلال ومشاريعه وبضائعه، كما أنها مثلت فلسطين في العديد من المحافل والمؤتمرات الدولية.

واستهجن ناشطون عدم تجاوب الاحتلال الإسرائيلي مع كل المساعي والجهود التي بذلت للإفراج عن الأسيرة خالدة جرار، وإصراره على حرمانها من المشاركة في تشييع ابنتها وتقبيلها للمرة الأخيرة.