السبت 03/مايو/2025

حمصة من جديد.. هدم متكرر وعين الاحتلال على سهل البقيعة

حمصة من جديد.. هدم متكرر وعين الاحتلال على سهل البقيعة

لم يهدأ أهالي حمصة الفوقا قليلا حتى باغتتهم آليات الاحتلال العسكرية وجرافاته لتنفذ مجزرة هدم جديدة طالت جميع المضارب البدوية، وطردت جميع القاطنين فيها مهددة إياهم في حال العودة مرة أخرى لبناء منازلهم.

تعد هذه المرة السادسة التي تهدم فيها حمصة، حيث طالت 12 خيمة سكنية، و3 خيام للأغنام، و4 حظائر ماشية.

يقول المواطن ياسر أبو كباش لمراسلنا: لم يكتفوا بالهدم، بل صادروا كل ما هدم من بقايا بركسات وخيام حتى لا يستفيد منها الأهالي في إعادة بناء مضاربهم، حيث وجد الجميع أنفسهم في العراء بلا مأوى.



يشير أبو كباش إلى أنَّ ضابط الاحتلال حذرهم بأنهم سيتلقون عقوبات قاسية هذه المرة في حال إعادة البناء والمكوث في المنطقة.

لا يُعدُّ سلوك الاحتلال غريبًا، وإصراره على هدم حمصة مستهجنا، إذا ما عرفنا مخطط الاحتلال وما يعنيه تفريغ حمصة بالنسبة للمستوطنين، وفق أبو كباش.

كان المشهد في حمصة وفق أبو كباش، هذه المرة مختلفا، إذ اشتم منه الانتقام الأشد، والتعامل بمنتهى الوقاحة، إذ تعمد الاحتلال إزالة ما هدمه ونقله بشاحنات قبل قدوم المتضامنين، وحين سئل الجنود المتواجدون ماذا فعلتم، قالوا لا شيء، لا يوجد شيء هنا.

يصف الباحث الحقوقي في الأغوار عارف دراغمة، ما شاهده لدى دخوله حمصة بعد الهدم الأخير: “كان يوما داميا في خربة حمصة الفوقا، كنت الشاهد الوحيد على الحدث مع السكان عندما استطعت أن أدخل الساعة الثامنة صباحا عبر الجبال لأكثر من 10 كم، حاصر الاحتلال المنطقة، وأغلق كل مناحي الحياة، وشرعت 3 جرافات يصاحبها رتل من الشاحنات وأعداد كبيرة من الجيش بمعركة الهدم، ساعات طوال مرت ونحن ننتظر ذوي القربى علهم يسعفون المكان، ويوفرون لعائلات شردت في المكان ما يسد ظمأها، لكن دون جدوى، والكل يردد،  السفراء على الطريق، والمنطقة محاصرة،  لكننا كفلسطينيين نعرف جيدا كيف نصل، فالطرق عديدة، لكن لا بصيص أمل قادم من الغرب والشرق”.



وأضاف، “من يسكن في المنطقة، والمنكوبون، أناس شرفاء كرماء التصقوا بالأرض لحمايتها رغم أنها ليست مملوكه لهم، لكنهم يعرفون أن التراب الفلسطيني والدم الفلسطيني واحد، وعلى كل فلسطيني أن يدافع عنهم”.

 ويؤكد أن السلطة والحكومة مقصرتان في تعاملهم
مع ملف الأغوار عموما، ومع ملف حمصة، حيث لا يتم اتباع الاستراتيجيات المطلوبة من أجل تعزيز الصمود، متسائلا: لماذا لا تأخذ كل مؤسسة ووزارة فلسطينية دورها الحقيقي الذي وجدت من أجله للقيام بدعم صمود السكان في خربة حمصة، مؤكدا أن المطلوب ليس خبزا ومياه معدنية، المطلوب الرقي لصمود المواطن في حمصة الذي يحمي الأرض.

وشدد لمراسلنا أن الاحتلال يستخدم كل الوسائل العدوانية لتهجير سكان حمصة، من تجفيف الإنسان،  وحرمان المواشي من مياهها، إلى اقتلاع كل شيء، حيث تلقى السكان في حمصة ضربات موجعة من الاحتلال ومؤسساته، وخذلانا من ذوي القربى.



ولا يعدّ التركيز على حمصة بهذا الشكل سوى جزء من مخطط أكبر للاستيلاء على سهل البقيعة في الأغوار ضمن مخطط الضم.

يقول معتز بشارات، مسئول ملف الأغوار في محافظة طوباس، لمراسلنا: تقع حمصة الفوقا في قلب سهل البقيعة الممتد على 60 ألف دونم، من أخصب أراضي فلسطين الزراعية، ويشمل المثلث، قرى المالح، والفارسية، ثم عين البيضا شمالا، ويعود جنوبا إلى قرى مرج نعجة، ومرج غزال، ثم إلى الجفتلك وفروش بيت دجن، وجميعها مناطق مهددة.

وأضاف: “إذا تم إخلاء حمصة الفوقا وكذلك تنفيذ التهديد بإخلاء خربتي مكحول والحديدية القريبتين، سيفرغ هذا المثلث، الذي تبلغ مساحته 200 ألف دونم، من الوجود الفلسطيني كاملا، بما فيه سهل البقيعة أهم سهول فلسطين في الضفة الغربية، وهو مطمع للمستوطنات الزراعية التي تخطط للسيطرة على كامل موارده.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...