السبت 10/مايو/2025

الدبيبة يؤكد خطة شاملة لإخراج جميع المرتزقة من ليبيا

الدبيبة يؤكد خطة شاملة لإخراج جميع المرتزقة من ليبيا

قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة: إن هناك حاجة ملحة لإخراج جميع المرتزقة الأجانب من البلاد، في إطار خطة شاملة، وذلك عقب محادثات أجراها مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالعاصمة الألمانية بعد ساعات من اختتام “مؤتمر برلين-2” الذي بحث الأزمة الليبية.

ورحب الدبيبة بما سماها المشاركة البناءة من الولايات المتحدة، وأوضح أن جهود حكومته تركز على إعداد البلاد للانتخابات في ديسمبر/كانون الأول المقبل، وإعادة توحيد المؤسسات وتوفير الخدمات الأساسية.

وأضاف رئيس الحكومة أنه -من خلال التعاون مع واشنطن فيما يتعلق بمغادرة المرتزقة الأجانب- يمكن لليبيا أن تبدأ مرحلة جديدة، حسب قوله.

واختتم مؤتمر برلين بشأن ليبيا أعماله -أمس الأربعاء- دون الكشف عن أي تقدم بملف سحب القوات الأجنبية والمرتزقة، الذي هيمن على أعمال المؤتمر. وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس: إن انسحاب هذه القوات لا بد أن يتحقق تدريجيا، وإنه يعتقد أن هناك تفاهمًا بين تركيا وروسيا على سحب تدريجي للحفاظ على التوازن.

وبحسب تقديرات الأمم المتحدة؛ فقد تمركز نحو 20 ألف مرتزق أجنبي في ليبيا منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، ولم يتغير الرقم كثيرًا، كما أن شحنات الأسلحة إلى أطراف الصراع لم تتوقف.

في سياق متصل، قال سيرغي فيرشينين -نائب وزير الخارجية الروسي-: إن خروج ما سماه العناصر والقوات المسلحة من ليبيا يجب أن يتم بشكل مدروس؛ حتى لا يتأثر ميزان القوى الذي نشأ هناك.

وأضاف فيرشينين أن بلاده نجحت في ضمان الاستقرار في ليبيا، وأنه لا يجب انتهاك هذا الاستقرار بأي حال من الأحول، وحتى من خلال اتخاذ خطوات تتعلق بالوجود المسلح في ليبيا على حد تعبيره.

إشادة أممية
من جانبه جدّد المبعوث الأممي إلى ليبيا يان كوبيش تأكيد دعوة الأمين العام أنطونيو غوتيريش لوضع حد لجميع التدخلات الخارجية في ليبيا، وانسحاب كل القوات الأجنبية والمرتزقة.

وشدد كوبيش على أهمية دعوة غوتيريش للاتفاق على خطة شاملة ذات جداول زمنية، مؤكدًا استعداد البعثة الأممية لتقديم الدعم اللازم.

كما رحّب بنتائج مؤتمر برلين-2 والمشاركة الليبية فيه، وأشاد بالجهود الجماعية للدول والمنظمات الرامية لمساعدة الليبيين، ووصف مؤتمر برلين بأنه يمثل فرصة مهمة لتجديد التزام المجتمع الدولي بسيادة ليبيا وسلامة أراضيها.

اتفاق مبدئي
وفي سياق متصل، قال مسؤول رفيع بالخارجية الأميركية -في إحاطة صحفية عبر الهاتف-: إن المؤتمرين باجتماع برلين اتفقوا على ضرورة أن تبدأ عملية مغادرة المقاتلين الأجانب من ليبيا الآن.

وقال المسؤول الأميركي: إن بلاده تحدثت مع الأتراك والروس بشأن مغادرة المقاتلين الأجانب، وإن هناك اتفاقا مبدئيا على بحث مغادرة 300 مقاتل سوري (كان تم تجنيدهم للقتال في ليبيا) من كل جانب.

وأضاف أنه تم الحديث عن تقديم دعم دبلوماسي أميركي لعملية مغادرة المقاتلين الأجانب هذا البلد، كما قال: إن جميع الأطراف الأجنبية في ليبيا باتت تدرك أن محاولات تحقيق أهدافها بالوسائل العسكرية لن تنجح.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن أولئك الذين دعموا اللواء المتقاعد خليفة حفتر فشلوا -دون أن يسميهم-، وأنهم جميعا ملتزمون الآن بعملية سياسية.

ورقة تصفية الحسابات
من جانب آخر، قال مندوب ليبيا لدى الأمم المتحدة طاهر السني: إن أزمة بلاده باتت ورقة تتلاعب بها الأطراف الدولية لتصفية حسابات أخرى.

جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على تويتر، اليوم، غداة انعقاد مؤتمر برلين-2 الدولي حول ليبيا بالعاصمة الألمانية.

وأضاف السني أن التوافق الدولي حول أزمة ليبيا مهم، بعد توالي التدخلات منذ عام 2011، والتي يشارك فيها نفس اللاعبين بأشكال مختلفة.

والأربعاء، عقد مؤتمر برلين-2 حول ليبيا بمشاركة 15 دولة، إضافة إلى 4 منظمات إقليمية ودولية.

ودعا رئيس الحكومة الليبية، خلال المؤتمر، المجتمع الدولي لمساعدة بلاده على إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بموعدها المحدد في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ويعاني هذا البلد الغني بالنفط، لسنوات، صراعا مسلحا. فبدعم من دول عربية وغربية ومرتزقة ومقاتلين أجانب، قاتلت قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر حكومة الوفاق الوطني السابقة المعترف بها دوليًّا.

وشهدت ليبيا، منذ أشهر، انفراجًا سياسيًّا؛ ففي 16 مارس/آذار الماضي، تسلمت سلطة انتقالية منتخبة، تضم حكومة وحدة ومجلسا رئاسيا، مهامها لقيادة البلاد إلى الانتخابات.

لكن حفتر لا يزال يعمل بمعزل عن الحكومة الشرعية، ويقود قوات تسيطر على أجزاء من البلاد، ويطلق على نفسه لقب “القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية”.

المصدر: الجزيرة + وكالات

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات