الخميس 08/مايو/2025

مختصون: الإعلام الفلسطيني سطّر تغطيته للعدوان بحروف من ذهب

مختصون: الإعلام الفلسطيني سطّر تغطيته للعدوان بحروف من ذهب

أكد إعلاميون وأكاديميون فلسطينيون، أن الإعلام الفلسطيني سطر تغطيته للعدوان على قطاع غزة، بحروف من ذهب؛ حيث لعب دوراً مهماً في فضح الاحتلال وتعريته أمام العالم، واستطاع نقل جرائمه على الهواء مباشرة عبر وسائل الإعلام المحلية والدولية المختلفة.

جاء ذلك خلال ندوة إعلامية نظمتها كلية الإعلام بجامعة “الأقصى” بغزة، اليوم الاثنين، بعنوان “الإعلام والعدوان على غزة 2021″، شارك فيها إعلاميون وأكاديميون بحضور حشد من الطلبة والضيوف.

وناقشت الندوة ما خلفه العدوان الإسرائيلي من مآسٍ وويلات انعكست على جميع شرائح الشعب الفلسطيني بما في ذلك الصحفيون الذين سقط العديد منهم ضحايا وجرحى.

وتطرقت الندوة إلى الدور الحيوي الذي لعبه الإعلام في هذا العدوان، والذي شكل لحظة فارقة في تاريخ الحروب العربية- الإسرائيلية منذ منتصف القرن الماضي، حيث قدّم الإعلام الفلسطيني أداءً مميزًا فاجأ الإسرائيليين.

وشدد المشاركون في الندوة على أن المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة شكل نموذجاً شعبياً في الصمود؛ حيث أسند المقاومة وحماها في وجه ما تملكه دولة الاحتلال الإسرائيلي من قوة تدميرية هائلة، والتي حاولت أن تُخفي إخفاقها في التقدير والأداء وراء قتل المدنيين وتدمير المباني والبنى التحتية في غزة.

انتصار الخبر الفلسطيني

وعبّر عميد كلية الإعلام بجامعة “الأقصى” أحمد مغاري، عن سعادته بوجود هذه الكوكبة من الصحفيين من خريجي كلية الإعلام في مواقع عمل متقدمة ومشهود لهم بالخبرة والمهنية في هذه الندوة، مؤكداً استمرار الفعاليات والنشاطات الإعلامية والتدريبية لصقل وتطوير قدرات طلاب الإعلام في المجالات كافة.

وذكر أن الإعلام لا قاعة دراسية له، مؤكداً أن العملية التعليمية في المجال الإعلامي تكتمل من خلال اكتساب المهارات والخبرات التي يسعى لها الطالب دوماً في تطويرها للحصول على فرصة في سوق العمل.

وشدد مغاري على أهمية الإدراك المُسبق والمعرفة الجيدة بالحقوق والواجبات الصحفية والقوانين التي تُنظم العمل الإعلامي، مضيفا أن هذه الندوة “تأتى بعد العدوان الإسرائيلي الغاشم على شعبنا الفلسطيني ومحاولاته لطمس الحقيقة من خلال تدمير المؤسسات الإعلامية إلا أن الصورة والخبر الفلسطيني تصدرت صفحات الصحف ووسائل الإعلام الدولية بفعل الدور الذى قام به فرسان الإعلام الفلسطيني”.

مواجهة الحرب النفسية 

من جهته، أكد رئيس قسم العلاقات العامة في كلية الإعلام بجامعة الأقصى أحمد إبراهيم حماد، أهمية نقل الرسالة الحقيقية للعالم، وهو ما جرى فعلياً في القطاع خلال العدوان الإسرائيلي الهمجي على القطاع لـ 11 يوماً، حيث وقف الإعلام الفلسطيني بنقل كل ما يجرى من جرائم احتلالية لحظة بلحظة.

وأثنى حماد بالتحية على جميع الطواقم الإعلامية التي تعرضت حياتها للخطر من أجل نقل الحقيقة بالخبر والصورة.

كما تحدث عن الدور المهم لوسائل الإعلام في العدوان الإسرائيلي الأخير، وبين أن الإعلام الفلسطيني لعب دوراً مهماً خلال الحرب على القطاع في نقل أخبار وحقائق المجازر الصهيونية، وكشف زيف الأخلاقيات الإنسانية التي يدعيها الاحتلال، وأظهر ملامح صمود وصبر الشعب الفلسطيني، في مواجهة الحرب النفسية الصهيونية.

وأشار حماد إلى أهمية الإعلام الجديد، وفى القلب منه وسائل التواصل الاجتماعي، في كسب التضامن الدولي مع شعبنا الفلسطيني، وفضح الجرائم الإسرائيلية بحق المواطنين العزل في محافظات قطاع غزة.

الحشد القانوني

في حين أكد المحامي جميل سرحان، نائب المدير العام الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان بقطاع غزة، أن المطلوب الآن حشد الهمة والأدوات القانونية للرد على العدوان الإسرائيلي والوصول إلى العدالة وتفعيل المسار القانوني؛ لفضح انتهاكات الاحتلال جنبًا إلى جنب مع جميع مسارات العمل النضالي الفلسطيني، وهو بحاجة لسعي جميع الضحايا للوصول إلى فعل وآليات عمل مشتركة، موضحًا قواعد التمييز والتناسب خلال العدوان، والتكييف القانوني لتلك الانتهاكات التي ارتكبت خلاله، مشيرًا إلى ضرورة تشكيل لجنة ضغط من الضحايا الصحافيين وأصحاب المؤسسات الإعلامية والاستفادة من خبرات المؤسسات الحقوقية الفلسطينية التي تعمل باحتراف في إعداد ملفات قانونية متكاملة تختص بالانتهاكات التي تعرض لها الصحافيون.

وأشار سرحان إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانها الأخير على غزة في أيار/ مايو 2021 ارتكبت عشرات الانتهاكات للحريات الإعلامية، واستهدفت الصحفيين، ما أدى لاستشهاد الصحفي يوسف أبو حسين، وتدمير مؤسسات إعلامية ما بين أضرار كلية وجزئية.

وشدد سرحان على أن الاعتداءات “الإسرائيلية” تشكل انتهاكا للقانون الإنساني الدولي ولاتفاقية جنيف الرابعة، ويشكل بعضها جرائم حرب بما في ذلك الاعتداءات التي أدت إلى قتل الصحفي أبو حسين وتدمير المؤسسات الصحفية.

المصطلحات الإخبارية

من جهته أكد الصحفي سمير خليفة، من تلفزيون “فلسطين”، إلى أهمية الانتباه للمصطلحات الإخبارية، نظرًا لما تحمله من مضامين فكرية وثقافية وحضارية، وما تعبر عنه من مواقف سياسية تروجها وسائل الإعلام الإسرائيلية أثناء العدوان الإسرائيلى أو غيره من الأوقات.

فيما أشاد الإعلامي هاني المغاري، من قناة “الأقصى” الفضائية، بالإعلام الفلسطيني الذي نجح في معركة الرواية مع الاحتلال الاسرائيلي، “واليوم لدينا إعلام فلسطيني حر قادر على إيصال الرسالة إلى المجتمع الدولي بالخبر والصورة ومواجهة الخطاب الإسرائيلي”، داعيا إلى بناء إستراتيجية إعلامية موحدة في الأزمات.

وأشار إلى أن الإعلام الفلسطيني استطاع إيصال رسالته لقطاعات واسعة في العالم، انعكس على خروج تظاهرات التضامن في كثير من البلدان.

وتناول المغاري التحولات الإيجابية في معظم الإعلام العربي والدولي ونقله عن الإعلام الفلسطيني لمنع الاحتلال الصحفيين الأجانب من دخول غزة وقت الحرب لما يتمتع به من المبادرة وسرعة نشر الرواية، والدقة والمصداقية، والاعتماد على الإعلام الجديد، والإعلام الشعبي، والتوثيق بالصورة دليلًا لصدق الرواية، واستخدام الحرب النفسية.

تحديات المهنة

من جانبه، تحدث الصحفي هشام زقوت، مراسل قناة الجزيرة في غزة، أن لكل فضائية سياسة وخطًّا تحريريًّا معينًا يعكس على الشاشة هويتها ورسالتها الإعلامية.

وبين زقوت أن اللحظات الأولى للعدوان كانت حدًّا فاصلًا بالنسبة للصحفي الفلسطيني في تحمله لمسؤولية تغطية الأحداث واتخاذه لزمام الأمر أو تخليه عن أداء مهمته الصحافية في سياق الظروف والأحداث الساخنة التي يمر بها القطاع.

وأوضح زقوت أن الصحفي أثناء وقوع الأحداث الساخنة يخوض سلسلة طويلة من التفكير وقلق الأهل والأبناء والتوتر خلال تغطية العدوان الإسرائيلي، والتي قد تكلفه حياته.

وأكد زقوت أنه بالرغم من ويلات الحرب والعدوان على شعبنا إلا أنها تعطي الصحفي خبرة أكبر في مجال عمله، وتزيده عزيمة وإصرارًا على أداء واجبه المهني والأخلاقي تجاه وطنه.

طوفان الأخبار

من ناحيته، أوضح الصحفي سائد السويركى، مراسل قناة “روسيا اليوم”، أنه كان هناك طوفان من الصور والأخبار التي غطت الأحداث في غزة بفعل جهود جبارة قام بها إعلاميون آمنوا بدورهم في نقل الحدث الفلسطيني لكل بقاع الدنيا.

وأردف السويركي قائلا: لكل صحفي ميداني تجربة تفيض بالمشاعر تلزمه بتحمل المسؤولية تجاه تأدية واجبه الأخلاقي والمهني، وإن رسالة الإعلامي الفلسطيني لن تنتهي عند حدود التغطية أو التعبئة الإعلامية بل تتعداها إلى جذب الرأي العام حولها.

وأكد السويركى أهمية إبراز الصور والوقائع التي تبين حجم المأساة التي حلت بقطاع غزة في الحرب الأخيرة، وإعادة تشكيلها وتوجيهها إلى أصحاب القرار.

الصحفية إسراء البحيصي، مراسلة قناة “العالم”، عدّت أن المصداقية العالية في مصادر الخبر الفلسطيني من مصادره الرسمية في القطاعات كافة جعلت منه أكثر قبولا في معظم وسائل الإعلام الدولية لما تمثل الأخبار جانبا مهما في عالم الإعلام في عالمنا المعاصر.

وأضافت أن (الخبر) يمثل عنصرا أساسيا في تلك العملية الإعلامية، سواء في مجال الصحافة أو الإذاعة أو قنوات التلفزة وشبكات البث الفضائي.

وبشأن تقارير المنظمات المحلية والدولية، أكدت البحيصي أن استهداف المؤسسات الإعلامية لم يكن حدثًا عرضيًّا بل نتائج عمل مقصود؛ فالأمر كان يتعلق بعمليات استهدفت شل قدرات وسائل الإعلام لمدة طويلة وتحييد دورها ودور صحفييها عن التحرك في ساحة إنتاج الخبر والصورة الفلسطيني.

الصحافة في عين الاستهداف الإسرائيلي

وكانت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، وثّقت 337 انتهاكًا للاحتلال الإسرائيلي بحق الصحفيين العاملين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، خلال أيار/مايو المنصرم.

ولفتت إلى أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بين 10 و21 أيار/مايو، أسفر عن استشهاد 3 صحفيين، وتدمير 42 مكتبا ومؤسسة إعلامية تمامًا، و32 مؤسسة جزئيًّا، في حين استهدف 27 منزلا لصحفيين بالصواريخ.

وفي الضفة الغربية، تمثلت الانتهاكات بحق الصحفيين بـ”الاعتداء المباشر، والاحتجاز، ومنع من التغطية”.

وفي 13 نيسان/أبريل الماضي، تفجرت الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، جراء اعتداءات “وحشية” في القدس ارتكبتها السلطات ومستوطنون إسرائيليون.

ولاحقا، امتد التصعيد إلى الضفة الغربية وإلى الداخل الفلسطيني عام 1948، ثم تحول إلى مواجهة عسكرية في غزة، استمرت 11 يوما، وانتهت بوقف للعدوان، فجر 21 مايو.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

الاحتلال يفرج عن 11 أسيراً من غزة

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، عن 11 أسيرا فلسطينيا من غزة، حيث تم نقلهم إلى مستشفى شهداء الأقصى في...