الصحفية أبو طاقية.. كتبت قصص بطولات الصبر وحان دورها!

تنفست الصحفية آية أبو طاقية الصعداء في آخر لحظة لانقشاع غبار العدوان الأخير على قطاع غزة، ورغم أنّها طوال تلك الأيام لم تر وجه زوجها أسامة جنينة وهو يقف على ثغر المقاومة في صد العدوان الصهيوني، إلا أنّها كانت سعيدةً أكثر بتوقف شلال الدم النازف الذي خلّف آلاف القصص من الشهداء والجرحى لم تنتهِ من كتابتها بعد.
لم تكن آية مجرد صحافية عادية تكتب مقابل المال؛ بل كانت صاحبة قضية تهتم بنشر قصص البطولة والفداء كما قصص الألم والفراق، وهي التي كتبت في آخر لحظات العدوان مقالاً كان مختصره: “نجت غزة .. وكل ما عشناه في طريق النجاة كان عجباً، فكيف تجتمع عليك تحت النار مشاعر القهر والفخر، الخوف والأمن، الموت مع الطمأنينة”.
عدوان مستمر
وفي كل لحظة من لحظات الحرب كانت تتوقع الزميلة آية أن تسجل نفسها بطلة لإحدى قصص زوجات الشهداء اللواتي يصبرن عند الصدمة الأولى، ويساهمن في تثبيت عزائم الأرامل والثكالى واليتامى من النساء، لكنها لم تكن تتوقع أن تكون استثنائية حتى في ثباتها وصبرها لتكون زوجة شهيد بعد عشرة أيام على انتهاء الحرب، ليدلل ذلك بوضوح أن المعركة لم تنته بعد، وأن شلال الدماء التي كانت تخشى تدفقه، لا يزال يتدفق حتى من أعز الناس إلى قلبها.
واستشهد أسامة فضل جنينة (35 عاماً)، وهو زوج الصحفية آية أبو طاقية، مساء أمس الأربعاء، بصحبة أحمد زكي أبو حصيرة، جراء انفجار جسم مشبوه من مخلفات الاحتلال الصهيوني في أحد مواقع المقاومة الفلسطينية وسط قطاع غزة.

null
قلم متميز
وتحمل الصحفية أبو طاقية قلماً واعداً وسط زميلاتها الصحفيات التي يعملن في مجال كتابة القصص المؤثرة، وخاصة تلك التي تتعلق بزوجات الشهداء وأطفالهم، لتدخل اختباراً جديًّا من نوع آخر في الصبر والاحتساب، وهي التي كانت تحمل قصصها أملاً من وسط الألم، وطمأنينة من وسط الخوف، وهي التي تسعى لنشر روح التفاؤل والإيجابية وسط زميلاتها العاملات.
وفي كتابتها للقصص الصحفية، كانت آية في كثيرٍ من الأحيان، تتقمص دور زوجة لتعبر بكل ملكتها الإبداعية عن الروح الحقيقية التي تعيشها زوجة الشهيد، لكن الشعور الحقيقي الذي كان يخالجها أن تصبح واقعاً حقيقيًّا زوجة الشهيد، ربما كانت تتخيله ولكن بعيداً بعض الشيء، أو في ساحة المعركة على الأقل، وليس بعد انقشاع الغبار، ولكنها حكمة الله وإرادته.
ثلاثة أطفال
لا زالت تعيش آية وكأنّه في حلم أو رؤية استشهاد زوجها، أو أنّها لا زالت تعيش تفاصيل قصة أرملة، وتعمقت أكثر من اللازم في تفاصيل القصة حتى التصقت بها، وهي التي لا زالت تنتظر بصحبة أطفالها الثلاثة: عمرو، لين، مريم، عودته إلى البيت، ولكّنها الحقيقة التي لا بد منها، خرج أسامة “أبو عمرو” وعاد على أكتاف رفاقه جسداً بلا روح في نظرة وداعٍ وإلى الأبد.
وفي اللحظة التي كانت الصحافية آية تجهز قلمها لكتابة قصة عائلة مسحتها المقاتلات الحربية الصهيونية بكاملها من السجل المدني، بالتزامن مع محاولتها الوصول إلى عنوان إبداعي مؤثرٍ لقصة شهيد رحل وترك خلفه زوجته وأطفاله، توقفت آية عن الكتابة مرعوبة من تحول الحبر إلى دم لامس أحن ما تملكه، ويملكه أطفالها، زوجها أبو عمرو.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

27 شهيدًا و85 إصابة بعدوان الاحتلال على غزة في 24 ساعة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية وصول 27 شهيدًا، و85 إصابة إلى مستشفيات قطاع غزة، خلال الـ 24 ساعة الماضية؛ جراء العدوان...

عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في الأقصى
القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام أدى عشرات آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك وباحاته، وسط تشديدات وإجراءات مكثفة فرضتها...

الاحتلال يواصل عدوانه على طولكرم لليوم الـ103
طولكرم – المركز الفلسطيني للإعلام تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على مدينة طولكرم ومخيميها لليوم الـ103 على التوالي، ولليوم الـ90 على مخيم...

1000 شهيد و6989 مصابًا في الضفة منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام وثق مركز معلومات فلسطين "معطي" استشهاد 1000 فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر...

استطلاع: نتنياهو يحصل على 48 مقعدًا والمعارضة 62
القدس – المركز الفلسطيني للإعلام كشف استطلاع رأي نشرته صحيفة معاريف، اليوم الجمعة، أن ائتلاف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيحصل على 48 مقعدًا في...

الاحتلال يعترف بمقتل جنديين في اشتباكات رفح ويكشف تفاصيل
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نشرت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، تفاصيل ثقيلة لخسائر صفوف جنوده خلال اشتباكات وقعت يوم أمس في...

اعتقال 4 فلسطينيين من الخليل
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، 4 فلسطينيين خلال اقتحامات متفرقة في مدينة الخليل جنوبي الضفة...