والدة الشهيد أبو سرور تكشف عن تفاصيل مؤلمة لاحتجاز جثمان ابنها

تواصل أزهار أبو سرور، والدة الشهيد عبد الحميد أبو سرور، رحلة كفاحها المتواصلة منذ 5 سنوات، في محاولات مستمرة لاسترداد جثمان نجلها المحتجز في “مقابر الأرقام” السرية.
ففي عام 2017 علمت والدة الشهيد أبو سرور أن جثمانه نقل إلى ما يسمّى مقابر الأرقام، فتقدمت مباشرة للحصول على قرار الدفن، وهو ما حصل بعد 10 أشهر، حيث حصلت على إشعار بالدفن مع ثلاثة شهداء آخرين.
وقالت أبو سرور إنها ومن خلال الإشعار وقرار الدفن، علمت مكان قبر نجلها بالتحديد، وهو ما فاجأ الصليب الأحمر، وهو دليل على أن من يريد أن يعمل يصل.
التقرير الطبي
وبيّنت أبو سرور أن التقرير الطبي الذي يقع في 40 صفحة باللغة العبرية، يبين رقم سيارة الإسعاف التي نقلت عبد الحميد للمشفى بعد حصول العملية، ووصوله إلى معهد أبو كبير أشلاءً موزعة في ثلاثة أكياس تمت مطابقتها.
ثم تكمل والدته وقد ابتلعت غصتها قائلة: “إن الحديث عن هذه التفاصيل مؤلم وصعب للغاية؛ حتى إن التقرير يوضح أنه في كيس من الأكياس عثر على نعل أحد زوجي الحذاء الذي كان يلبسه عبد الحميد، وبعض التحاليل التي أُجريت له بيّنت ذلك”.
وتشير إلى أن العائلة حصلت على قرار الدفن في يوليو/ تموز عام 2017، ويُبين التقرير دفن عبد الحميد في مقبرة “عامي عاد”، إحدى “مقابر الأرقام” السرية التي يدفن الاحتلال فيها جثامين منفذي العمليات الفدائية، أو من يدعي قيامهم بذلك.
ويذكر أيضاً ساعة الدفن ورقم القبر ورقم السطر، كما يُشير إلى دفن الشهيد في تابوتٍ معدني بعد أخذ عينة DNA، ومطابقتها على الأرجح مع عينة من والده محمد أبو سرور الذي استدعاه الاحتلال للتعرف على جثمان ابنه، لكنه لم يتمكن من ذلك بسبب الحروق المنتشرة في جميع أنحاء الجسد.
تقصير رسمي
ولفتت أبو سرور إلى أن الشهيد هو ابن الوطن، ومن المفترض أن تكون العائلة جزءًا من الحملة لا أن تكون هي الحملة بذاتها، وعلى الفصائل وأبناء الوطن والجهات الرسمية متابعة هذا الملف.
وأشارت أبو سرور إلى أن السلطة الفلسطينية شكّلت لجنة لمتابعة ملف جثامين الشهداء المحتجزة، لكنها وبكل أسف لم تفعل أي شيء إطلاقا، وبدون أي إنجاز.
وبيّنت أنها توجهت بعدة رسائل لمؤسسات حقوقية عالمية ودولية حول موضوع احتجاز جثامين الشهداء، وكان الاستغراب لديهم: هل حقا موجود مثل هذا الأمر؟!، متسائلة في الوقت ذاته: أين سفراؤنا وسفاراتنا ومؤسساتنا الحقوقية وجالياتنا المنتشرة في العالم.
وأوضحت أزهار أبو سرور أنه قبل عام شكلت لجنة بقرار من رئاسة الوزراء وبرئاسة وزير العدل، وصرفت ميزانية لهذه اللجنة لمتابعة قضية الجثامين المحتجزة، وطالبت خلالها بأن يكون العمل مشتركًا بين الوزارات، وفي مقدمتها وزارة الخارجية والسفارات لتدويل القضية.
وأضافت: لكن للأسف لم تتحرك هذه اللجنة قيد أنملة، ولم نرَ أي نتائج أو حتى حراك في الأساس نحو تدويل القضية.
حق الشهداء
وأوضحت أن 10 أعياد مرّت على العائلة وقبر نجلها مفتوح في مخيّم عايدة ببيت لحم بجانب صرح الشهداء، وبانتظار جثمان الشهيد ليوارى الثرى ويدفن على الطريقة الإسلامية.
وأضافت أبو سرور: “لن ننسى أن لابننا حقًّا علينا، وللشهيد حقّ على أبناء شعبه أن يدفن بكرامة، ويشيّع جثمانه ويوارى الثرى بقبر معروف وشاهد مكتوب عليه اسمه، لا أن يدفن بطريقة حاقدة دون أسماء وبمجرد أرقام للقبور.
الشهيد القسامي
عبد الحميد أبو سرور (19 عاماً) ابن كتائب الشهيد عز الدين القسام استشهد خلال تنفيذه عملية تفجير لحافلة إسرائيلية تحمل الرقم (12) في القدس المحتلة، في الثامن عشر من يوليو/ تموز 2016، وأصيب على إثرها 21 إسرائيلياً بجروح وحروق، وأعلن الاحتلال استشهاده بعد يومين من العملية، لا يزال يحتجز جثمانه، ويُرجح أن الاحتلال حوله إلى أشلاء.
ولد الشهيد القسامي عبد الحميد محمد أبو سرور في مخيم عايدة شمال بيت لحم عام 1997م، وتميز بأخلاقه العالية؛ فقد أحبه كل من عرفه من أقارب وجيران، كما عرف عنه هدوؤه الشديد، وفاجأ بعمليته البطولية حتى أقرب الناس إليه.
كان شهيدنا يحضّر لتقديم امتحان الثانوية العامة، وهو من عائلة فلسطينية ميسورة الحال، من قرية بيت نتيف التي هجّر سكانها عام 1948 خلال النكبة الفلسطينية.
وتدعو والدة الشهيد عبد الحميد، أزهار أبو سرور، أهالي الشهداء المحتجزة جثامينهم إلى المتابعة الحثيثة لقضايا الإفراج عنها، والحصول على معلومات دفنهم واستشهادهم، لا سيما أن لوائح القانون في دولة الاحتلال تخلو من أي نص يُشرع احتجاز الجثامين.
وأضافت أن دولة الاحتلال تلجأ لقانون الانتداب البريطاني الذي كان معمولاً به قبل احتلالها فلسطين، وينص على أن جثمان من يُعدم أو يصدر بحقه قرار الإعدام لا يُسلم لذويه.
ولجأت حكومة الاحتلال الإسرائيلي لسياسة احتجاز الجثامين في 13 أكتوبر/تشرين الأول العام 2015؛ من أجل الضغط على حركة “حماس” للإفراج عن جنودها المحتجزين في قطاع غزة، في مخالفة للقوانين الدولية وفي زيادة لمعاناة عوائل الشهداء ضمن سياسة العقاب الجماعي التي تتبعها سلطات الاحتلال.
ووفق الإحصائيات؛ فان الاحتلال يحتجز جثامين حوالي (253) شهيدًا في “مقابر الأرقام”، أقدمهم أنيس دولة أحد القادة العسكريين في القوات المسلحة الثورية، التابعة للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، والمحتجز منذ العام 1980.
وإمعانا في جريمته فإن الاحتلال يرفض الاعتراف بمصير (68) مفقوداً، أو الكشف عن أماكن وجودهم.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

الاحتلال هدم 600 منزلاً في جنين ويوسع عمليات تجريف المخيم
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 106 أيام عدوانه على مدينة جنين ومخيمها، مع توسيع عمليات التجريف والتدمير داخل...

حماس: الخطة الإسرائيلية الأمريكية لتوزيع المساعدات تمثل خرقاً للقانون الدولي
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، رفضها الشديد تحويل المساعدات إلى أداة ابتزاز سياسي أو إخضاعها لشروط الاحتلال،...

أوتشا: الخطة الإسرائيلية لتوزيع المساعدات تتناقض مع المبادي الإنسانية
نيويورك - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمم المتحدة زعماء العالم إلى توفير الغذاء للمدنيين في قطاع غزة، في ظل دخول "الحصار الشامل" الذي تفرضه...

سلطات الاحتلال تهدم قرية خلة الضبع في مسافر يطا
الخليل - المركز الفلسطيني للإعلام هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، قرية خلة الضبع بمسافر يطا جنوب الخليل، في واحدة من أوسع عمليات...

الاحتلال يفرج عن 10 أسرى من قطاع غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أفرجت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، عدد من أسرى قطاع غزة، والذي وصلوا إلى المستشفى في حالة صحية منهكة....

العفو الدولية تطالب بخطوات جادة لوقف جرائم إسرائيل في غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام دعت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية أنييس كالامار، جميع الجهات الدولية الفاعلة، وفي مقدمتها الاتحاد...

كتائب القسام تعلن عن كمين مركب لقوة هندسة صهيونية شرق خانيونس
المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، الاثنين، تنفيذ كمين مركب لقوة هندسة صهيونية وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح...