تصريحات السنوار لغةً ومضمونًا.. هكذا كانت الأصداء

لم يكن الظهور العلني لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة يحيى السنوار 4 مرات في أقل من أسبوع على انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة “عبثيا”، فالرجل -الذي تضعه “إسرائيل” مع رئيس أركان كتائب عز الدين القسام محمد الضيف كهدفين رئيسين للتصفية الجسدية- بعث برسالة تحدٍّ لافتة لـ”إسرائيل”، ورسائل أخرى في كل الاتجاهات.
ولاقى ظهور السنوار الرابع والطريقة التي تحدث بها من حيث المفردات ولغة الجسد تفاعلا واسعا على منصات التواصل الاجتماعي، وفي شوارع غزة التي جال فيها سيرا على الأقدام بعد أن تحدى الاحتلال بالإقدام على اغتياله، في رسالة عدَّها مراقبون تحديًا علنيًّا ولافتًا لقادة الاحتلال بأنه لا يخشى الاغتيال.
وعكست جولة السنوار في شوارع مدينة غزة ووقوفه غير مرة استجابة لطلب المارة من أعمار مختلفة لالتقاط الصور التذكارية معه تعاليًا من الغزيين على آلامهم التي خلّفها العدوان الإسرائيلي، والتفافهم حول المقاومة، بحسب مغردين ونشطاء عبروا عن إعجابهم بالرجل وحديثه تحت وسم “المقاومة تجمعنا”.
تتويج للنصر
وبعدما أطال السنوار في تفنيده ما عده فشلا إسرائيليًّا في تحقيق أهدافها خلال الحرب على غزة، وتأكيده أن مقدرات المقاومة بـ”ألف خير” أثار استخفافه بتهديدات وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس إعجاب الفلسطينيين وغضب الإسرائيليين.
وعلقت شمريت مثير، الصحفية في يديعوت أحرونوت: “لا يبدو أن السنوار في مزاج الخاضع لوقف إطلاق النار، الرجل يتحدث بنبرة عالية وبالتهديد والوعيد”.
وكان غانتس هدد بعد وقت قليل من إعلان وقف إطلاق النار بأنه لا “حصانة للسنوار والضيف إذا ظهرا علانية”، فلم يتأخر رد السنوار كثيرا ومنحه 60 دقيقة لاتخاذ قراره وإرسال “طائرة الاغتيال”.
وتناول نشطاء على نطاق واسع تحدي السنوار الذي وصفوه بـ”الشجاع” عندما قال إنه يفضل الموت شهيدا بصاروخ طائرة “إف-16” (F-16) على الموت بكورونا أو في حادث طرق.
وقال الناشط الفتحاوي عبد الله أبو شرخ على فيسبوك معلقا على قول السنوار (سأذهب بعد اللقاء إلى بيتي مشيا على الأقدام ودون مرافقين، وإذا كان غانتس رجلا فليغتالني): “كفو أبو إبراهيم، والله إنك زعيم.. يسعدها عسقلان (البلدة الأصلية لعائلة السنوار قبل النكبة) اللي طلعت منها”.
ووصف رئيس منتدى العلاقات الدولية للحوار والسياسات شرحبيل الغريب خطاب السنوار بأنه “وازن وقوي الرسائل والمضمون”.
وقال الغريب للجزيرة نت: إنه “خطاب بلغة القائد الواثق، وربما الخطاب الأكثر جرأة، بدا القائد السنوار خطاب النصر ندًّا عنيدًا. لغة الجسد التي أظهرها تجلت فيها معاني الشدة والبأس ضد الاحتلال”.
وأضاف: “يجسد في كل مرة أنه قائد يمثل الجميع. في عهده انتهى زمن العربدة الإسرائيلية وكل تطاول على الشعب الفلسطيني ومقدساته وأقصاه”.
ذكاء قائد وطني
وبرأي الغريب؛ فإن السنوار كان ذكيًّا باستحضاره الرئيس الراحل ياسر عرفات ومسيرته النضالية، فهو يريد التأثير في الوعي الجمعي لكل الأطراف، خصوصا قاعدة حركة فتح، وتفعيل الخط المقاوم فيها على نهج أبو عمار ودفع حياته ثمنا له.
وتابع: “الطريقة التي ظهر عليها السنوار من حيث الخطاب والممارسة جعلت منه قائدا وطنيا حريصا على الوحدة الوطنية”.
ووجد البعض أن السنوار استخدم بنجاح “أسلوبًا عرفاتيًّا” من حيث طريقة الحديث بارتجالية بعيدا عن “لغة أصحاب الياقات”، وحرصه على الالتصاق بشعبه بمشاركتهم الحديث والتقاط الصور معهم، ومساعدتهم “معنويًّا” في إزالة ركام الحرب، بحسب الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية مصطفى إبراهيم.
وقال إبراهيم للجزيرة نت: إن حديث السنوار عن “أبو عمار” بهذه الرمزية والقيمة كان ذكيا ومهما على الصعيد الوطني، وقد يكون له صدى على المدى القريب لدى أوساط حركة فتح.
وعلق الناشط الفتحاوي شريف النيرب على ذلك، وقال: “بصراحة كلمة السنوار شكلت حالة وعي جديدة في الشارع الفلسطيني. هذا الوعي الذي غاب عنا لسنوات، ألا وهو لغة القوة التي ينبغي أن يسمعها الاحتلال صباح مساء، ولغة الوحدة التي سرقتها سنوات الانقسام”.
وأضاف: “أذابت هذه الكلمة الكثير من تراكمات سلبيات الماضي.. فعلا السنوار رجل وطني وقائد يستحق التقدير والاحترام”.
وقال الناشط الفتحاوي نضال خضرة: “خطاب الأخ يحيى السنوار اليوم يزيد الالتفاف الشعبي وتماسك الحاضنة الوطنية لهذا الرجل وحوله. تحدث أبو إبراهيم بلغة الناس ولهجتهم، وعبّر عن ضميرهم الوطني الجامع”.
وأضاف “ما أريده أن تتعلم هذه القيادات من الأخ يحيي السنوار، وتدرك أن هذا النهج هو الذي سيوصلنا إلى هدفنا الوطني المنشود”.
تفاعل إسرائيلي
ظهور السنوار المتكرر في الأيام الماضية -وتحديدا الظهور الأخير- كان له متابعة واسعة في “إسرائيل”، حتى أن أحد كبار المحللين الإسرائيليين المقربين من مراكز صنع القرار قال: “أي عار هذا الذي تعيشه إسرائيل”، في معرض تعليقه على حديث السنوار عن قدرات المقاومة وتصنيع الصواريخ، وكذلك تحديه العلني لتهديدات غانتس.
بدوره، لا يستبعد مصطفى إبراهيم أن يكون للسنوار تأثير ملموس في التفاعل السياسي الذي تشهده الساحة الإسرائيلية في الوقت الحالي، واحتمالات توجه إسرائيل نحو انتخابات خامسة قد تطيح بـ”رؤوس كبيرة”، أبرزها بنيامين نتنياهو.
المصدر: الجزيرة
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات

قاض أميركي يأمر بالإفراج عن الطالب الفلسطيني محسن مهداوي
المركز الفلسطيني للإعلام أمر قاض فدرالي أميركي، اليوم الأربعاء، أمرا بالإفراج عن محسن مهداوي، الطالب الفلسطيني الذي اعتُقل هذا الشهر أثناء حضوره...

حماس تدعو إلى مواصلة الحراك العالمي تضامناً مع غزة وضدّ العدوان الصهيوني
المركز الفلسطيني للإعلام دعت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) جماهير أمتنا العربية والإسلامية والأحرار في العالم إلى مواصلة الحراك الجماهيري العالمي،...

قصف إسرائيلي على صحنايا بريف دمشق
دمشق - المركز الفلسطيني للإعلام شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الأربعاء - عدة غارات على صحنايا في ريف دمشق، بالتزامن مع عملية أمنية ضد...

حرائق كبيرة في إسرائيل والسلطة تعرض المساعدة
المركز الفلسطيني للإعلام اندلعت حرائق كبيرة في كيان الاحتلال الصهيوني، اليوم الأربعاء، وفشلت السلطات المحتلة في السيطرة عليه، في حين عرضت السلطة...

الاحتلال يصيب طفلاً في جنين وينصب بوابات حديدية جنوبي الأقصى
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام أصيب طفل، اليوم الأربعاء، برصاص قوات جيش الاحتلال في جنين شمالي الضفة الغربية، فيما نصب الاحتلال حواجز عسكرية في...

أوكسفام وشبكة المنظمات الأهلية: مخازن المواد الغذائية نفدت تماما
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام أكدت منظمة "أوكسفام"، وشبكة المنظمات الأهلية في غزة تزايد الأوضاع الإنسانية في القطاع صعوبة بشكل كبير منذ 2 مارس/آذار...

إغلاق مدارس الأونروا في القدس يهدد حق 800 طفل بالتعليم
القدس المحتلة - المركز الفلسطيني للإعلام حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، من أن إغلاق سلطات الاحتلال مدارس المؤسسة الأممية في...