الثلاثاء 25/يونيو/2024

ملتقى وطني بالأردن يدعو لاستراتيجية جديدة في الصراع مع الاحتلال

ملتقى وطني بالأردن يدعو لاستراتيجية جديدة في الصراع مع الاحتلال

أكد المتحدثون في الملتقى الوطني لدعم المقاومة والذي دعا له حزب جبهة العمل الإسلامي، مساء السبت، على ضرورة البناء على ‏الموقف الشعبي الموحد الداعم لمقاومة الشعب الفلسطيني وما حققته من انتصار على العدو الصهيوني، وبناء استراتيجية وطنية ‏ومقاربة جديدة على أساس وحدة الموقف الوطني بما يعيد إنتاج معادلة الصراع مع العدو الصهيوني بما ينسجم مع الموقف الشعبي ‏الأردني الجامع على أساس إسناد المقاومة والتحرير في مواجهة المشروع الصهيوني.‏

ودعا المتحدثون في الملتقى الذي أداره نائب الأمين العام للحزب المهندس وائل السقا، وشارك فيه عدد من أمناء الأحزاب والشخصيات السياسية والوطنية، إلى تشكيل هيئة وطنية لإسناد المقاومة الفلسطينية سياسيًّا وماديًّا وإعلاميًّا وتبني حملات لدعم وإغاثة الشعب الفلسطيني، مع توسيع قاعدة مشاركة القوى السياسية والنقابية والشعبية في هذه الهيئة وتشكيل لجنة تحضيرية لإدارة أعمالها، وغيرها من الإجراءات لدعم صمود ‏الشعب الفلسطيني وإغاثته في مواجهة آثار العدوان الصهيوني وفتح العلاقات السياسية مع فصائل المقاومة الفلسطينية كمثل للشعب الفلسطيني ولما يمثله ذلك من تحقيق للمصالح الأردنية العليا.‏

وأكد الأمين العام لحزب جبهة العمل الإسلامي المهندس مراد العضايلة في كلمته أن ما حققته المقاومة الفلسطينية من انتصار ‏تاريخي على العدو الصهيوني انتصاراً للقدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح نجح في توحيد الأمة خلف القضية الفلسطينية ‏وتوحيد الشعب الفلسطيني في الداخل وفي الشتات خلف المقاومة، وأعاد للقضية الفلسطينية حياتها وروحها، بحيث باتت هذه القضية ‏عنوان المرحلة، مرحلة النصر والتحرير ووحدة الأمة.‏

وأشار العضايلة لوحدة الشعب الأردني بمختلف أطيافه ومكوناته في مواجهة المشروع الصهيوني وفي حالة تناقض معه منذ عشرينيات ‏القرن الماضي، وموحد على الدفاع عن المقاومة وعن مشروع التحرر الفلسطيني وصموده، مما يتطلب استراتيجية جديدة في العمل ‏الوطني على أساس الوحدة واجتماع الكلمة تحت عنوان وبوصلة القدس وفلسطين، في ظل ما أكده انتصار المقاومة من فشل مشاريع ‏التطبيع والتسوية مع الاحتلال، مؤكداً على موقف الشعب الأردني كصاحب قضية وفي الخندق المتقدم للقضية الفلسطينية.

وطالب العضايلة بسياسات حكومية تنسجم مع الموقف الشعبي الجامع نحو إسناد ‏المقاومة الفلسطينية التي تمثل سنداً للأردن وخط الدفاع الأول عن الأردن والدول العربية.‏

من جهته أكد أمين عام حزب الجبهة الأردنية الموحدة فاروق العبادي على دعم المقاومة وصمود الشعب الفلسطيني في مواجهة ‏الاحتلال الصهيوني، مشيراً إلى ضرورة أن يكون الجهد تجاه فلسطين بالتنسيق مع الجانب الرسمي وعلى أساس وحدة الشعب ‏الفلسطيني، عادًّا أن الشعب الفلسطيني هو المعني بتحقيق التوافق بين الفصائل الفلسطيني.

كما عبر عن استهجانه للموقف الحكومي وعدم القيام بمسؤوليات الدولة الأردنية التاريخية تجاه القضية الفلسطينية فيما تحركت العديد ‏من الأطراف بشكل أكثر فاعلية تجاه هذه الملف.

فيما أكد الناشط السياسي الدكتور عمر العسوفي أن ما بعد معركة “سيف القدس” ليس كما قبلها، لما نتج عن هذه المعركة من إسقاط ‏لمشاريع التطبيع والتسوية مع الاحتلال وكشف ما وصفه بالتخاذل الرسمي العربي تجاه القضية الفلسطينية، عادًّا أن انتصار ‏فصائل المقاومة سيجبر القوى الدولية على التعامل معها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني.

كما دعا العسوفي، الجانب الرسمي لإعادة بناء مواقفها السياسية بشكل جذري وإعادة النظر في علاقاتها مع القوى الفلسطينية، وإعادة البوصلة ‏للسياسة الخارجية الأردنية ليأخذ الأردن موقعه الطبيعي الفاعل تجاه القضية الفلسطينية.

في حين أكد الأمين العام الأسبق لحزب جبهة العمل الإسلامي حمزة منصور أن الشعب الأردني شريك في تحقيق النصر لما كان للدور ‏الشعبي الأردني من فاعلية في دعم المقاومة مطالباً بانسجام الموقف الرسمي مع الإرادة الشعبية، كما حذر من تعاظم ‏المؤامرة على المقاومة الفلسطينية والتربص بها من قبل قوى دولية وعربية.

ودعا منصور القوى السياسية والشعبية الأردنية للعمل على حماية المقاومة ومواجهة محاولات التشكيك بها واستمرار محاصرتها، وما ستواجهه من ضغوط، كما أكد على ضرورة توحد القوى السياسية والشعبية ‏والنقابية الأردنية، وإعادة ترتيب المواقف الأردنية وتوحيد الصفوف بين مختلف مكونات المجتمع الأردني.

وطالب رئيس التحالف الوطني لمجابهة صفقة القرن الدكتور عبد الله العكايلة، مشيدًا بالحراك الشعبي الأردني نصرة للقدس والمقاومة الفلسطينية، ودعا إلى إعادة بناء التحالفات السياسية نحو الدول الإسلامية ذات التأثير الواسع على برنامج لدعم المقاومة والجهاد، إضافة للعمل في مجال الدعم المالي والإعلامي، عادًّا أن الشعب الأردني والفلسطيني فرض حالة الوحدة على دعم القضية الفلسطينية ويجب البناء على ذلك في العمل لإسنادها.

فيما أكد السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم أن الأمة أمام استحقاق تاريخي وأن العدو الصهيوني حسم موقفه منذ زمن بأن كل فلسطين هي ‏للصهاينة، محذرًا من ممارسات لامتصاص ما حققته المقاومة من نصر على الاحتلال.

ودعا حلوم، الأنظمة الرسمية الانحياز لإرادة الشعوب ولتواصل مع فصائل المقاومة ‏كممثل للشعب الفلسطيني للمحافظة على ما حققته من إنجاز لفلسطين ولكل الأمة العربية والإسلامية، وليس أن تكون الأنظمة كوسيط ‏بين العدو الصهيوني وفصائل المقاومة بل أن تكون منحازة لإرادة الشعب الفلسطيني.

فيما دعا عضو المؤتمر القومي العربي جمال غنيمات لدعم صمود الشعب الفلسطيني ومقاومته والتأكيد على موقف الشعب الأردني ‏في نصرة أشقاءه في فلسطين، وتبني حملة تبرعات لقطاع غزة لمواجهة آثار العدوان الصهيوني، مطالبًا بوقف التعامل مع السلطة الفلسطينية التي تواصل التنسيق الأمني مع الاحتلال، وفتح العلاقة مع حركة المقاومة الإسلامية “حماس”.

وأكد أمين عام حزب الحياة الدكتور عبد الفتاح الكيلاني أن ما تحقق من نصر يمثل بشارة بقرب معركة التحرير في مواجهة الاحتلال، مشيراً إلى ضرورة تشكيل عدة لجان للبناء على ما تحقق من نصر للمقاومة.

ودعا الكيلاني إلى توحيد الصف الداخلي لتحقيق الإصلاح الداخلي بما يمكن الأردن من أخذ موقعه الطبيعي كأرض الحشد والرباط في مواجهة الاحتلال الصهيوني، وإسناد المقاومة الفلسطينية.

فيما أكد أمين عام حزب الرسالة حازم قشوع أن المقاومة ضربت على يد نتنياهو لدى محاولته تغيير قواعد المعادلة في الصراع مع ‏الاحتلال، وانه يمثل انتصاراً للقيادة الأردنية التي تعمل على تثبيت الوصاية الأردنية على المقدسات، مما يجعل انتصار المقاومة ‏إنجازاً أردنيًّا كما هو انتصار فلسطيني عظيم، حيث حققت المقاومة الفلسطينية حالة تؤكد بان أي تغيير بقواعد اللعبة ستواجه بعمل ‏ميداني، وأن أي تحرك ميداني سيكون له استحقاق سياسي.

فيما دعا الناشط ميسرة ملص لتشكيل وفد من المشاركين في الملتقى للتواصل مع الأحزاب والقوى السياسية والنقابية والمجتمعية ‏بمختلف أطيافها التي لم تشارك في أعمال الملتقى، مؤكداً على أهمية توحيد الجهد الوطني الأردني على مشروع لدعم صمود الشعب ‏الفلسطيني ومقاومته، كما دعا لتحرك وطني لمواجهة الاتفاقيات التي تطعن في المقاومة والعمل على إلغاءها ومنها اتفاقية وادي ‏عربة واتفاقية الغاز وتغيير القوانين التي تجرم عمليات دعم المقاومة.

في حين أكدت النائب السابق الدكتورة ديمة طهبوب، ضرورة معالجة كافة ‏التشريعات التي تجرم العمل الداعم للمقاومة، والمطالبة بتحرك حكومي للانفتاح على فصائل المقاومة الفلسطينية والمساهمة بفعالية ‏في حملات الإعمار والإغاثة، وتشكيل هيئة لدعم المقاومة الفلسطينية من مختلف الأحزاب والقوى الأردنية، والتنسيق مع تيار ‏سياسي عربي واسع لدعم المقاومة، وإعادة إحياء جهود مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني.

كما دعت لإحياء الحراك المطالب بإلغاء معاهدة وادي عربة لما يمثله ذلك من مصلحة أردنية وفلسطينية، إضافة لإلغاء اتفاقية الغاز ‏ومواصلة الجهد القانوني والشعبي في هذا الملف، والضغط على الحكومة لإنهاء ملف الأسرى الأردنيين في سجون الاحتلال، وأن ‏يأخذ الأردن دوره الفاعل تجاه قضية أهالي حي الشيخ جراح والتحرك لدى المحاكم الدولية لمنع مخططات تهجيرهم من قبل ‏الاحتلال، وإعادة تدريس القضية الفلسطينية في المناهج الأردنية وإعادة العمل بالجيش الشعبي لإعادة ترسيخ ارتباط الشباب الأردني.

من جهته دعا الناشط عبد الطواهية من الحراك الموحد إلى ضرورة بناء مشروع وطني من قبل القوى السياسية والحراكية الأردنية ‏والضغط على الجانب الرسمي لتحقيق الإصلاح المنشود بما يمكن الأردن من مواجهة المشروع الصهيوني ويشكل دعماً للقضية ‏الفلسطينية وسنداً لصمود الشعب الفلسطيني ومقاومته للاحتلال.

فيما أكد نقيب الفنانين الأسبق محمد يوسف العبادي على موقف الشعب الأردني في دعم قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ‏لما تمثله من مركز للصراع مع المشروع الصهيوني، رغم ما وصفه بالتخاذل من قبل بعض الأنظمة العربية وتحالفها مع الاحتلال، ‏فيما أشار إلى ما تمثله القضية الفلسطينية من أولوية للأردن نظاماً وشعباً، مما يتطلب موقفاً أردنيًّا فاعلاً تجاه هذه القضية بما يتجاوز ‏بيانات الشجب والإدانة.

من جهته، أشار الكاتب والمحلل السياسي الدكتور أحمد سعيد نوفل إلى ضرورة بناء علاقات سياسية من قبل الحكومة مع فصائل ‏المقاومة الفلسطينية التي تمثل الشارع الفلسطيني، مع ضرورة الضغط على ‏بعض الأنظمة العربية التي تجرم فصائل المقاومة الفلسطينية وتتهمها بالإرهاب، والضغط على السلطة الفلسطينية لوقف نهج ‏التنسيق الأمني مع الاحتلال الذي يشكل عائقاً أمام توحيد الفصائل الفلسطينية.

فيما أكد رئيس فرع نقابة المهندسين في إربد الدكتور أحمد ملكاوي أن المقاومة فرضت معطيات جديدة على الأرض يتوجب التعامل معها من قبل القوى السياسية والنقابية والشعبية بما يؤسس لرؤية قادمة نحو دعم صمود الشعب الفلسطيني والمقاومة سواء فيما يتعلق بالدعم السياسي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، مما يتطلب وقف الاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال الصهيوني، إضافة لتشكيل لجنة تحمل الملف السياسي لدعم المقاومة إلى الإقليم واستثمار الحالة التي صنعتها المقاومة لصالح دعم القضية الفلسطينية.

بدوره، قال عضو حزب الإصلاح زيد البخيت إن المقاومة نجحت في تغيير الرأي العام العالمي لصالح القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى أهمية استثمار الحراك الشعبي والإعلامي نصرة للقضية الفلسطينية وإسناد فصائل المقاومة.

وقال عضو المكتب التنفيذي لحزب الشراكة والإنقاذ هاني العموش: إن المقاومة الفلسطينية نجحت في إخراج الأمة مما كانت تعيشه من حالة إحباط ويأس، مما يتطلب تحويل هذا الانتصار لفعل سياسي مع التحذير من محاولات اختطاف الانتصار، من قبل عدة قوى لاسيما السلطة الفلسطينية وواشنطن لتحويل هذا النصر إلى مفاوضات عبثية لا تصب سوى في مصلحة الاحتلال.

كما أكد على أهمية القوة الإعلامية في دعم وإسناد المقاومة مما يتطلب بناء جبهة إعلامية لدعم المقاومة وإعادة حالة التوازن في الإعلام العالمي الذي كان منحازا لرواية الاحتلال، وتبني حملات واسعة بجهد من مختلف القوى الوطنية لإعادة الإعمار في غزة وإغاثة الشعب الفلسطيني.

من جهته أكد الناشط السياسي محمد البشير على ضرورة أن تكون هناك مراجعة حقيقة من قبل القوى السياسية نحو تشكيل عمق عربي حقيقي وفاعل داعم للمقاومة الفلسطينية، في ظل ما وصفه بالتخاذل العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية، مؤكداً أن تمكين الشعب من حقوقه السياسية والشراكة في صنع القرار وتوحيد الجهد الوطني

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات