الأربعاء 26/يونيو/2024

غزة.. بين الليل والنهار ألم وأمل واحتساب

غزة.. بين الليل والنهار ألم وأمل واحتساب

قبيل العدوان الصهيوني الحالي على قطاع غزة كان الفلسطينيون يستمتعون بساعات السهر في أجواء عائلية في منازلهم حتى موعد السحور، الأمر الذي كانت تعتمده غالبية الأسر والعوائل الفلسطينية سيما في سياق أجواء الحجر على إثر جائحة كورونا، عدا عن الساعات القلائل التي تفصل صلاة التراويح عن موعد السحور وصلاة الفجر.

ورغم انتهاء الشهر الكريم الذي بدأ العدوان في أيامه الأخيرة لم يتغير شيء على الفلسطينيين الذين باتوا مضطرين للسهر أيضاً، ولكن هذه المرة بفعل الغارات الصهيونية التي تشتد وتيرتها وأصواتها كثيرًا مع ساعات الليل على مدن القطاع المختلفة.

الليل والقلق
تحت أزيز الطائرات الحربية الصهيونية بأنواعها المختلفة حاول الفلسطينيون خلال هذا العدوان استراق لحظات من النوم حتى في أوقات النهار إلا أنّ غالبيتهم كانوا يفشلون في الحصول على هذه الفرصة للنوم، فالأمر بات شيئاً عزيزاً في قطاع غزة في إطار ما تلقيه المقاتلات الحربية الصهيونية من قنابل وصواريخ مختلفة على المدنيين الآمنين في القطاع.

ويجمع الفلسطينيون في غزة أنّ الصواريخ والقنابل التي استخدمتها المقاتلات الصهيونية في هذا العدوان تحديدًا تبدو مختلفة عن سابقاتها من الاعتداءات، والتي تتميز بأصواتها الكبير لحظة انفجارها، وقوة الضربة التي تحدث ارتجاجات هائلة في البيوت والأبراج، عدا عن رائحتها التي تنتشر في أجواء القطاع مخلفة بما هو أشبه بالغاز الحارق للوجه والعينين.

ومع حلول ساعات المساء يبدأ القلق والخوف يتسلل إلى قلوب الأطفال والنساء اللاتي يرتدين غالبيتهن ملابس الصلاة خشية ضربة صهيونية غادرة تحيلهم شهداء، أو تهديد بقصف منازلهم، أو منازل مجاورة.

في حين تحاول العائلات استبدال أجواء الخوف والقلق لدى أطفالهم بإلهائهم بالألعاب والحلويات وغيرها، إلا أنّ غارة قريبة أو حتى بعيدة في صمت الليل تتحول معها هذه الأجواء إلى مزيد من الخوف والرعب في قلوب الأطفال، الذين يباتون ليلهم يتساءلون: “متى ستنتهي هذه الحرب، متى سنفرح بالعيد، متى سنرتدي ملابس العيد، متى سنخرج للعيد”.

وفجر الجمعة عمت الاحتفالات قطاع غزة وعموم فلسطين؛ احتفالا بانتصار المقاومة في هذه المعركة التي جاءت من أجل القدس.

وتزامن العدوان الصهيوني مع الأيام الأخيرة لشهر رمضان المبارك، محيلاً عيد الفطر السعيد إلى جوٍّ من الحزن والألم على فقدان الشهداء والجرحى وتدمير البيوت.

شنطة النزوح
ورغم حالة الصمود والثبات التي تكلل الفلسطينيين في قطاع غزة، إلا أنّ الخوف والقلق يبقى فطرة بشرية خالصة، وكل هذا ليس غريباً أمام عدو صهيوني غادر لا يفرق بين طفل أو امرأة أو شيخ كبير أو عمارة سكنية أو محل تجاري ملقياً بأطنان من المتفجرات على رؤوس الأبرياء بلا سابق إنذار، لذا فإنك تجد غالبية الأسر والعوائل الفلسطينية تجمع أهم ممتلكاتها من الأموال والذهب والأوراق الثبوتية في شنطة واحدة يسهل حملها إذا ما تلقوا تحذيراً بقصف منزلهم أو أحد جيرانهم، حيث بالعادة لا تمهل مدمرات الاحتلال إلا دقائق معدودة للمواطنين لإخلاء أنفسهم دون تمكنهم من الحصول على أي أمتعة.

ويتفق مراقبون ومحللون أن الاتصالات التي تجريها المخابرات الصهيونية ببعض المنازل من أجل إخلاء منازلهم تمهيداً لقصفها ما هي إلا محاولة الحصول على شهادة براءة خبيثة أمام ما يقومون به من جرائم حرب، إلا أنّ الواقع يؤكّد عكس ذلك تماماً؛ حيث تستهدف المقاتلات الصهيونية بأطنان من المتفجرات بيوت الفلسطينيين على رؤوس ساكنيها دون سابق تحذيرٍ أو إنذار، تماماً كما حصل في مجزرة شارع الوحدة بحي الرمال وسط مدينة غزة، حيث ارتقت عائلات بأكملها شهيدة بفعل القصف الذي خلف 44 شهيداً وعشرات المفقودين والجرحى من عائلات عدة.

ووفقاً لرواية المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان؛ فإنّ الاحتلال دمّر 21 منزلاً على رؤوس ساكنيها في غزة.

وارتقى قرابة 250 شهيداً فلسطينياً في العدوان الصهيوني، منهم 65 طفلاً، و39 سيدة، و17 مسناً، إضافة إلى 1710 إصابة بجراحٍ مختلفة.

صمود وحسرة
ورغم اشتداد القصف على مدار ساعات الليل والنهار في غزة بمئات الغارات ومئات الطائرات التي تحلق في أجواء القطاع، إلا أنّ مشهد الأطفال الذين يلهون أمام منازلهم وسط الحارات الضيقة لا يغيب مهما كان، بالإضافة إلى تجمعات المواطنين التي تترقب رشقات المقاومة الصاروخية تجاه المدن الفلسطينية المحتلة “الكيان الصهيوني” لتصاحبها بأصوات التكبير والتهليل.

وفي جولة وسط حارات القطاع بين أنقاض المنازل المدمرة، لا تكاد تجد فلسطينياً متأففاً من قدر الله في ابتلائه في أعز ما يملكه بأبنائه الشهداء أو بيته الذي دمُر لتوه، فلا تجد منهم إلا كلمات الصبر والاحتساب والإيمان بالله.

لكن في المقابل لا يستطيع الفلسطينيون إخفاء ملامح الحسرة والألم على ما ذهب من سني أعمارهم من الشقاء والتعب في إعمار بيوتهم التي دمرتها المقاتلات الصهيونية في لحظات من الإجرام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الاحتلال يهدم منزلين في رام الله وأريحا

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامهدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، منزلين في رام الله وأريحا، ضمن انتهاكاتها المتصاعدة ضد...

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الاحتلال يعتقل 19 مواطنًا في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني، 19 مواطنًا على الأقل، منهم والدة مطارد، خلال حملة دهم - فجر الأربعاء- في...