السبت 03/مايو/2025

لماذا تدخل غزة على خط معركة القدس؟ وما الجدوى؟

زياد ابحيص

فُرضت ما بعد انتفاضة الأقصى ثم انتخابات 2006معادلة حصرت المقاومة المسلحة في غزة، وفُرض عليها حصار صهيوني وعربي خانق،ومحاولة لنزع المشروعية عنها لعِبت سلطة رام الله الدور المركزي فيها، واستفادالمحتل من كل ذلك بفرض قواعد اشتباكٍ على المقاومة تتعلق بغزة: بوقف قتل مدنييهاوإدخال الوقود والكهرباء والغذاء والدواء وفتح مساحات الصيد، باختصار نجح في حشر المقاومةمؤقتاً في زاوية كونها شأناً غزاوياً، وهو بخلاف هدف المقاومة وعقيدتها.

أعادت القدس انخراطها في جبهة الفعل المقاوم في رمضان من عام 2014 فيهبة أبو خضير، التي تلت إحراق الفتى الشهيد محمد أبو خضير حياً على يد مستوطنينمتطرفين… التقطت غزة فوراً تلك المبادرة وبادرت إلى الدخول على خط الهبة حينهالعلها تعيد توسيع جبهتها وارتباطها بهدفها المركزي، لكن المحتل رأى في ذلك التصعيدفرصةً للذهاب في حرب شاملة تقتل الحراك الشعبي في #القدس وتجبي ثمناً غالياً منغزة وتعيد حشرها في أولويات اشتباكها الخاصة، وهكذا كانت حرب 2014 على غزة

منذ ذلك التاريخ جرت أربعة تغييرات كبرى: أولاً شهدت القدس أربع هباتشعبية بعد هبة أبو خضير، فبات للقدس فعل شعبي في خط مستمر على جولات ولا يخشى عليهمن الذوبان إذا ما دخلت غزة للاشتباك، وثانياً تمكنت غزة عبر مسيرات العودة منالخروج إلى قواعد اشتباك جديدة عبر جولات تصعيد تحافظ على سخونة الجبهة دون الذهابلحرب شاملة وراكمت مقداراً كبيراً من القوة والتقدم النوعي، وثالثاً دخل المحتل فيأزمة سياسية تكاد تصل به إلى انتخابات خامسة في سنتين ونصف، ورابعاً الانقلابالكبير في السياسات الأمريكية بين عهدي ترامب وبايدن ولنا أن نتصور محصلة حركةسفينة نقل كبيرة تبحر باتجاه الشرق لأيام ثم تعود لتبحر باتجاه الغرب لأيام؛لنقدّر أثر ذلك التأرجح على النفوذ الأمريكي العالمي

تعود المقاومة في #غزة اليوم لتجدد محاولتها لتحقيق هدفين: أن تستعيدجبهة عريضة للمواجهة تشكل غزة رافعة لها بدل أن تكون مصدرها الوحيد، وتستعيد المقاومةالمسلحة في غزة اتصالها ببوصلتها الأساس التي كانت سبب انطلاقها ونشأتها: تحريرالأقصى والقدس وكل شبرٍ من فلسطين، وإذا ما تمكنت من تحقيق تقدم على هذه الخطوطالمركزية فإن كل ما تبقى يصبح تفاصيل، لأن الجدوى تقاس بما يُحرز من تقدم نحوالتحرر، ولا يقاس بمقدار الخسائر بحال من الأحوال

بالمقابل يسعى الاحتلال إلى تهويل الثمن على غزة وتغريرها بأنه مستعدللذهاب إلى أبعد حد، لعله يوهمها بأن لا حل لها إلا العودة إلى قواعد اشتباكهاالمحلية، لكنها إن أصرت بالمقابل وردت بما يكرس موازين القوى الفعلية –كما يحصلالآن- فليس له إلا التراجع، وحتى إذا ذهب إلى تصعيد أكبر فهذا يصب في مصلحتنا،لأنه كلما عاند وأطال المواجهة أكثر كلما عظّم خسائره وازدادت مكاسبنا

البداية من #الأقصى كانت العامل المركزي في دخول فلسطينيي الداخل المحتلعام 1948 على الخط، وما شهدوه مع المقدسيين من تراجعات صهيونية ملموسة باليد باتيعني لهم التوثب لتغيير ما يعيشون تحته من قمع وقهر، وهذا أوصلنا في الليلتينالماضيتين في المحصلة من هبة في القدس إلى هبة شاملة في القدس وغزة والداخلوالشتات

تبقى الضفة الغربية الأسد المقيد بالتنسيق الأمني والسلام الاقتصادي،لكنها إذا ما انطلقت إلى الفعل ولو بشكله الشعبي فإنها وحدها من تستطيع تحويل هذهالهبة إلى انتفاضة مستدامة، لتفتح بذلك باب التحرير الحتمي لأجزاء من فلسطين دونقيدٍ أو شرط خلال شهورٍ من الزمن… ربما كان ذلك بعيداً عن التصور حين كان يقالقبل سنوات، لكنه اليوم لم يعد كذلك

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

مظاهرات مليونية في اليمن تضامنًا مع غزة

صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام تظاهر مئات الآلاف من اليمنيين، الجمعة، في 14 محافظة بينها العاصمة صنعاء، دعما لقطاع غزة في ظل استمرار الإبادة...