فلسطين تنتفض ضد الاحتلال والمواجهات على جبهات متعددة

تصاعدت حدة المواجهات في غزة والضفة الغربية والقدس خلال الـ48 ساعة الأخيرة وسط حديث من الصحف الإسرائيلية عن فقدان الاحتلال السيطرة على الوضع و”احتراق الدولة”.

فقد نشرت “معاريف” الإسرائيلية على صفحتها الأولى صباح الأربعاء عنوان “الدولة تحترق”.

والثلاثاء وجهت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ضربة صاروخية كبيرة تجاه “تل أبيب” وبئر السبع وسط وجنوب الأراضي المحتلة.

وقالت كتائب القسام، الذراع العسكري لحركة حماس، في بيان لها إنها وجهت ضربةً صاروخيةً كبيرةً إلى “تل أبيب” وضواحيها بـ130 صاروخاً ثقيلاً، ردًّا على استهداف طائرات الاحتلال للأبراج المدنية في غزة.

وقتل ضابط إسرائيلي وأصيب اثنان آخران بجراح حرجة جدا في استهداف كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس جيبهم العسكري بصاروخ موجه شمال قطاع غزة.

وأعلنت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية مقتل ضابط وإصابة اثنين آخرين بجراح حرجة جدا، جراء قصف الجيب.

وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، اعتراضه طائرة مسيّرة قادمة من قطاع غزة باتجاه مستوطنات الغلاف.

وقال جيش الاحتلال في بيان: إن “الطائرة لم تكن صغيرة مثل الكوادكوبترات التي يستخدمها المدنيون، لكنها كانت مسيرة من حجم أكبر”.

وبحسب البيان، فإنه لم يتضح فورًا ما إذا كانت تحمل سلاحًا.

وفي القدس المحتلة، اندلع اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مخيم قلنديا شمال القدس المحتلة.

وأفاد شهود عيان أن مقاومين أطلقوا النار على دوريات الاحتلال التي اقتحمت المخيم صباح اليوم.

في الضفة، شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات واسعة الليلة الماضية، وحتّى فجر اليوم الأربعاء طالت (46) مواطنًا على الأقل، وذلك في إطار العدوان الواسع الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي.

شهدت مدينة جنين ومخيم قلنديا، صباح اليوم الأربعاء، مواجهات مسلحة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ففي جنين، أطلق شبان ملثمون النار على قوت الاحتلال التي اقتحمت مدينة جنين فجر اليوم، واندلعت على إثرها اشتباكات مسلحة بين المقاومين وقوات الاحتلال. 

وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة جنين، وأطلق عدد من المقاومين النار على دوريات الاحتلال، واشتبكوا معهم قبل انسحابهم بسلام.

وفي الخليل، شهد مخيم الفوار الليلة الماضية وفجر اليوم، مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال، استشهد خلالها الشاب حسين عطية الطيطي (26 عامًا)، وأصيب آخرون.

كما شهدت مدينة “اللد” في الأراضي المحتلة الثلاثاء مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، في مشهد وصفه رئيس البلدية يائير رڤيڤو بـ”حرب أهلية بين العرب واليهود”.

وبعد فقد السيطرة كليًّا على المدينة أعلنت سلطات الاحتلال فجر الأربعاء حالة الطوارئ للمرة الأولى منذ عام 1966، بعد احتجاجات الفلسطينيين المتواصلة إثر استشهاد شاب برصاص مستوطن.

بدوره، أكد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في طولكرم فتحي القرعاوي، أن المشهد العام في فلسطين يعبر عن ردة فعل قوية وعنيفة وصعبة، بعد جرائم وانتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى والشيخ جراح في القدس، والحصار المفروض على قطاع غزة منذ 15 عامًا.

وقال النائب القرعاوي: “إن الاحتلال يعيش في حالة جنون بسبب ما يتعرض له من ضربات موجعة في أكثر من جبهة متمثلة بالقدس والضفة وغزة والداخل الفلسطيني”.

وأشار إلى: أن “الاحتلال لم يعتد على أن يعترضه أحد أو يمس سيادته أحد، وخاصة بطريقة التهديد المباشرة للاحتلال التي انتهجتها المقاومة الفلسطينية”.

وقال إن القدس كانت عنوانا للتصعيد الأخير بعد أن كادت أن توضع القدس وقضية حي الشيخ جراح على رف النسيان إلى ما نهاية، لولا دفاع الفلسطينيين المستميت في كل مناطق فلسطين دفاعا عنها.

ولفت القرعاوي أن العالم لم يحرك ساكنا تجاه ما يحدث للقدس، فيما بدأ بالهرولة بعد أن ضربت “تل أبيب” وأوجعت المقاومة كل المدن المحتلة وباتت تحت ضرباتها.

وأعلن رئيس مجلس الأمن الدولي، السفير الصيني، تشانغ جون، أن المجلس سيعقد جلسة طارئة، اليوم الأربعاء بشأن الوضع في “القدس الشرقية” وقطاع غزة.

وقال في تغريدة عبر حسابه: “غدًا في التاسعة صباحًا سأترأس الاجتماع الطارئ الثاني لمجلس الأمن بشأن الوضع في القدس الشرقية وغزة”.

وأضاف: “آمل أن نتكاتف مع جميع الأعضاء للعمل على تهدئة التوترات ووقف الأعمال العدائية”.

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة لليوم الثالث تواليا.

وأعلنت وزارة الصحة بغزة ارتفاع حصيلة العدوان إلى 43 شهيداً من بينهم 13 طفلاً و3 سيدات و296  إصابة بجراح مختلفة، حتى ظهر اليوم الأربعاء.