الأحد 04/مايو/2025

آخر فصول العنصرية في لبنان.. تخفيض حصص مخيمات صور من اللحوم

آخر فصول العنصرية في لبنان.. تخفيض حصص مخيمات صور من اللحوم

باتت تداعيات الانهيار الاقتصادي والمعيشي في لبنان، أكثر ضررًا وتأثيرًا على سكان المخيمات الفلسطينية في الجنوب اللبناني، ومن هذه التداعيات، تخفيض كمية اللحوم المدعومة ومنعها عن اللاجئين الفلسطينيين تحديدًا، في بعدٍ آخر من أبعاد العنصرية، التي يعاني منها أهالي المخيمات.

وأصبح خلوّ ملاحم المخيمات في منطقة صور من اللحوم في غالب الأوقات، أمرًا مألوفًا؛ إذ إن “اللحمة للبنانيين ولأبناء مدينة صور، وليست للفلسطينيين”، كما يقول أحد عمال مسلخ صور “متندرًّا”.

يؤكد ذلك، ما جاء على لسان أحد أصحاب الملاحم الفلسطينية داخل مخيم البرج الشمالي في مدينة صور، بالقول: “مسلخ صور يتعامل معنا كلحامين فلسطينيين بمستوى غير مسبوق من العنصرية، ازداد كثيرًا في الفترة الأخيرة مع اشتداد الأزمة اللبنانية”.

وأضاف صاحب الملحمة الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، كي لا يتمّ التعرض له، خلال حديثه لوكالة “قدس برس”: “المسلخ بات يعطينا حصصًا لا يتجاوز وزنها في أحيان كثيرة 14 و18 أو 20 كيلو للحام الواحد، فيما مجموعه لا ولن يكفي لبضع عائلات في المخيم”.

وتابع: “نستطيع كلحامين أن نشتري اللحمة من السوق السوداء، إلا أنّ هذا الأمر لن نرضاه ولن يناسب أبناء المخيم، الذين لن يستطيعوا دفع ثمنها، والذي قد يصل الكيلو الواحد منها إلى 80 ألفًا أو أكثر، في حين سعر كيلو اللحمة المدعومة هو 45 ألف ليرة لبنانية”.

وأشار صاحب الملحمة إلى أنّ اجتماعًا قد عقد مع مسؤول بلدية البرج الشمالي الأسبوع الماضي، واعدًا إيّاهم بحلّ الموضوع إلا أنّ الحل لم يحصل، وتمّ الإخلاف بالوعد، “وسط غياب للجنة الشعبية عن القيام بواجباتها ومتابعة أحوال اللاجئين”.

بدوره رفض عضو مجلس بلدية البرج الشمالي أبو وسيم جمعة، تحجيم الموضوع على أنها أزمة لحوم فقط، وقال في حديثه لـ”قدس برس”: إن  “لبنان يعاني من أزمات كبيرة اقتصادية واجتماعية وغذائية وصحية، وهذا سيؤثر ليس فقط على الملاحم وأصحابها، بل على كل القطاعات”.

وأكد أنّ “تحذيرات قد تمّ توجيهها للقيادة السياسية الفلسطينية مع بداية الأزمة، لضرورة التحرك ووضع برامج وخطط تخفف من وطأة الأزمة على اللاجئين الفلسطينيين، لكنهم ارتأوا عدم الاستماع أو الاكتراث لأمور اللاجئين”.

ولفت أبو وسيم إلى وجود محسوبيات في التعاطي فيما يخصّ توزيع اللحوم، “ليس فقط على مستوى المخيمات الفلسطينية بل أيضًا بين أصحاب المحال في المناطق اللبنانية”، وأوضح: “تأخذ مدينة صور حصّة الأسد من اللحوم، من مسلخ صور، في حين حصّة بلدة البرج الشمالي أو المخيم، ليست موازية لها، فالمعايير والعدالة غائبة وشبه مفقودة فيما يخصّ توزيع الحصص”.

وأردف جمعة: “توزيع لحوم بمقدار 20 كيلو، وعدم تحصيل اللحام سوى 4 مرات في غضون شهر كامل، أمر يعدّ مشكلة يستوجب إيجاد حل لها”.

وأوضح جمعة: “أزمة اللحوم مرتبطة بالتجار الذين باتوا يأخذونها مدعومة؛ ليبيعوها في السوق السوداء، ما دفع بالدولة إلى الخروج بحلٍّ أفضى بتوزيع اللحمة المدعومة على أصحاب المحال، لكنّ توزيع حصص قدرها 20 و30 كيلو لا يحلّ الأزمة”.

وحمّل عضو البلدية مسؤولية الأزمات جميعها، للجهات السياسية بالدرجة الأولى، ووكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، التي عدّها غائبة عن السمع نهائيًّا، ولم تقدم شيئًا للاجئين منذ بداية الأزمة، مطالبًا إيّاها بـ”السعي لحلّ أزمة اللاجئين على القطاعات كافة، والتنسيق مع المجتمع الدولي المعني بأمور الفلسطينيين وشأنهم”.

قدس برس

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

مقتل جنديين وإصابة 4 آخرين بكمين في رفح

رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قتل جنديان صهيونيان وأصيب 4 آخرون - اليوم السبت- بكمين في رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد موقع حدشوت لفني كولام، بمقتل...