الأربعاء 26/يونيو/2024

4500 أسير يحتاجون لكل أشكال الدعم والمساندة

4500 أسير يحتاجون لكل أشكال الدعم والمساندة

أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى أن 4500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال يحتاجون لكل أشكال الدعم والمساندة والتضامن العربي والدولي في سياق ما يتعرضون له من ظروف قاهرة وانتهاكات جسيمة تُعرّض حياتهم للخطر الشديد.

وقال مركز فلسطين في تقرير له بمناسبة ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الذى يصادف السابع عشر من نيسان: إن مساندة الأسرى هي واجب وطني وأخلاقي وإنساني وديني، وليس منَّةً من أحد على هذه الفئة التي قدمت الغالي والنفيس من أجل حرية شعبنا وكرامته واستعاده مقدساته.

الباحث رياض الأشقر -مدير المركز- عدّ السابع عشر من نيسان هو اليوم وطني للوفاء للأسرى وتضحياتهم، ويومًا لتكريمهم والوقوف بجانبهم وذويهم، يوماً لتوحيد الجهود، لنصرتهم ومساندتهم ودعم حقهم بالحرية، يومًا للوفاء لشهدائهم الذين ارتقوا خلف القضبان خلال تلك المسيرة المشرفة.

وأشار الأشقر إلى أن الاحتلال اعتقل منذ عام 1967 ما يقارب مليون فلسطيني، أي أن أكثر من 25% من الفلسطينيين في الأراضي المحتلة ذاقوا مرارة الاعتقال، وهذه الاعتقالات لم تميز بين طفل أو امرأة، أو بين عجوز طاعن في السن وشاب صغير، حتى طالت الاعتقالات نواب المجلس التشريعي، وقادة العمل الاجتماعي والسياسي، والمرضى والصحفيين، والأكاديميين، وكبار السن.

وأضاف الأشقر أن سلطات الاحتلال لا تزال تعتقل (4500) فلسطيني منهم 40 سيدة، و140 طفلاً، و10 من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني، و543 صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة، في حين يعتقل الاحتلال 440 تحت قانون الاعتقال الإداري التعسفي.

واستطرد أن 700 أسير يعانون من أمراض مختلفة وعدد منهم يعانى من أمراض خطيرة كالسرطان والفشل الكلوي والإعاقات، في حين بلغ عدد عمداء الأسرى الذين أمضوا ما يزيد على 20 عامًا في سجون الاحتلال 62  أسيرًا، منهم 25 معتقلون منذ ما قبل عام 1994، ولا يزال يعتقل الاحتلال 48 من الذين تحرروا في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

ويعدّ الأسير “كريم يونس” من أراضي الـ 48 عميد الأسرى الفلسطينيين وأقدمهم؛ حيث إنه معتقل منذ ما يزيد على 36 عامًا، كذلك الأسير “نائل البرغوتي” أمضى 41 عامًا على فترتى اعتقال.

وبين الأشقر أن المتابع لأوضاع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يجد أن الاحتلال يضرب عرض الحائط بكل الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان ويمارس بحق الأسرى والأسيرات كل أساليب التعذيب والمضايقة بدءًا بالضرب ومرورًا بالشبح والخنق وصولاً إلى الموت في بعض الأحيان، كما حدث مع العشرات من الأسرى، وتحولت السجون إلى مقابر يدفن فيها الأسرى أحياءً؛ من حيث المساحة الضيقة والضوء الخافت والرطوبة والرائحة العفنة التي تملأ المكان، وحتى لون الجدران الداكن.

وكشف أن الأسرى يتعرضون لكل أشكال التنكيل والتعذيب والتضييق داخل السجون والتي من أبرزها استخدام وسائل التعذيب المحرمة دوليًّا بحقهم خلال فترة التحقيق، بما فيهم استخدام التعذيب العسكري المميت، وحرمان الأسرى من الزيارة، سواء كان جماعيا أو فرديا وأحيانا يصل المنع إلى سنوات.

كذلك تطبيق سياسة الإهمال الطبي، وعدم تقديم العلاج اللازم للأسرى المرضى، الأمر الذي يؤدي إلى تراجع أوضاعهم الصحية؛ حيث أدت هذه السياسة إلى استشهاد (71) أسيرًا، كان آخرهم الأسير “كمال أبو وعر”، كذلك أدى إلى وفاة العشرات من المحررين الذين أصيبوا بالأمراض الخطيرة داخل السجون، واستشهدوا بعد اطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع، وكان آخرهم الشهيد “محمد صلاح الدين” من القدس جراء إصابته بالسرطان خلال مدّة اعتقاله.

كذلك استمرار عمليات الاقتحام للغرف والأقسام، والاعتداء عليهم بالضرب والشتم والتفتيش العاري، وأحيانا برش الغاز الخانق، واستمرار سياسة العزل الانفرادي في زنازين ضيقة تفتقر إلى كل مقومات الحياة الإنسانية، وقد يمكث الأسير وحده شهورًا طويلة أو سنوات في بعض الأحيان، كما يعاني الأسرى من التنقلات الكثيرة بين السجون بهدف عدم الاستقرار والتضييق عليهم، وعدم توفر الطعام الكافي للأسرى كمًّا، كذلك سوء الطعام نوعاً.

وكشف الأشقر أن الأسرى ورغم هذه الظروف القاسية والصعبة لم يستسلموا لسياسات الاحتلال؛ بل قاوموا ودافعوا عن أنفسهم، وخاضوا العشرات من المواجهات والإضرابات عن الطعام من أجل تحصيل حقوقهم، واستطاعوا بفضل إرادتهم وأمعائهم الخاوية إجبار الاحتلال في الكثير من المرات على توفير العديد من المستلزمات الحياتية الأساسية التي نصّت عليها القوانين والمواثيق الإنسانية كافة.

كما واصل الأسرى زرع إرادة الحياة عبر تهريب النطف وإيجاد سفراء لهم رغم وجودهم في السجن لعشرات السنين؛ حيث أنجب الأسرى (97) طفلاً حتى الآن عبر النطف المحررة.

ورغم محاولات الاحتلال لقتل الأسرى نفسيًّا وجسديًّا، إلا أن الأسرى استغلوا سنوات اعتقالهم في التعليم والحصول على المعارف، وحصل الآلاف منهم على الثانوية العامة والبكالوريوس داخل السجون، بل إن بعضهم استطاع الحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه خلف القضبان، وأبدع الأسرى في طرق التواصل مع العالم الخارجي عبر تهريب أجهزة الاتصال وبطريقة سرية وإخفائها عن أعين السجان.

وقد سقط خلال تلك المعارك مع الاحتلال خلف القضبان العديد من الشهداء بعضهم قضى بإطلاق النار عليه مباشرة كما حدث مع الشهيد “محمد الأشقر” من طولكم في سجن النقب، ومنهم من سقط نتيجة الإضراب كالأسير عبد القادر أبو الفحم.

وقد ارتقى في سجون الاحتلال (226) من الشهداء نتيجة التعذيب أو القتل العمد بعد الاعتقال أو الإهمال الطبي المتعمد للمرضى، الذين يرسف بعضهم في مستشفى الرملة منذ سنوات ولم يطرأ أي تحسن على وضعهم الصحي؛ حيث لا يقدم لهم سوى المسكنات فقط.

كذلك شكلت جائحة كورونا تحديًا إضافيًّا للأسرى؛ حيث تعرضوا للخطر الشديد بفعل إهمال الاحتلال لتطبيق إجراءات الحماية والوقاية؛ حيث أصيب 368 بالفيروس، بعضهم تدهورت صحته إلى حد الخطورة.

وطالب الأشقر أن تبقى قضية الأسرى القضية المركزية للجميع، وأن نضع على سلم أولوياتنا نصرتهم ومساندتهم والعمل لوقف الانتهاكات الخطيرة بحقهم، والسعي بكل الوسائل المشروعة لضمان تحقيق حريتهم وعودتهم إلى بيوتهم وعائلاتهم معززين مكرمين، بما في ذلك العمل على تنفيذ عمليات تبادل أسرى تجبر الاحتلال على تحريرهم.

كما دعا -في يوم الأسير- المجتمع الدولي ومؤسساته الإنسانية والسياسية إلى تحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية، تجاه ما يتعرض له الأسرى من جرائم، والعمل الجاد من أجل تشكيل ضغط على الاحتلال لوقف جرائمه المستمرة بحقهم، وعلى رأسها جريمة الاعتقالات المستمرة، وإلزام الاحتلال بتوفير حقوق الأسرى، ووقف الهجمة الشرسة بحقهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الاحتلال ينفذ 21 عملية هدم في الضفة والقدس

الضفة الغربية- المركز الفلسطيني للإعلامنفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، 21 عملية هدم في الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب منزل...