الجمعة 05/يوليو/2024

الانتخابات.. هدوء لا يخلو من تشويشات التأجيل!

الانتخابات.. هدوء لا يخلو من تشويشات التأجيل!

تشهد الأيام الأخيرة حالة من الهدوء بعد الصخب الذي أحدثته (معركة) الطعون في الوقت الذي يستمر فيه العمل على الأرض من مختلف الكتل الانتخابية التي تشعر في كل يوم يمر بأن الانتخابات قادمة في حين لا تخلو الأجواء من المشككين الذين يتوقعون قرارات بالإلغاء أو التأجيل.

مصادر مطلعة أشارت لمراسلنا إلى أن أطرافًا تمارس ضغوطا وترفع تقديرات لرئيس السلطة محمود عباس بضرورة تأجيل الانتخابات في حين أخرى تصر على إجرائها، حيث لا يظهر موقف موحد في داخل أقطاب السلطة نحو موضوع الانتخابات.

وقالت المصادر: إن رئيس جهاز المخابرات اللواء ماجد فرج هو صاحب التوجه الأكبر نحو تأجيل الانتخابات وفق معطيات الواقع؛ حيث يقود تيارا في حركة فتح يدعم بهذا الاتجاه، وفي المقابل فإن عضو اللجنة المركزية جبريل الرجوب يعد أن الانتخابات تمثل له قصة نجاح أو فشل للعبور للمستقبل بالاتفاق المبرم بين حماس وفتح والذي يعرف باتفاق الرجوب -العاروري.

وعلى الرغم من أن التيار الداعي للتأجيل له اعتبارات مرتبطة بوضع فتح إلا أن تصعيدا متعمدا لملف إجراء الانتخابات في القدس ظهر موجها في الرأي العام في الأيام الأخيرة بشكل يمهد الطريق نحو استخدامه شماعة من تيار التأجيل أو الإلغاء، وهو ما دعا أطرافا عديدة للتحذير من ذلك.

وحذرت عدد من مؤسسات المجتمع المدني والأهلي الفلسطيني وأحزاب وحركات سياسية، في الأيام الأخيرة، من خطورة إمكانية تأجيل الانتخابات، بذريعة عدم الموافقة الصهيونية على إجرائها في القدس وفق الاتفاقات الدولية.

وقال مدير مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات عارف جفال لمراسلنا: “إن موضوع القدس بات يستخدم ذريعة من الأطراف الداعية للتأجيل”.

وأضاف: “يوجد حلول مختلفة، ونحن في المرصد قدمنا تصورا بأن يتم التعامل مع القدس كدائرة انتخابية منفصلة، ولكن تصورنا لم يلق قبولا بذريعة أن النظام الانتخابي النسبي يتعامل مع الوطن ككتلة واحدة، علما أنه لا يوجد ما يمنع من المزج بينهما”.

وأردف: “تقديراتنا أن هناك من يسعى لجعل القدس مدخلا قانونيا للطعن بالانتخابات، علما أن المرات السابقة التي جرت فيها انتخابات في القدس أشرف عليها موظفون تابعون للاحتلال، وليس للسلطة الفلسطينية”.

وأكد أن الأسوأ هو اتخاذ قرار منفرد بتأجيل الانتخابات لهذه الذريعة أو تلك، فحتى التأجيل يجب أن يكون قرارَ إجماع وطنيًّا، سيما وأن تكلفة عدم إجراء الانتخابات ستكون أسوأ بكثير.

وعلى الرغم من كل مخاوف التأجيل، إلا أن التوجه العام بأن التيار الداعم لإجراء الانتخابات هو الأقوى، وأن عامل الوقت يسير باتجاه عدم الرجعة عنها.

وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة “فتح” جبريل الرجوب، أقر في لقاء تلفزيوني قبل أيام بوجود ضغوط إسرائيلية “وحتى إقليمية وعربية”، لإلغاء الانتخابات، ولكنه استدرك بأن محمود عباس رفضها.

ورفضت حماس بدورها على لسان القيادي موسى أبو مرزوق أي قرار قد يفضي لتأجيل الانتخابات، وقال أبو مرزوق، في تغريدة عبر “تويتر”: “نرفض تأجيل الانتخابات تحت أي ذريعة. نريد تجسيد الإرادة الحرة للناخبين الفلسطينيين، ولا لاستثناء المقدسيين من التصويت”.

بدوره استعرض الكاتب والمقرب من دوائر صنع القرار الصيهوني إليئور ليفي في مقاله بصحيفة يديعوت أحرنوت الصهيونية قبل أسبوع توجها مؤيدا لتأجيل الانتخابات حيث قال: إنه “رغم كل الرايات الحمر التي رفعت أمامه، فإن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ما زال ماضيا في خطة الانتخابات، إن أبا مازن يركض وعيناه مفتوحتان ليصطدم بجدار إسمنتي، رغم أن ثلاثة أشخاص أساسيين يهمسون في أذنه: ماجد فرج وحسين الشيخ وجبريل الرجوب، حيث يشكك الأخيران بقدرة فتح على الفوز، لكنهما يخشيان إخبار رئيسهما بذلك، في حين يقود الرجوب جبهة واضحة كي يكون خليفته، لذلك فهو يضغط لإجراء الانتخابات بناء على علاقاته مع حماس، وقدرته على التوصل لاتفاقات معها”.

وأكد أن “إسرائيل تبدو لها الانتخابات الفلسطينية مزعجة جدًّا بسبب ظروفها الحالية، كما يمكن للولايات المتحدة، متى شاءت، أن تمارس ثقلها على أبي مازن، وتضغط عليه لوقف الانتخابات، حتى إنه شخصيًّا قد يصدر أعذارًا مختلفة لتأجيل أو إلغاء الانتخابات، ومنها ذلك الادعاء أنه بدون إجراء الانتخابات في القدس، فسوف يلغيها، وكذلك التذرع بارتفاع معدلات الإصابة بكورونا في الضفة الغربية وقطاع غزة، بحيث يتم تأجيل الانتخابات حتى تتحقق السيطرة على الفيروس”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

١١ عملاً مقاوماً في الضفة خلال 24 ساعة

رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام سجل مركز معلومات فلسطين "معطى" 11 عملاً مقاوماً، توزعت بين اشتباكين مسلحين، وتفجير عبوة ناسفة، واندلاع مواجهات...