عبدالعظيم سلهب: مسرّبو العقارات خانوا وطنهم ودينهم ووجبت مقاطعتهم

قال رئيس مجلس أوقاف القدس الإسلامية، الشيخ عبدالعظيم سلهب: إن إجراء الانتخابات في القدس المحتلة قضية سياسية، وهي مطلب شرعي لأهالي القدس المحتلة.  

وفي أول حوار صحفي معه بعد إعادة تشكيل مجلس أوقاف القدس من رئاسة مجلس الوزراء الأردني، أكد الشيخ سلهب لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أهمية أن تجرى الانتخابات في القدس المحتلة، قائلاً: “إذا جرت الانتخابات يجب أن تجرى في الأراضي المحتلة بما فيها القدس المحتلة”.  

وأضاف: “قضية الانتخابات قضية سياسية، وإذا قررت السلطة الفلسطينية أن تجرى الانتخابات فيجب أن تجرى؛  لأنها مطلب شرعي، والقدس جزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967م”.  

وشدد المسؤول المقدسي على أنه ليس من حق الاحتلال الإسرائيلي أن يحول دون تحقيق وتنفيذ هذا الحق الشرعي، الذي تؤكده وتشير إليه كل المواثيق الإنسانية والدولية.  

تسريب العقارات

وحول تسريب منازل المقدسيين في بلدة سلوان بالقدس المحتلة، علّق الشيخ سلهب بالقول: إن هؤلاء الذين يقفون خلف تسريب المنازل المقدسية وعقارات المقدسيين، خانوا وطنهم ودينهم، ونؤكد الفتوى الشرعية المعروفة بوجوب مقاطعتهم وعدم التواصل معهم.  

وأضاف: “إذا حصلت وفاة لأحدهم لا يغسّل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين، وهي فتوى شرعية أصيلة أصدرت منذ ثلاثينيات القرن الماضي”.  

وتابع: “هؤلاء قاموا ببيع دينهم ووطنهم مقابل دراهم معدودات ودنيا فانية، ولو يعلمون أن الموت سيفاجئهم وأن مصيرهم معروف ونار جهنم تنتظرهم!”.  

وأكد الشيخ سلهب لمراسلنا أن أبناء فلسطين والقدس صامدون ومرابطون، ولا يمكن أن يفرطوا في أملاكهم ولا أرضهم.  

وأردف بالقول: “إذا حصلت حادثة من هذا القبيل يجب التعامل معها حسب المفهوم الشرعي ليرتدع أي إنسان، وهذه شغلات نادرة، ولكن يجب أن يتعامل معها وفق الأحكام الشرعية؛ حتى لا يتجرأ أحد على تكرارها”، مشدداً على أن هذا الأمر لا يمكن السكوت عليه، ويجب التعامل معه ونبذه.  

ووجّه رسالة للفلسطينيين وأهالي القدس بضرورة تقوى الله في البلد المقدسة والأملاك والعقارات الإسلامية الفلسطينية.  

شهر رمضان المبارك  

ويستعد المقدسيون والأمة العربية والإسلامية لاستقبال شهر رمضان المبارك، غدا الثلاثاء، في حين تتصاعد الانتهاكات الإسرائيلية بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك.  

وأكد رئيس مجلس أوقاف القدس أن المسجد الأقصى المبارك الذي أغلق العام الماضي أمام المصلين في سياق تفشي جائحة كورونا، لن يغلق هذا العام، رغم كل المحاولات والانتهاكات الإسرائيلية لتصعيد موجة الاقتحامات الإسرائيلية فيه.  

وقال سلهب: “نتمنى أن يصل كل الفلسطينيين للرباط في المسجد الأقصى المبارك، في شهر رمضان المبارك، ويعبدوا الله فيه ويعتكفوا فيها طوال أيام الشهر المبارك”، داعيًا الله أن يمنّ على أهالي قطاع غزة بزيارته والصلاة فيه. 

وأضاف: “المسجد الأقصى المبارك سيبقى مفتوحاً للمصلين والمعتكفين طيلة شهر رمضان؛ لأن الأوقاف الإسلامية أعدت برنامجًا يتضمن الدروس والمواعظ، وجلسات قراءة القرآن وبرنامجاً خاصًّا لأداء الصلوات والتراويح وليلة القدر”.  

وأوضح أن كل المضايقات والاستفزازات والاقتحامات اليومية من حكومة الاحتلال اليمينة المتطرفة، وتوظيفها لمتطرفين يهود لانتهاك حرمة شهر رمضان المبارك، لن تضعف إرادة المقدسيين من التوجه والرباط في المسجد الأقصى المبارك رغم الحواجز والمعيقات الإسرائيلية.  

دعوة للعرب والمسلمين  

ووجه الشيخ المقدسي دعوته ورسالته إلى العرب والمسلمين بضرورة دعم أهالي القدس.  

وقال: “القدس المحتلة أمانة في أعناق العرب والمسلمين أينما كانوا، ويجب أن نقوم بواجب هذه الأمانة، ولا يجوز لمسلم عربي سواء قائد أو مواطن أن يتخلى عن قضية فلسطين وقضية المسجد الأقصى المبارك”.  

وأشار إلى أن بيانات الشجب والاستنكار لا تجدي نفعاً، أمام المشاريع الإسرائيلية الاستيطانية.  

وقال: “يجب العمل الجدي لرفع المعاناة عن المرابطين سواء في القدس أو الأراضي الفلسطينية، وهذا واجب شرعي ومطلب سيؤاخذ رب العالمين كل من قصر فيه”.  

وأضاف: “اتقوا الله في المسجد الأقصى، واتقوا الله في القدس التي حافظ عليها صحابة رسول الله والقادة المسلمون العظام على مر الزمان”.  

وختم حديثه قائلاً: “1400 سنة وأكثر وأهل الإسلام والإيمان حافظوا على القدس، ولماذا هذا الانسياق والانجرار وراء أوهام التطبيع مع الاحتلال، والتي لا يجوز أن تكون بأي حال من الأحوال؟!”.