الخميس 27/يونيو/2024

حرب عيون المياه تتصاعد بالأغوار.. أم الجمال على طريق عين الحلوة

حرب عيون المياه تتصاعد بالأغوار.. أم الجمال على طريق عين الحلوة

تتصاعد تحركات المستوطنين لإحكام الهيمنة على عيون المياه في الأغوار الشمالية بشكل يكشف مخططا واضحا لعدم ترك أي مصدر ماء طبيعي للفلسطينيين.

وعلى الرغم من أنه لم تمض سوى أيام على إحكام الاحتلال سيطرته على نبع عين الحلوة في وادي المالح بالأغوار، وتسييجه وفرض أمر واقع جديد عليه، شوهدت تحركات جديدة باتجاه نبع أم الجمال للسيطرة عليه، إذ يبدو أن الأمر لا يرتبط بنبع دون آخر، بل بخطوات متدرجة ومدروسة تشمل الينابيع كافة.

ويحذر الباحث والمراقب لتحركات المستوطنين في الأغوار عارف دراغمة من هذا المخطط، مشيرا إلى أن المستوطنين بعد سيطرتهم على نبع عين الحلوة والساكوت يتجمعون هذه الأيام حول نبع أم الجمال للسيطرة عليه، وحرمان الفلسطينيين من مياهه.

وأشار لمراسلنا إلى أن ما يجري هو سياسة استيطانية واضحة تتمثل بالاستيطان الرعوي والزراعي لملاحقة أي محاوله للفلسطينيين للتطور والتقدم بالأغوار.

ما أشار إليه دراغمة حول الاستيطان الرعوي بات هاجسا كبيرا أمام بدو ومزارعي الأغوار، فالمستوطنون يأتون بقطعان الماشية ليزاحموا البدو في مراعيهم ومصادر المياه، فيطردونهم منها ويسيجونها، ويمنعونهم من دخولها لتصبح المراعي والينابيع لهم، ومواشي البدو بلا كلأ وماء.

وتقع عين أم الجمال في موقع قريب من عين الحلوة التي سيجها المستوطنون، والتي تبعد نحو 500 متر من سياج مستوطنة مسكيوت التي تشكل شوكة في خاصرة المنطقة، ويعتمد سكان ثلاث تجمعات بدوية على هذه العيون.

يقول حمد عوض كعابنة من سكان أم الجمال لمراسلنا، إن عشيرة الكعابنة، وهم لاجئون، يقطنون أم الجمال منذ عام 1948، وكان توفر الماء هو السبب الرئيسي لمكوث عشيرتهم في المنطقة بعد تهجيرهم من بئر السبع.

وأضاف: في السنوات الأخيرة هدمت مضاربنا في أم الجمال عدة مرات كان آخرها قبل عامين، وهي بيوت من الخيش والخشب والصفيح، لكن الأخطر ما يجري مؤخرا من السيطرة على ينابيع المياه، حيث يمنعنا المستوطنون من الاقتراب منها من خلال تكثيف تواجدهم فيها.

ويشير كعابنة إلى أنه لو أراد شراء الماء يوميا لأبقاره وماشيته فهو بحاجة إلى نحو أربعين برميلا من الماء، لكن عيون الماء توفر عليه ذلك، وهذا ما يحدث مع عشرات البدو في المنطقة.

ويقدر عدد الينابيع الرئيسية في الأغوار بحوالي 22 ينبوعاً، تتغذى مياهها من الطبقات المائية الجبلية؛ فيما يقدر المعدل العام للتدفق السنوي لهذه الينابيع بحوالي44 مليون م3/السنة. وتستغل مياه هذه الينابيع في أغراض الزراعة والشرب.

وهناك مجموعة أخرى من الينابيع القريبة من البحر الميت، وهي “ينابيع الفشخة” التي يبلغ معدل تصريفها ما بين 80-100م م3/السنة. وجميع هذه العيون بات اليوم تحت سيطرة الاحتلال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات