اعتراضات فتح الانتخابية.. إساءات لنضالات شعبنا واستغلال لمؤسسات السلطة

كان لافتًا حجم الاعتراضات التي قدمتها حركة فتح في الساعة الأخيرة قبيل إغلاق باب قبول الاعتراضات لدى لجنة الانتخابات، وما صحبها من معلومات عن استغلالها مؤسسات السلطة الرسمية للحصول على وثائق ومستندات، إضافة لتلاعبها بملف الموظفين المقطوعة رواتبهم.

ففي الساعة الأخيرة قبيل إغلاق باب الاعتراضات أمام لجنة الانتخابات، شرعت حركة فتح في تقديم عشرات الاعتراضات أمام لجنة الانتخابات المركزية عبر مفوضتها للانتخابات دلال سلامة، لتبدأ فصول أحداث تثبت استغلال حركة فتح لمؤسسات السلطة الفلسطينية وتلاعبها بملف الموظفين المرشحين لإقصائهم.
 
وقال مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: إن حركة فتح قدمت 230 اعتراضا على قوائم مختلفة، منها 11 بحق قائمة “القدس موعدنا” التابعة لحركة حماس.

وكان من أبرز الاعتراضات التي قدمتها حركة فتح عبر منسقتها دلال سلامة، هو بحق الأسير المحرر سعيد بشارات، حيث ادعت سلامة في اعتراضها أن على بشارات تهمة سرقة عام 2010، إلا أن الوثائق أثبتت أن الأسير كان وقتها في سجون الاحتلال، وأنه أفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011.

طعــون والأسير بشارات من بلدة طمون، حكم عليه الاحتلال عام 2002  بالسجن بالمؤبد، بعد عملية “عين الحمرا” عام 2000″ والتي  قتل فيها 3 من جنود الاحتلال، وأفرج عنه في صفقة وفاء الأحرار عام 2011، وأبعد إلى قطاع غزة، وعمل فيها مختصًّا بالشأن الصهيوني.

ولديه الكثير من الأبحاث والكتابات والأعمال المصورة، كما أنه ناشط بارز عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وضيف لعدد من القنوات الفضائية العربية والإقليمية للحديث عن الشأن الصهيوني.

كما كشف عن اعتراض آخر قدمته حركة فتح ضد قائمة حماس يتعلق بخالد براهمة من الضفة الغربية، الذي اتهمته مفوضة حركة فتح دلال سلامة بإثارة النعرات الطائفية، في إشارة لأن براهمة انتقد خلال خطبة في أحد المساجد رئيس السلطة وحركة فتح محمود عباس بتعزية شمعون بيرس قبل سنوات.

كما جاء في اعتراض آخر بحق أحد مرشحي قائمة “القدس موعدنا” طارق شمالي، بأنه لا يزال على رأس عمله، ولم يستقل كأحد شروط الترشح للانتخابات.

قال شمالي في منشور عبر فيسبوك: “تخيل تتوظف في العام 2000، ويتم تثبيتك في العام 2005 يعني 5 سنوات خدمة راحوا عليك، والسبب ما يسمى بقانون السلامة الأمنية اللي كان الوقائي والمخابرات يستخدموه كسيف مسلط على رقاب أبناء الأخضر على وجه التحديد”.

وتابع: “وبعد تثبيتك بسنتين يتم حرمانك من راتبك دون مبرر مقنع، والسبب تقرير كيدي من واحد هلفوت أو وحدة هلفوتة يصل رام الله ويتم اعتماده وبالتالي فصلي من وظيفتي بشكل تعسفي”.

ومضى يقول: “وبعد 13 سنة من حرماني من الراتب تدعي مركزية فتح إنه أنا على رأس عملي، وبالتالي لا يحق لي الترشح للمجلس التشريعي”.

“رغم إني قدمت استقالتي “تقاعد مبكر” من وزارة الصحة يوم 28/3/2021، وقد أقيم لي حفل تكريم ووداع في مكان عملي في مركز صحي الصوراني، وقد تم تعيين مدير جديد للمركز الصحي خلفا لي، ومن ذلك التاريخ وأنا لا علاقة لي بوزارة الصحة”، يقول شمالي.

وختم قائلا: “وعليه إن كنت ما زلت على رأس عملي حسب معلومات وقيود ديوان الموظفين في رام الله، فإنني أطالب بصرف مستحقاتي كاملة من تاريخ قطع الراتب وحتى الآن واعتذار الحكومة في رام الله عن هذا العبث، وتوضيح هذا التناقض للرأي العام”.

أما الدكتورة سامية أبو صلاح، وقدمت فيها سلامة طعنًا أنها ما زالت على رأس عملها، فقالت: “قطعتم راتبي في يناير 2019، ونسيتم شطب اسمي من ديوان موظفيكم، أم أنكم تسرقونه طوال هذه الفترة. عن سلطة العار أتحدث، طعوناتكم باطلة”.

فتح تستغل مؤسسات السلطة
وأفادت مصادر لمراسلنا أن حركة فتح استخدمت مؤسسات السلطة لإعادة قيود بعض المرشحين من بعض القوائم الانتخابية إلى أعمالهم، ومن ثم الاعتراض عليها لإقصائها من السباق.

كما استهجن حسن خريشة، رئيس قائمة وطن الانتخابية، استخدام مؤسسات وأجهزة السلطة الرسمية في تحريك اعتراضات على المرشحين في القوائم المختلفة.

وقال خريشة، عبر صفحته على “فيسبوك”: “الأصل أن تكون (مؤسسات السلطة) محايدة، وتخدم العملية الانتخابية”، مشيرا إلى إقدام القيادية في فتح والمرشحة على قائمتها دلال سلامة بشخصها وصفتها بتقديم طعونات ضد أشخاص قي قائمة “وطن” للمستقلين تستند لأسس واهية.

وأضاف: “لقد حرصنا في وطن على الامتناع عن تقديم أي طعونات ضد أحد لا شخوصا ولا قوائم، واكتفينا بما قررته لجنة الانتخابات باعتبارها مستقله ومحايدة ونزيهة”.

وتساءل: “أهكذا تبدأ الانتخابات؟؟ وأين هي وثيقة الشرف؟!”.

تفاعل عبر الإعلام الجديد

وغرد النشطاء على وسم “صحصحي يا دلال” و “تفضلي_ع_اللوج_يا_دلال” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي حمل جزء منها تغريدات تهكمية على حركة فتح وطعونها، وجزء آخر لتفنيد اتهامات حركة فتح التي تقدمت بها في الاعتراضات ضد مرشحي بعض القوائم الانتخابية.

 

سمية علي قالت في تغريدة نشرتها عبر حسابها في موقع تويتر: “دلال سلامة نموذج بسيط لشخصيات فتح الكاذبة غير الأمينة على الشعب.. العجيب وقاحة دلال وأمثالها في اتهام أحد المرشحين بإثارة الطائفية كونه انتقد عباس حينما قام بالتعزية بالمجرم بيريس.. دلال وأمثالها لا تمثل الشعب .. ولن تحظى بتمثيله .. فالوطن لا يمثل إلا حُرّاً”.

في حين قال المحامي بسام البرغوثي: “يمكن عيب بتقديرك سائق عمومي يكون تحت قبة المجلس التشريعي!؟ رسالة موجهة إلى دلال سلامة”.

أما المواطن إسلام أبو عون فكتب على فيسبوك: “قائمة فتح قدمت طعونا في كثير من القوائم، بعض الطعون على قائمة القدس موعدنا مضحكة وأوراق الإخوة المترشحين سليمة والطعن على أسير محرر عام 2011 على قضية عام 2010 عجيب”.

وأضاف: “طبعا حق الحركة من الناحية القانونية والديمقراطية، ولكن الأسئلة مشروعة حول سلوك الحركة نحو الشراكة بهذه الطريقة.. بالمناسبة قائمة #القدس_موعدنا لم تقدم أي طعن على أي من القوائم تعزيزا للأجواء والشراكة وهي الغاية الكبرى التي شكلت لأجلها كما تقول.. والله يقدر الخير”.