السبت 10/مايو/2025

تقرير: الجبهة الداخلية الإسرائيلية نقطة ضعف مصيرية بالحرب

تقرير: الجبهة الداخلية الإسرائيلية نقطة ضعف مصيرية بالحرب

يصف مدير “معهد أبحاث الأمن القومي” في جامعة “تل أبيب”، أودي ديكل، سيناريو نشوب حرب بين “إسرائيل” وبين إيران، يشارك فيها حزب الله وسورية وميليشيات في سورية وغرب العراق، بأنه سيناريو “واقعي بالتأكيد”، وتتخلله هجمات صاروخية شديدة ومكثفة على “الجبهة الداخلية الإسرائيلية”.

ويأتي هذا السيناريو في الوقت الذي شنّت فيه “إسرائيل” في السنوات الأخيرة مئات الغارات الجوية في سورية، ضد أهداف إيرانية خصوصا، وكذلك ضد أهداف لحزب الله وجيش النظام السوري.

وتواصل “إسرائيل” هذه الغارات، رغم تعالي مخاوف في “إسرائيل” من أن إيران وأذرعها لن تستمر في غضّ الطرف وعدم الردّ على هذه الغارات.

وجاء السيناريو الذي يرسمه ديكل في تقرير بعنوان “لا حصانة إلى الأبد”، ونشرت مقاطع منه صحيفة “يسرائيل هيوم”، اليوم الجمعة، وبموجبه ستتعرض “إسرائيل” إلى “هجمات بصواريخ وطائرات بدون طيار من سورية وحزب الله في لبنان، وكذلك “صواريخ بالستية وصواريخ موجهة عن بعد من إيران والعراق”، وسيناريو ثانوي يتحدث عن “مقذوفات وطائرات مسيرة (درونات) وقذائف هاون من قطاع غزة”.

وحسب ديكل؛ فإن التخوف هو من أن “تستغل هذه القوى المنسقة مع بعضها القدرات العسكرية بحوزتها من أجل إطلاق، بعملية مفاجئة، رشقات صاروخية وأسراب طائرات بدون طيار ودرونات، في محاولة لشل غايات عديدة داخل إسرائيل”.

وتابع ديكل أن الأهداف الإسرائيلية التي يتوقع تعرضها للهجوم هي “بطاريات الدفاع الجوي بهدف تحييدها، ومصافي تكرير النفط في حيفا، ومحطات توليد الكهرباء ومنشآت تحلية المياه، ومخازن مواد سامة، ومنآت الغاز، ومكتب رئيس الحكومة، ومبنى هيئة الأركان العامة، ومقرات قيادة عسكرية، وقواعد سلاح الجو، ومطارات، وموانئ، وقواعد عسكرية، ومقر وزارة الأمن في تل أبيب، ومنظومات اعتراض صواريخ…”.

وأشار ديكل إلى أنه “إذا نجح العدو بإطلاق رشقات صاروخية واسعة في آن واحد ومن عدة جبهات”، وهو ما وصفها بأنها “قدرات ليست غير معقولة”، فإنه “يتوقع أن تواجه الدفاعات الجوية الإسرائيلية صعوبات في التعامل مع هذا التهديد.

وستكون النتيجة دمارا، وفي ظروف معينة سيسقط قتلى كثيرون في المراكز السكانية، “وهذا وضع لم تختبره إسرائيل في الماضي أبدا”.

ويصف ديكل والمعهد “الجبهة الداخلية الإسرائيلية” بأنها “نقطة ضعف مصيرية في قدرة الدولة على مواجهة حروب تستمر مدّة طويلة”.

وكتب ديكل في التقرير أن “إسرائيل تستثمر في إعداد الجبهة الداخلية لحرب، لكن ليس بالشكل الكافي، خاصة بالإعداد لخطة يصفها السيناريو المتطرف، الذي يستند إلى اتجاهات قائمة منذ مدّة في خريطة التهديدات الإقليمية”.

وأشار ديكل إلى أن “قدرة الجبهة الداخلية على مواجهة أضرار وقتلى كثيرين تستوجب تكتل الشعب والشعور بالعدل والثقة بحكومة تتحلى بالمسؤولية، وتهتم يمستقبل إسرائيل أولا”.

ولفت ديكل إلى أن الجمهور الإسرائيلي لا يعي الأثمان الباهظة التي قد تكون لسيناريو كهذا. “70% من الجمهور يؤيدون ’المعركة بين حربين (العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد إيران وأذرعها)، حتى لو كان ثمنها حربا شاملة. ونسبة مشابهة لا تدرك حتى النهاية ما هو ذلك الثمن لحرب شاملة. ويتعين على أحدٍ ما توضيح الأمور للجمهور”.

وأضاف ديكل أنه “يوجد بين الخبراء لدينا سجال كبير على خلفية ضعف الجمهور، مثلما اكتشفنا في فترة الوباء (كورونا): هل في حالة حدث أمني شديد من النوع الذي نصفه، ستسقط روح الجمهور والقدرة على الصمود. الأغلبية تميل إلى الافتراض أنه في حالة حدث أمني من النوع الذي نصفه، سيعود الجمهور إلى إبداء التضامن نفسه الذي ميّزه جدا خلال الحروب في الماضي. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة بكل ما يتعلق بمسألة الطاعة والانصياع للتعليمات، والتي هي عنصر حيوي في دفاع الجبهة الداخلية من هجوم شديد ومن أجل تقليص الإصابات”.

ويمتنع التقرير عن الإشارة إلى أرقام الإصابات والخسائر، لكن ديكل أشار إلى أن “الدولة تمتنع عن كشف حجم الخطر كي تحافظ على الردع، وتهدئة الجمهور والحفاظ على الهدوء خلال الفترات الاعتيادية. ففي حال استهداف قدرتنا على الردع، سيواجه المواطنون صعوبة بالبقاء لمدّة طويلة في الملاجئ والغرف الآمنة، ويتوقع أن يسقط قتلى كثيرون”.

وأوضح ديكل أنه “في سباق التسلح بين العدو المهاجم وإسرائيل التي تدافع عن نفسها. إسرائيل موجودة منذ البداية في مرتبة أدنى؛ لأن تطوير وإنتاج صواريخ ومقذوفات رخيص وليس معقدا نسبيا، قياسا بتطوير وإنتاج منظومات دفاع جوي وصواريخ اعتراضية”.

وقال ديكل: إن تصعيدا لحرب كهذه قد يكون في أعقاب هجوم إسرائيلي ضد المنشآت النووية في إيران، وحتى دون أن تعلن “إسرائيل” مسؤوليتها عن هجمات كهذه، أو اغتيال علماء إيرانيين. هجوم إسرائيلي ضد مصانع دقة الصواريخ وتخزينها في سورية ولبنان والعراق، أو “عمليات إرهابية ينفذها متطرفون يهود وتؤدي إلى تدمير قسم كبير من المسجد الأقصى وتسبب آلاف الإصابات المباشرة أو غير المباشرة في مواجهات تندلع بعدها”.

وتحسّب ديكل من حدث مفاجئ أكثر من عملية تدهور الوضع إلى حرب؛ “فلدى الحديث عن تطورات تدريجية يكون هناك استعداد أكثر”، لكنه أضاف أن “أعداء إسرائيل يعرفون نقاط الضعف والفجوات في القدرات الدفاعية عن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ويوجهون جهودهم من أجل الحصول على قدرة لإطالة مدة الحرب وتعدد جبهاتها، ويهاجمون في إطار ذلك منشآت حيوية لاستمرارية القيادة العسكرية والمدنية. والهدف هو استهداف قدرة أداء إسرائيل، وتشويش قدراتها القتالية، وإضعاف مناعتها الاقتصادية والاجتماعية لمدّة طويلة، واستعراض صورة انتصار تؤثر على وعي الجمهور الإسرائيلي”.

وعلى خلفية المحادثات بين الولايات المتحدة و”إسرائيل” حول العودة إلى الاتفاق النووي، ومطالبة “إسرائيل” بإدخال قضايا التسلح الإيرانية إلى الاتفاق، لفت ديكل إلى أن “إسرائيل” هي التي طالبت في الماضي بالفصل بين القضية النووية والقضايا الأخرى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات