ارتفاع رسوم الشحن من الصين يضاعف أسعار السلع في غزة

لم يكن المواطن محمود شاهين -وهو صاحب أحد متاجر الأدوات الكهربائية بغزة-، يتوقع ارتفاع أسعار السلع التي كان يشتريها بالجملة إلى الضعف بسبب ارتفاع أسعار الشحن من الصين بسبب تأثيرات جائحة كورونا.

ويقول شاهين لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه قرر شراء السلع ذات الأولوية العالية بعيداً عن السلع الأخرى بسبب هذا الارتفاع الذي يؤكد تجار ومستوردون فلسطينيون أنّه بسبب غلاء ارتفاع أسعار الشحن.

وتعتمد أسواق قطاع غزة على البضائع الصينية كمورد أساسي ومهم للبضائع التي تعج بها الأسواق المحلية، من الملابس والمستلزمات الثانوية، والأدوات الصحية والكهربائية وغيرها.

خمسة أضعاف

التاجر كرم عبد المجيد، وهو مستورد للأدوات المنزلية والقرطاسية قال لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنّه كان يستورد الحاوية الواحدة من الصين بحجم 40 قدما بأقل من 2500 دولار أمريكي، ولكنها ارتفعت في الأشهر الأخيرة بشكل متسارع لتصل إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه من قبل لتصل إلى 12 ألف دولار للحاوية ذاتها، قبل أن تنخفض قليلاً لتقارب 10 آلاف دولار.

ومن المتوقع أن تشهد المرحلة القادمة غياب أصناف كثيرة من الأسواق كانت تستورد من الصين بأسعارٍ زهيدة، وبالتالي فإنّ ارتفاع كلفتها على التجار سيدفعهم للاستغناء عنها واستبدالها بأصناف أخرى بديلة من مصادر مورِّدة أخرى.

ويقول التاجر محمد جبر، وهو مستورد أدوات صحية، إن رسوم الشحن ارتفعت ارتفاعا جنونيا بسبب جائحة كورونا، الأمر الذي ساهم وسيساهم خلال الفترة القادمة في رفع أسعار كثيرٍ من السلع تلقائيا.

ويضيف جبر لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أنّ كثيرا من السلع مرتبطة ببعضها ما سيجعل من حتمية ارتفاع كثير من السلع والبضائع أمر وارد جداً، لافتاً إلى أنّه يفكر جديا في استبدال مصادر الاستيراد للبحث عن مصادر أقل سعراً.

واتجه كثير من التجار الفلسطينيين خلال الفترة الأخيرة إلى الاستيراد من تركيا بحثاً عن مصادر أقل سعراً وأكثر جودة، وتعد تركيا موردا مهما لقطاع غزة وفلسطين، وخاصة للمواد الغذائية.

وانخفضت نسبة التبادل التجاري من وإلى فلسطين إلى 10 مليارات دولار خلال العام الماضي أي بنسبة تراجع وصلت 10% مقارنة بالعام 2019، الأمر الذي أثر بدوره على ما يُعرف بالميزان التجاري مع العالم الخارجي، وذلك وفق آخر البيانات التي صدرت مؤخراً عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، في عام 2020 الذي شهد ذروة جائحة كورونا.

ارتفاع كبير

ويعزو الخبير الاقتصادي أسامة نوفل في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” ارتفاع أسعار الشحن من الصين، بسبب تأثيرات جائحة كورونا التي تشترط فيها الصين على التجار بعدم عودة الحاويات فارغة إلى موانئها مما يكلف يرفع تكلفة الاستيراد على التاجر الذي يضطر إلى شراء الحاوية بما فيها.

وتعمل الصين وفق نظام تجاري عالمي، مما يدفعها إلى رفض استقبال الحاويات الفارغة بسبب الجائحة، وهو ما يكلفها كثيراً، ويشير نوفل أنّ هذا الأمر سيرفع أسعار السلع والبضائع عامة في قطاع غزة.

ويوضح أنّ آثار هذا الارتفاع بدأت تظهر في بعض المستهلكات والأدوات التي تلاقي إقبالاً واسعاً ومهماً لدى الفلسطينيين في قطاع غزة، متوقعاً أن يلقي هذا الأمر بظلالٍ سيئة على واقع عجلة الاقتصاد في ظل الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع.