الثلاثاء 06/مايو/2025

يوسف فرحات.. علَمُ الدعوة والجهاد يرحل بصمت

يوسف فرحات.. علَمُ الدعوة والجهاد يرحل بصمت

قبيل وفاته بساعات قليلة، نشر على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي منشوراً يدعو فيها الناس للمسامحة والتصافح مع انتصاف شهر شعبان الفضيل، وكأنّه مات بقلبه الأبيض الناصع الذي لطالما عرف بين الناس بصفائه ورحابة صدره.

رحل الشيخ العالم الداعية يوسف بن علي فرحات في منزل والدته المسنة التي كان يقوم على خدمتها، رحيلا مفاجئا بلا وداع من أهله وأحبابه الذين حفظوا كلماته، وتنقلوا بين مساجد قطاع غزة لينهلوا من بحر علمه الواسع.

ولد الشيخ يوسف فرحات في عام 1962 بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة لأسرة فقيرة معروفة تربت على الالتزام ومكارم الأخلاق، وحفظ الشيخ القرآن الكريم باكراً قبل نحو أربعين عاماً، وهويحفظه ويعمل به.

ورغم عمله مديراً عاماً للوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة، إلا أنّه لم يكن يمتلك سيارةً خاصة، وكان يتنقل من بيته إلى مكان عمله مع عموم الموظفين الحكوميين.

وتنقل الشيخ فرحات في عمله رئيسا للجنة زكاة النصيرات، ثم مديراً لأوقاف محافظة الوسطى، حتى أصبح مديراً عاماً للوعظ والإرشاد بالوزارة، ومديراً عاما لوحدة القدس والمخطوطات بالوزارة أيضاً، وهو الرجل الذي لم يكل ولم يمل يوماً من أي مهمة تلقى إليه تكون فيه خدمةً لوطنه وشعبه.

وإلى جانب عمله هذا، فقد كان الشيخ فرحات إماماً وخطيباً مفوهاً وفقيهاً، يتنقل في عمله بين مساجد القطاع، ولم يكن يطلبه مسجد أو مؤسسة ويردهم، وقد كان مسخراً كل أوقاته للعمل من أجل رفعة الدين واستنهاض همم الشباب في نشر الدعوة الإسلامية.

ويحمل الدكتور فرحات درجة الدكتوراه في علوم الحديث، وهو من علماء الحديث في قطاع غزة، ومن مؤسسي المدرسة الحديثية.


null

علم من أعلام الجهاد

ونعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، “أحد قادة الحركة، وعلما من أعلام الجهاد والمقاومة والدعوة”، الدكتور يوسف علي فرحات “أبو الحسن”، الذي وافته المنية في مخيم النصيرات، بعد رحلة طويلة من الجهاد والعلم والعطاء.

وقالت الحركة في بيان لها، “إننا إذ نودع الشيخ القائد أبا الحسن؛ لنستذكر شخصية فريدة جمعت بين العلم والمقاومة، فقد قضى سنوات في سجون الاحتلال بتهمة المقاومة، وتعرّض للتعذيب الذي كاد أن يقضي عليه وقتذاك”. 

كما نعت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الشيخ فرحات، وذكر وكيل وزارة الأوقاف عبد الهادي الأغا مناقب فرحات: “بعد رحلة من العمل مع أخي وزميلي يوسف فرحات، تأملت بما أصفه بعد رحيله، فحار فكري، فهو صاحب بصمة في كل ميدان، وله في كل زاوية أثر”.

وأضاف الأغا: “فهو الحافظ لكتاب الله عن ظهر قلب، يرتله في قيامه من صدره كما يقرأ أحدنا الفاتحة، وهو الطالب النجيب الذي يتمركز دائما في الدرجات المتقدمة”.

وتابع: “هو المجتهد في طلب العلم، فلا يُضيع دقيقة في غير منفعة، وهو العالم المخلص، والداعية الرقيق، والخطيب المبدع، والواعظ المؤثر”.

وأردف: “وهو صاحب اجتهاد ورأي يدافع عنه، ولكن لا يتعصب له، يتبنى رأيه بشجاعة لاعتقاده أنه حق، فإذا ظهر له خلاف ذلك تركه بكل جرأة، وهو العابد الزاهد، لا يترك الاعتكاف، ولا القيام، وهو صاحب الخلوة العلمية”.

وأضاف وكيل الوزارة: “وهو المدير المتفاعل، الحيوي المثابر، الأخ المتواضع، يعمل في أي موقع، ويترك أثراً في كل مكان، فقد عمل إماما وخطيبا، ومديرا لأوقاف المنطقة الوسطى، ومديرا عاما للوعظ والإرشاد، ومديرا عاما لوحدة القدس والمخطوطات بوزارة الأوقاف، وغيرها من اللجان والمهام الكثير”.

وأشار إلى أنه كان: “نصير الفقراء، فقد كان رئيسا للجنة زكاة النصيرات، وكان لا يطلب لنفسه شيئا، رغم ضيق حاله، كان يتمنى بيتا صغيرا بعيدا عن ضوضاء المخيم ليختلي مع كتابه، ورحل فقيرا وهو يتمنى أن يزوج بعض أبنائه”.


null

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

غارات إسرائيلية تستهدف اليمن

صنعاء- المركز الفلسطيني  للإعلام شنت طائرات حربية إسرائيلية، مساء الإثنين، غارات عنيفة استهدفت مناطق واسعة في اليمن. وذكرت القناة 12...